تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كذلك في مسألة الدار والمرأة والمركب، فبعضها قد يكون مشؤوماً، فالشؤم موجود في بعض الأشياء، لكن لا يجوز للشخص أن يتشائم بها، بمعنى أن يعتقد أنها مصدر الشؤم، بل يعلم، ويجب عليه أن يعلم ويعتقد أن كل شيء بقضاء الله - سبحانه وتعالى- وبقدره، والله -عز وجل - هو الذي خلق هذه الأعيان، وخلق ما فيها، وعلى الإنسان أن يبتعد عما لا يرتاح إليه، إذا كان لا يرتاح إلى بعض هذه الأمور عليه أن يبتعد، ولا تثريب عليه؛ لأجل أن يسد على نفسه وساوس الشيطان، التي تفسد عليه دينه ونفسه وحياته.

ووجه تخصيص هذه الأمور الثلاثة؛ لأنها أكثر ما يلتصق بالإنسان في حياته اليومية، ولا يكاد يبتعد عنها الإنسان، وكثير ما يحصل للناس تشاؤم بها؛ ولذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر عن هذه الأمور، ولكنه نهى عن التشاؤم، وقد ذكر أهل العلم شيئاً من شؤم هذه الأشياء، فذكروا من شؤم الدار مثلاً، بعدها عن المسجد، بحيث أنها قد تكون سبب في ابتعاد الإنسان عن المسجد، وعن الصلاة، وعن الاختلاط بالمسلمين، ومن شؤم المرأة مثلاً سوء الخلق، وكونها لا تلد، ونحو ذلك، ومن سوء الدابة والفرس - كما ذكر أهل العلم- أنها لا يغزى عليها، أو قد تنفر ممن قد ركبها، ونحو ذلك، فإذا وجد الإنسان شيئاً من هذه الأمور، ووجد نفسه لا ترتاح إليها، فعليه أن يبتعد، ولكن بشرط ألا يعقتد أن هذه سبب الشؤم بأشياء تصيبه. قد يعتقد الإنسان - ربما يحصل له مرض مثلاً- بسبب شيء من ذلك، أو خسارة في مال، فيعلقها على هذه الأمور، هذه أسباب خفية لا يجوز أن يتشاءم بها، ولكن على الإنسان أن يتوكل على الله، وله أن يبتعد عما لا ترتاح إليه نفسه، مادامت أن عقيدته مطمئنة، وواثقة بأن كل شيء بقضاء الله، حقيقة، وليس مجرد ادعاء؛ لأن هذه أعمال قلوب، والله - سبحانه وتعالى- يعلم ما في قلوب الناس.

11 - وهذه قد تواجه الإنسان حينما يخرج من بيته، حينما يسمع شيء، وفي الحقيقة إنما تكثر مع الغفلة عن التوحيد، تجده يقرأ أي كلمة في لوحة، أو لافتة، فيحاول أن يوجد لها مناسبة، سواء تفاؤل أو تشاؤم، حتى لو كانت بعيدة، فهذا لا ينبغي.

وما يدخل في هذا الباب مما يسمى بالاستفتاح، بعض الناس يفتح القرآن، يفتح القرآن وينظر ماذا تقع عليه عينه، فيستفتح فيه، وهذا لا شك أنه من البدع والخرافات، والمنهي عنه، وهو من اتخاذ آيات الله هزوا، كما قال أهل العلم.

وذكر عن بعض السابقين أنه فتح القرآن، ووقعت عينه على قوله تعالى: ? وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ?15?? [الرعد: 15]، فقام وهان المصحف والعياذ بالله.

فكيف يفتح الإنسان لنفسه هذه الوساوس والخرافات، وقد تقع عينه على آيات العذاب للكافرين ونحو ذلك، فهذه كلها من البدع التي تجعل الإنسان في الحقيقة دائم التضجر والوسوسة، وسوء الظن والخوف والتردد، وتعكر عليه حياته، فينبغي للإنسان أن يبتعد عن هذه الأمور.

ـ[أم حنان]ــــــــ[10 - 05 - 09, 12:46 ص]ـ

12 - الصفة الأولى: (الفخر بالأحساب). والحسب: هو المآثر، مآثر الشخص في ماله، أو حسبه يعني مآثر آبائه وأجداده، مما يكون عندهم من الكرم والشجاعة، أو الدين، أو العلم، أو غير ذلك، فيفتخر بذلك، يفتخر بما كان عليه آباؤه من الشرف، والحسب والمآثر فيبدأ يعددها ويفاخر بها، وهذا من صفة الجاهلية. وقد يكون في بعض المسلمين من يفعل ذلك، وهذا الفعل مذموم؛ لأنه منسوب إلى الجاهلية، ولو كان محموداً لما نسب إلى الجاهلية، التي أنقذنا الله منها ببعثة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.

13 - الصفة الثانية: التي ذكرها النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث: (الطعن في الأنساب) ومعنى: (الطعن في الأنساب) يعني ذمها، وعيبها، والوقوع فيها، فمن طعن في نسب أحد من إخوانه المسلمين، وذمه، وعابه في نسبه، ففيه جاهلية، فهو جاهلي في هذه الصفة، وقد حدث أن أبا ذر -رضي الله عنه- عير بلالاً فقال له: (يا ابن السوداء، فأنكر عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: أعيرته بأمه؟! إنك امرؤ فيك جاهلية، إنك امرؤ فيك جاهلية) يعني فيك صفة من صفات الجاهلية؛ ولكن أبا ذر -رضي الله عنه- كما روي في بعض الآثار أنه ندم على هذه الكلمة، حتى إنه - كما ذكر- جعل وجهه في الأرض، وقال: لبلال طء خدي برجلك -رضي الله عنهم أجمعين-.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير