ـ[أبو إسحاق السندي]ــــــــ[05 - 07 - 09, 08:01 ص]ـ
ثمّت قضية مهمة لا بد من التنبيه عليها. وهو المعنى الصحيح لكلمة الشرط في اللغة.
يُعرّف كثير من العلماء في دروسهم ومؤلفاتهم ((الشرْط)) في اللغة بأنه العلامة. وهذا خطأ.
فالذي هو بمعنى العلامة هو ((الشَرَط)) بفتح الراء. وجمعه ((أشراط)).
أما ((الشرط)) بسكون الراء - الذي يُجمع على ((شروط)) - فهو الأمر اللازم للشيء. قال في القاموس: الشَّرْطُ: إلزامُ الشيءِ، والتِزَامُهُ في البيعِ. اهـ.
وعلى هذا، فالشرط في اللغة، هو الشيء اللازم، الذي لابد منه، سواء كان جزءا من الماهية، أم خارجا عنها. فالشروط في البيع - مثلا - تكون داخلا في ماهية العقد، وجزءا منه.
أما في اصطلاح الأصوليين والفقهاء، صار ((الشرط)) مخصوصا بما كان خارج ماهية العبادة، وسابقا عليها؛ و ((الركن)) بما كان جزءا منها. وهذا الفرق اصطلاح محض، وإلا فالشرط والركن، كلاهما لا بد منهما، ولا يصح العمل من دونهما.
وعلى هذا، فلا تثريب على من قال من أهل السنة: إن العمل شرط صحة في الإيمان. فهو لا يقصد أن العمل خارج مسمّى الإيمان، وإنما يقصد أن العمل لا بدّ منه في الإيمان، وأن الإيمان لا يصح إلا بعمل الجوارح. فمؤدّى كلامه هو ما قصده السلف بعباراتهم التالية:
1. قال قتادة: "لا يقبل الله قولا إلا بعمل" (تفسير الطبري بإسناد كالشمس)
2. قال الأوزاعي ومالك وسعيد بن عبد العزيز التنوخي: "لا إيمان إلا بعمل، ولا عمل إلا بإيمان" (صريح السنة واللالكائي)
3. قال الشافعي: وكان الإجماع من الصحابة والتابعين من بعدهم ممن أدركناهم: أن الإيمان قول وعمل ونية، لا يجزئ واحد من الثلاثة إلا بالآخر. (اللالكائي)
4. قال الحميدي: "لا ينفع قول إلا بعمل" (أصول السنة له)
5. قال الإمام المبجّل أحمد بن محمد بن حنبل: "الإيمان لا يكون إلا بعمل" (السنة للخلال)
... إلى غير ذلك من أقوالهم الكثيرة في هذا المعنى.
والله أعلم.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[05 - 07 - 09, 12:46 م]ـ
جزى الله الأختَ الكريمة خيراً على هذه النقولات .. وليراجع من أراد التوسع:
-كتاب الإيمان لشيخ الإسلام ابن تيمية
-حقيقة الإيمان للشيخ سعد الشثري
-براءة أهل السنة للشيخ حمود الكثيري