تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أولا: القول بأن حديث ثوبان ورد في قوم منافقين قول غير مقبول لما علم من أن المنافق لا حسنات له. والمنافق ليس بأخ للمؤمن وهو هنا يقول ( ... أما إنهم إخوانكم .. )

ثانيا: المستقر شرعا هو أن الحسنات يذهبن السيئات. فما بالها انقلبت هنا فصارت ممحوة بالسيئات؟؟!!

فإذا كان متن هذا الحديث مشتملا على مثل هذه النكارة،وجب اطراحه و لزم ترك تكلف الجمع بينه وبين ما جاء به الكتاب وصحت به السنة. فلا ينبغي أن تخرم الأصول بمثل هذا الحديث.والعلم عند الله تعالى

ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[29 - 10 - 08, 12:20 م]ـ

أولا: القول بأن حديث ثوبان ورد في قوم منافقين قول غير مقبول لما علم من أن المنافق لا حسنات له. والمنافق ليس بأخ للمؤمن وهو هنا يقول ( ... أما إنهم إخوانكم .. )

ثانيا: المستقر شرعا هو أن الحسنات يذهبن السيئات. فما بالها انقلبت هنا فصارت ممحوة بالسيئات؟؟!!

فإذا كان متن هذا الحديث مشتملا على مثل هذه النكارة،وجب اطراحه و لزم ترك تكلف الجمع بينه وبين ما جاء به الكتاب وصحت به السنة. فلا ينبغي أن تخرم الأصول بمثل هذا الحديث.والعلم عند الله تعالى

ورد في تفسير ابن كثير:

ولهذا قال: {كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} أي: تذهب وتضمحل كما قال الله تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} [الفرقان: 23].

وفي موضع آخر:

فكذلك الكافر يحسب أنه قد عمل عملا وأنه قد حَصَّل شيئًا، فإذا وافى الله يوم القيامة وحاسبه عليها، ونوقش على أفعاله، لم يجد له شيئًا بالكلية قد قُبل، إما لعدم الإخلاص، وإما لعدم سلوك الشرع، كما قال تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} [الفرقان: 23].

وبالنسبة لقضية الاخوة.

سياق الحديث يبين أن (الاخوة) هي تعبير عن ما يدور في خلد من لا يعلمون الغيب.

ولو كانوا يعلمون حالهم لما اعتبروهم كذلك:

قال تعالى:

{وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ} (ص:62)

والله أعلم وأحكم.

وللفائدة:

السيئات قد تُحبِطُ الحسنات

ما هي الأعمال السيئة التي يفعلها العبد فتحبط أعماله الصالحة وتردها، وتُمحَى بسببها من صحيفة الأعمال؟

الحمد لله

أولا:

من الأصول المقررة عند أهل السنة والجماعة أن الأعمال لا تُقبل مع الكفر، ولا يبطلها كلَّها غيرُ الكفر.

دل عليه قوله تعالى: (قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ، وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ) التوبة/53 - 54

قال ابن تيمية رحمه الله:

" ولا يحبط الأعمال غير الكفر؛ لأن من مات على الإيمان فإنه لا بد أن يدخل الجنة، ويخرج من النار إن دخلها، ولو حبط عمله كله لم يدخل الجنة قط، ولأن الأعمال إنما يحبطها ما ينافيها، ولا ينافي الأعمال مطلقًا إلا الكفر، وهذا معروف من أصول السنة " انتهى. "الصارم المسلول" (ص/55)

وقد خالف أهل البدعة من الخوارج والمعتزلة والمرجئة، فغلا الخوارج والمعتزلة وقالوا: إن الكبائر تمحو وتبطل جميع الحسنات والطاعات، وعاكستهم المرجئة فقالوا: إن حسنة الإيمان تمحو جميع السيئات.

ثانيا:

لما تبين أنه لا يمكن أن يحبط الحسنات كلها إلا ما يناقض الإيمان مناقضة تامة وهو الكفر، فهل يمكن أن يحبط شيء من المعاصي بعض الحسنات ويمحوها؟

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى "مجموع الفتاوى" (10/ 638):

" فإذا كانت السيئاتُ لا تحبط جميع الحسناتِ، فهل تحبط بقدرها، وهل يحبط بعض الحسنات بذنب دون الكفر؟

فيه قولان للمنتسبين الى السنة، منهم من ينكره، ومنهم من يثبته " انتهى.

القول الأول: أن السيئات لا تبطل الحسنات، بل الحسنات هي التي تمحو السيئات، وذلك بفضل الله سبحانه وكرمه وإحسانه.

يقول القرطبي رحمه الله تعالى "الجامع لأحكام القرآن" (3/ 295):

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير