تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[17 - 04 - 09, 03:18 م]ـ

جزاك الله خيرا على هذا النقل.

لكن أنت زعمت التعارض بين قولهم إن الوجوب شرعي وبين استخدامهم المسالك العقلية، وهذا خلط بين الوجوب والحصول، فالقول بأن الأول شرعي والثاني عقلي لا يعد تعارضاً بحد ذاته، نقل شيخ الإسلام في الدرء (8/ 25) عن أبي الفرج صدقة بن الحسين البغدادي من كتاب محجة الساري في معرفة الباري - وذكر أنه على طريقة المتكلمين - قوله: " وهنا مزلة أقدام لبعض أصحابنا الحنابلة، لأنهم إذا سئلوا مطلقا عن معرفة الله وقيل لهم بم يعرف الله قالوا بالشرع من غير فصل بين الوجوب والحصول قال وقد نبهتهم على هذا غير مرة فما هبوا من رقدتهم ولا انتبهوا من سنتهم ".

بارك الله فيك وزادك توفيقا ..

أخي الكريم لا زلتَ تستدل عليّ بكلامهم، وهذا غير ملزِمٍ لي في عدم صحة وصفهم بالتناقض.

ونقْلُ شيخ الإسلام لكلام أبي الفرج لا يعني أنه موافق له. هذا أولاً ..

بل إنه قبل ذلك بصفحة بيّن أن كثيرًا من هذا النزاع لفظيًا لو تأملت. هذا ثانيًا ..

ثم كأنك هنا توافق الأشاعرة بأن حصول المعرفة له معنى، ووجوبه له معنى آخر بالطريقة التي يسلكونها.

فإن كان ذلك صحيحًا؛ كيف تجعل التناقض الذي وصفه شيخ الإسلام في النقل السابق هو في وجوب المعرفة لا في حصولها، وحصولها لا يكون إلا بالنظر عندهم؟!.

أي - على كلامك - أن مسألة أول واجب على المكلف ومسألة أن النظر شرعي، هما في الوجوب لا في الحصول، وهم يعدون النظر محصلٌ للمعرفة.

بل إن أبا الفرج -الذي استدللتَ بكلامه عليّ- جعل النظر داخل في الحصول لا في الوجوب. فتأمل كلامه حيث قال: (والنظر متقدم على المعرفة لأنه طريق إليها وطريق الشيء متقدم عليه فصح أن النظر متقدم على كل شيء واجب، وهنا التقدم في النظر إنما هو في وجوده لا في وجوبه وإلا فالواجب الأول هو المعرفة يعني الواجب قصدا)

يعني أن النظر الذي به وقع حصول المعرفة المتقدمة على سائر الواجبات جاء بعد المعرفة التي وجبت أولاً.

وهذا ليس باطلاً فقط بل هو معارضٌ لما تُبنى عليه المعرفة، حيث جعل المعرفة الواجبة بالشرع تحصل بطريق عقلي لا شرعي.

وهذا تعارض من حيث أنه لا يُثبَت صحة (ما ثبت شرعًا وهو وجوب المعرفة) إلا إذا حصلت المعرفة بالعقل. فصار العقل هو المثبت للشرع لا الشرع مثبت للعقل.

فليس التعارض عندهم في أن يتفرع من الوجوب الشرعي دليل أو مسلك عقلي، إنما التعارض هو أنه لا يصح الوجوب الشرعي (الذي ثبت عندهم أولاً) إلا بالحصول العقلي، فلا معنى لهذا الوجوب الشرعي أصلا، هذا هو وجع التعارض والتناقض.

ويظهر لك أيضًا هذا التعارض في قول أبي الفرج نفسه بعد النقل الذي نقلتَه بصفحتين من درء التعارض: (

وأما حجتنا في حصول المعرفة بمجرد العقل فقوله تعالى {أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت})

فانظر كيف صارت وجوب المعرفة بالشرع لا تتم إلا بحصولها عن طريق العقل عائدة إلى الشرع مرة أخرى!.

أما أنا أخي أبا الحسنات فلا أفهم كيف تكون معرفة الله واجبة بالشرع لكن لا تحصل أبدًا إلا بالعقل!!.

وانتبه: إلى أني لستُ عاجزًا عن وصفك بالخلط والوهم و .. و .. . لأن المحمل الحسن هو مطية طلبة العلم.

ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[17 - 04 - 09, 03:26 م]ـ

هناك موضع من كلامك أحتاج إلى مناقشته، لكن بعد أن ننتهي من أن مسألة وجوب المعرفة بالشرع عند الأشاعرة هل هي تناقض أم مجرد بطلان لما ألزموه من حصول المعرفة.

ـ[محمد براء]ــــــــ[17 - 04 - 09, 03:50 م]ـ

أخي لي منك طلب:

هذه الحلقة من سلسلة تناقضات الأشعرية ما أردت بها نقاش هذه القضية، ولم أرد من تعقيبي على كلامك إلا تنبيهك لخلطك بين الحصول والوجوب، وظننت أنك ستنتبه فوراً، لكن بدا لي الآن أن المعنيين غير محررين لديك فلا بد من تحرير معنى وجوب المعرفة ومعنى حصول المعرفة عند الأشعرية ثم نرى إن كانوا متناقضين أم لا، فأود منك أن تؤجل تعقيباتك إلى موضوع يتعلق بهذه المسألة، إذا يسر الله كتابته.

أحسن الله إليك وجزاك خيرا

ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[17 - 04 - 09, 04:25 م]ـ

لك ما طلبت أخي المبارك.

وكان يكفيك أن تحصر الفرق بينهما من كلام أهل السنة لا من كلامهم ولو في سطر واحد.

ـ[أبو إسحاق السندي]ــــــــ[19 - 04 - 09, 03:23 ص]ـ

لكن أنت زعمت التعارض بين قولهم إن الوجوب شرعي وبين استخدامهم المسالك العقلية، وهذا خلط بين الوجوب والحصول، فالقول بأن الأول شرعي والثاني عقلي لا يعد تعارضاً بحد ذاته

.

أقول: بل فيه نوع تعارض، ووجه ذلك:

فالوا: وجوب المعرفة عُلم بطريق الشرع

لكن هذا الشرع لا يُعلم كونه شرعا وحقّا إلا بعد معرفة الشارع، وهذه المعرفة حصولها بالعقل.

إذ لولا حصول معرفة الشارع بالعقل أولا، لما عُرف شرعه الذي منه وجوب النطر - عندهم -!

إذن وجوب المعرفة متوقف على حصول المعرفة، وهو أمر عقلي.

إذن رجع وجوب المعرفة إلى كونه في نهاية المطاف أمر عقليا!

وكأن فيه دور، إذ لا يقدم الناظر على حصول المعرفة إلا إذا عرف وجوبه عليه، ولا يعرف وجوبه إلا بعد أن قد حصل له المعرفة بالمُوجب - سبحانه -.

هذا ما خطر لي عند قراءتي للموضوع. والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير