ذكر الآلوسي أن عيسى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان يداوي بالدعوة الآتية {اللهم أنت إله من في السماء وإله من في الأرض لا إله فيهما غيرك وأنت جبارمن في السماء وجبار من في الأرض لاجبار فيهما غيرك وأنت ملك من في السماء وملك من في الأرض لاملك فيهما غيرك قدرتك في الأرض كقدرتك في السماء وسلطانك في الأرض كسلطانك في السماء أسألك باسمك الكريم ووجهك المنير وملكك القديم إنك على كل شيئ قدير}
فعلى المسلم أن يحرص على هذه الدعوة المباركة المشتملة على كثير من معاني التوحيد والإخلاص وبخاصة في هذا العصر الذي كثرت فيه الأمراض وتعلقت القلوب بغير الله تعالى
- قال الحسن {مفتاح البحار السفن ومفتاح الأرض الطرق ومفتاح السماء الدعاء}
أسأل الله تعالى أن يشفي كل مريض من المسلمين آمين
شيخنا الجليل العالم د. عيسى السعدي حفظه الله وأمد في عمره ونفعنا بعلمه ... آمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسأل الله أن يحفظكم أيها العالم الجليل ويعظم لك الأجر على بذلكم وصبركم على المتعلمين وأذى التعليم.
الإخوة الأفاضل الذين غمزوا على شيخنا العالم نقله لهذا الدعاء المأثور أقول لكم يا كرام غمزكم هذا ليس بسديد وخالفتم فيه أئمة أهل السنة، بل أن السلف نصوا على جواز ذلك مما فعله شيخنا الراسخ، فإن الأمر يعرفه الراسخون وينكره غيرهم قال الحافظ ابن حجر في الفتح في مسألة التحديث عن بني إسرائيل والنظر في اثارهم: (والأولى في هذه المسألة التفرقة بين من لم يتمكن ويصر من الراسخين في الإيمان فلا يجوز له النظر في شيء من ذلك بخلاف الراسخ فيجوز له)
بل أن تشديد النظر هنا في الإسناد ليس في محله قال الحافظ ابن حجر أيضا في شرحه لقوله صلى الله عليه وسلم: (وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج) (وقيل: المعنى حدثوا عنهم بمثل ما ورد في القرآن والحديث الصحيح. وقيل: المرادجواز التحدث عنهم بأي صورة وقعت من انقطاع أو بلاغ لتعذر الاتصال في التحدث عنهم , بخلاف الأحكام الإسلامية فإن الأصل في التحدث بها الاتصال , ولا يتعذر ذلك لقربالعهد.
وقال الشافعي: من المعلوم أن النبي صلى الله عليهوسلم لا يجيز التحدث بالكذب , فالمعنى حدثوا عن بني إسرائيل بما لا تعلمون كذبه, وأما ما تجوزونه فلا حرج عليكم في التحدث به عنهم وهو نظير قوله: " إذاحدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم " ولم يرد الإذن ولا المنع من التحدث بمايقطع بصدقه)
وقال شيخ الإسلام رحمه الله:
فصل:
(قول أحمد بن حنبل: إذا جاء الحلال والحرام شددنا في الأسانيد، وإذا جاء الترغيب والترهيب تساهلنا في الأسانيد، وكذلك ما عليه العلماء من العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال: ليس معناه إثبات الاستحباب بالحديث الذي لا يحتج به؛ فإن الاستحباب حكم شرعي فلا يثبت إلا بدليل شرعي، ومن أخبر عن الله أنه يحب عملًا من الأعمال من غير دليل شرعي فقد شرع من الدين ما لم يأذن به الله، كما لو أثبت الإيجاب أو التحريم؛ ولهذا يختلف العلماء في الاستحباب كما يختلفون في غيره، بل هو أصل الدين المشروع.
وإنما مرادهم بذلك: أن يكون العمل مما قد ثبت أنه مما يحبه الله أو مما يكرهه الله بنص أو إجماع؛ كتلاوة القرآن، والتسبيح، والدعاء، والصدقة، والعتق، والإحسان إلى الناس، وكراهة الكذب والخيانة، ونحو ذلك، فإذا روي حديث في فضل بعض الأعمال المستحبة وثوابها وكراهة بعض الأعمال وعقابها - فمقادير الثواب والعقاب وأنواعه إذا روي فيها حديث لا نعلم أنه موضوع جازت روايته والعمل به، بمعني: أن النفس ترجو ذلك الثواب أو تخاف ذلك العقاب، كرجل يعلم أن التجارة تربح، لكن بلغه أنها تربح ربحًا كثيرًا، فهذا إن صدق نفعه وإن كذب لم يضره، ومثال ذلك الترغيب والترهيب بالإسرائيليات، والمنامات، وكلمات السلف والعلماء، ووقائع العلماء، ونحو ذلك، مما لا يجوز بمجرده إثبات حكم شرعي، لا استحباب ولا غيره، ولكن يجوز أن يذكر في الترغيب والترهيب، والترجية والتخويف.
¥