تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[14 - 04 - 09, 08:22 م]ـ

جزاك الله أخي الفاضل كل خير،

وما قصدته هو أن الشخصية تقول كيف للشيطان أن يثبط عن عمل لم يدري بنيته، ورجحت الشخصية أن النفس من جعلتها تشعر بالثقل وحبطتها؟

ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[15 - 04 - 09, 01:36 ص]ـ

أمَا إنّ الشيطان مثبط ويحول دون العبد ودون طاعة ربّه فهذا معلوم وواضح ومتيقن بل يوسوس في صدور العباد كما قال ربنا جلّ وعلا: {الذي يوسوس في صدور الناس من الجنّة والناس}، أمّا كيف يثبط عن عمل لم يخرج إلى حيز الفعل إنما هو لا يزال في قلب صاحبه يراود نفسه على فعله، فهذا قد يقال فيه: إنّ الصراع الذي يقع داخل العبد حين تحدثه نفسه المطمئنة على فعل طاعة إنما هو بينها وبين النفس الأمارة بالسوء، فالأخيرة جندي مطيع لإبليس اللعين، فإذا خرج العمل الصالح إلى حيّز الوجود جاء دور االلعين للصدّ عن فعله بالملهيات والمغريات والشواغل التي تُعنى بصرف العبد عن ذات الفعل، وهذا لا يعني أنه قبل خروج العمل إلى حيّز الوجود كان الشيطان غافلا عن العبد لاهيا عنه، بل هو لا يزال يوسوس له ويحاول إشغاله عن مطلق الطاعات جملة لا على فعل بعينه، ولو لم يدر اللعين عمّا يجول في خاطر العبد وقلبه من إقدام على عبادة وطاعة معينة وعمل صالح محدد، بأصناف من الصوارف والملهيات والشهوات كالنوم والأكل والكلام، وووو ..... فمثل هذه الملهيات تصلح لصرف العبد عن أي طاعة وعن أي عمل صالح كان، لكن إذا تبين له من خلال تصريح العبد نفسه لغيره مثلا، أو عن طريق القرائن ما ينوي العبد فعله أحدث له شواغل أكثر دقة تعنى بصرفه عن نفس العمل.

فمثلا إذا نوى قيام الليل وراح يتجهز له أو يضع المنبه مثلا للاستيقاظ حدثه بأنه سينام متأخرا وعليه أشغال يوم الغد وعليه أن يأخذ قسطا لابأس به من الراحة في النوم، أو حاول أن يصوم مثلا فأراد أن يتسحّر ذكره بعدم وجود السحور، أو أن الصيام غدا سيؤثر على أعماله الأخرى وقد يؤثر على طاعات أخرى كحفظ قرآن أو حضور درس بعد المغرب مما يجعله يؤخر الإفطار إلى ما بعد العشاء، وهكذا تقريبا.

والمقصود أنه دائم الوسوسة لا يفتأ عنها ما دامت الروح لم تبلغ الحلقوم ـ نسأل الله حسن الخاتمة ـ فهو يحاول صرف العبد عن الأعمال الصالحة بملهيات عامة تصلح في جميع الأعمال، فإذا تبيّن له من خلال تصريح العبد لغيره أو القرائن من فعله ما يرمي إليه العبد من عمل معيّن جاء بعد ذلك التخصص فيورد على العبد الملهيات التي تعين على صرفه على عين العمل، هذا حسب تصوري القاصر، لأنّنا عندنا أصل لا ينبغي أن نشكّ فيه وهو أنه لا أحد يعلم ما تكنه الصدور إلا ربّ الأرباب ومجري السحاب سبحانه جلّ في علاه، والله أعلم

ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[15 - 04 - 09, 05:46 ص]ـ

لأنّنا عندنا أصل لا ينبغي أن نشكّ فيه وهو أنه لا أحد يعلم ما تكنه الصدور إلا ربّ الأرباب ومجري السحاب سبحانه جلّ في علاه، والله أعلم

الله أكبر

جزاك الله عني كل خير أخي الفاضل.

يعلم الله أنك أعنتني على بر، فالشخصية ممن وجب علي برهم وقد أمرتني بالسؤال.

ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[15 - 04 - 09, 10:53 ص]ـ

اللهم لك الحمد عدد خلقك ولك الحمد رضا نفسك ولك الحمد زنة عرشك ولك الحمد مداد كلمات

اللهم لا تحرمني وإخوتي بذنوبنا فضلك، واجعل ما نقوله حجة لنا لا علينا ياحي ياقيوم يا أرحم الراحمين

شكر الله لك أختاه حسن ظنك بأخيك، والفضل بعد الله جلّ وعلا يعود لك فأنت من أثار هذا الموضوع وصاحبة المشاركة الأصل، والشكر موصول إلى أخي المفضال أبي معاذ الذي ظهرت أخلاقه الكريمة العالية من بين سطور مشاركته.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير