تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وعلى القول بأنهم يستغفرون في أنفسهم لا دليل أيضاً يبقى الإشكال إذا كانوا يستغفرون على أن ظاهر لفظ يستغفرون أثناء الفعل فنقول جواب ذلك أنه فعل من الصحابة لو صح أنهم يستغفرون أثناء الفعل فإننا نقول هذا من الصحابة والقاعدة: " أنه إذا تعارض هدي النبي- r- مع فعل الصحابي فالحجة بما روي عن النبي- r- لا بما رآه أصحابه-رضوان الله عنهم- ".

وتوضيح ذلك: أن النبي- r- كما في الحديث الصحيح: " أتى سباطة قوم فبال فمر عليه رجل فسلم فلم يرد -عليه الصلاة والسلام- ثم ضرب بيديه الحائط ثم قال: ((وعليكم السلام إني كنت على حالة كرهت أن أذكر الله عليها)) فإذا كان هذا وهو غير متطهر وقد فرغ من قضاء حاجته فكيف إذا كان على حال قضاء الحاجة وغير متطهر فإنه أبلغ وآكد فدل هذا على أنه لا يذكر الله-جل وعلا- أثناء قضاء الحاجة؛ وإنما يقتصر الذكر في المواضع التي شرع ذكر الله-جل وعلا- فيها وليس فيها امتهان لذكر الله-جل وعلا-، والله - تعالى - أعلم.

السؤال السادس:

ذكرتم أن من العلماء من قال: أن كلمة غفرانك أتت لانحباس الإنسان عن الذكر مع أن ذلك بأمر الله-تعالى- كما هو الحال في الحائض عند امتناعها عن الصلاة والصيام ولم يأتِ أنها تقول مثل ذلك بعد الانتهاء من عادتها فما قولكم-حفظكم الله-؟

الجواب:

أولاً: لا أحب لطالب العلم أن يجتهد في استنباط النصوص وفي فهمها وفي تتبع كلام العلماء ينبغي لكل طالب علم أن يحفظ قدره وأن يحفظ للعلماء حقهم، ولذلك أنبه على ما شاع وذاع بين كثير من طلاب العلم وخاصةً في هذه الأزمنة وإلى الله المشتكى - لا أقصد صاحب السؤال - ولكنها فرصة طيبة أن أنبه، كثير من الأمور تحُكى عن أهل العلم ويأتي طالب العلم ويورد سؤاله على سبيل التعقيب وعلى سبيل الاجتهاد ويقول: كيف هذا قد ورد هذا إنما يقول ذلك على سبيل الاستشكال يقول: أشكل عندي كلام العلماء أشكل علي وكيف نوفق بين هذا وبين قول النبي- r- ، وأما أن يورد الشيء على أنه نوع من التعقيب على العلماء أو نوع من الأخذ على كلامهم فهذا لا ينبغي على طالب العلم المنبغي على الإنسان أن يعلم أن هؤلاء العلماء كانوا على درجة من الورع وخوف الله-جل وعلا- ما يمنعهم عن أن يقولوا على الله بدون علم، نظر العلماء إلى حالة النبي- r- عند قضاء حاجته وخروجه من قضاء الحاجة قال: ((غفرانك)) إن أردت أن تفسر النصوص وهذا أصل عند العلماء يُفسر هديه-عليه الصلاة والسلام- ويُعلل إما بدلالة الظاهر أو بفهم أصول الشريعة حتى تُستنبط العلة هل ذلك الاستغفار للخروج نفسه هذا محتمل لكونه أخرج فضلة هذا محتمل هل ذلك لانحباسه عن الذكر-عليه الصلاة والسلام- هذا محتمل هل ذلك لوقوع محظور هو معصوم لا محظور منه-عليه الصلاة والسلام- في الأصل لأنه معصوم-عليه الصلاة والسلام-.

إذاً ما بقي إلا أن يقال إن هذا الذي فعله النبي- r- لمكان كونه لم يذكر الله-جل وعلا- في هذا الموضع لا نعرف في أمكان قضاء الحاجة إلا تخلفه عن ذكر الله مع أن الثابت عنه من حديث عائشة في الحديث عنه-عليه الصلاة والسلام- أنه كان لا يفتر عن ذكر الله-جل وعلا-، وكان يذكر الله على كل أحيانه كما في حديث السنن إذا كان هذا المحفوظ من هديه والمعروف من حاله-عليه الصلاة والسلام- وحال الكمال إذا قصر فيه العبد ظن نفسه في التقصير كقيام الليل لو أن إنساناً ألفه وتركه ولو مرة واحدة لعد ذلك نوعاً من التقصير مع أنه ليس بتقصير في أصل الشرع فكونه-عليه الصلاة والسلام- على درجة الكمال من ذكر الله-جل وعلا- والإكثار من الأذكار له-جل وعلا- وفي هذا الموضع يمتنع من ذكر الله- I- ويستغفر بعده ناسب أن يقول العلماء إنه استغفر لمكان تخلفه عن الذكر.

أما قولك إن الحائض أين الحائض من مقام النبوة هل سائر الأمة في مقام النبي- r- من الكمال؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير