ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[04 - 02 - 09, 03:42 م]ـ
جزاك الله خيرا
والأمر كما تفضلت بارك الله
فإن كنا سنقول بأن هناك ذنوبا في السر لن نستطيع أن نجزم بأنها من العفو المذكور في حديث كل أمتى معافى، فدل هذا أن المعافاة في الحديث المذكورة خاصة وليست عامة.
وأفضل ما قرأته في تخصيصها بأنها المعافاة من الحدود الشرعية ويشهد لذلك بعض الأحاديث مثل من يبدي لنا صفحته نقم عليه كتاب الله ... وغيره ...
ولكن المشكلة أني نسيت مَن مِن العلماء "السابقين" ذكر ذلك وما زلت أبحث ... ومن ساعدني فجزاه الله خيرا
أخي الكريم الغواص
ذكر ذلك الشوكاني كما أذكر،
لكن قد يعترض على ذلك بالنص التالي:
ورد في صحيح البخاري:
7 - باب إِذَا أَقَرَّ بِالْحَدِّ وَلَمْ يُبَيِّنْ، هَلْ لِلإمَامِ أَنْ يَسْتُرَ عَلَيْهِ؟
(1) /11 - فيه: أَنَسِ، قَالَ: «كُنْتُ عِنْدَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - فَجَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّى أَصَبْتُ حَدًّا، فَأَقِمْهُ عَلَىَّ، قَالَ: وَلَمْ يَسْأَلْهُ عَنْهُ، قَالَ وَحَضَرَتِ الصَّلاةُ، فَصَلَّى مَعَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمَّا قَضَى النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - الصَّلاةَ، قَامَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّى أَصَبْتُ حَدًّا، فَأَقِمْ فِىَّ كِتَابَ اللَّهِ، قَالَ: أَلَيْسَ قَدْ صَلَّيْتَ مَعَنَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ ذَنْبَكَ».
قال المهلب وغيره: لما أقر الرجل عند النبى - صلى الله عليه وسلم - بأنه أصاب حدا، ولم يبين الحدَّ، ولم يكشفه النبى - صلى الله عليه وسلم - عنه ولا استفسره - صلى الله عليه وسلم -؛ فدل على أن الكشف عن الحدود لا يحل فإن الستر أولى. وكأنه - صلى الله عليه وسلم - رأى أن الكشف عن ذلك ضرب من التجسس المنهى عنه فلذلك أضرب عنه وجعلها شبهة درأ بها الحد؛ لأنه كان بالمؤمنين رءوفًا رحيمًا.
فالحدود في الشرع تدرأ بالشبهات، فالذي ينشر مثل هذه الأمور على الناس، كيف للناس أن يثبتوها عليه، وقد رأينا في النص السابق الرجل يتحدث مع الرسول صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك لم يقم الحد عليه.
والله أعلم وأحكم.
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[05 - 02 - 09, 07:28 ص]ـ
وأضيف
المعافاة من الحد لا أعتقد أنها داخلة تحت المعافاة المقصودة في الحديث السابق.
قال ابن رجب في شرحه لصحيح البخاري:
" المصائب يحصل بها للنفوس من الألم نظير الألم الحاصل بإقامة الحد وربما زاد على ذلك كثيرا "
فالحد فيه المعافاة، فكيف يعافى منه.
والحد يحتاج إلى إقرار أمام القاضي وبينة، وأين الحديث هنا وهناك من الإقرار فالأمر بعيد بعض الشيء.
والله أعلم وأحكم.
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[05 - 02 - 09, 09:28 ص]ـ
فإن كنا سنقول بأن هناك ذنوبا في السر لن نستطيع أن نجزم بأنها من العفو المذكور في حديث كل أمتى معافى، فدل هذا أن المعافاة في الحديث المذكورة خاصة وليست عامة.
وبالنسبة لهذا الأمر:
(كل أمتي معافى) عام فكيف يكون خاصا:
1 - فالتائب المستغفر معافى.
2 - والذي أقيم عليه الحد معافى.
3 - المكثر من الحسنات معافى.
قال تعالى:
{وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} (هود:114).
4 - والذي لا يحب أن تشيع الفاحشة في المؤمنين معافى.
قال تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (النور:19)
فالتبجح بذكره ما ستره الله تعالى، يشجع البعض على فعل نفس الفعل، وكم من فعل كان مستبعد على بعض الناس وبسبب رفقاء السوء أقدموا عليه.
5 - والذي يعظم حرمات الله معافى.
قال تعالى:
{ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ} (الحج:30)
والقاعدة، كما وردت في كتاب الله تعالى:
{إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً} (النساء:48).
والله أعلم وأحكم.
ـ[أحمد بن عباس المصري]ــــــــ[01 - 10 - 09, 10:19 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=187201