تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فعل، يقربه إلى محبة الله - عز وجل-، أو محبة الرسول -صلى الله عليه وسلم-.

20 - (وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله) وهذا علامة صدق المحبة، والإخلاص فيها، كيف تعرف أنك مخلص في محبتك لهذا الشخص؟ تعرف أن محبتك خالصة لله -عز وجل- وفي الله، حينما تتجرد من الأهواء، أو من العلائق الأخرى، وكما قال بعض السلف: إن المحبة لا تزيد بالبر ولا تنقص بالجفاء، أما إذا زادت بالبر فدليل على أن هذه الزيادة ليست لله، والواجب أن تحبه لما معه من الخير، تحبه لما معه من الطاعة، تحبه لما معه من الإيمان والتقوى، تحبه على قدر إيمانه، وقدر صدقه، وقدر تطبيقه لشرع الله، تحبه لله، تكون محبتك لله وفي الله -عز وجل-.

21 - فهنا يبين علامة محبة الله -عز وجل- للعبد، بأن العبد يكون مسدداً في أقواله، وأعماله، وسمعه، وبصره، فتجده ما ينظر إلى حرام، لا يسمع حرام، لا يبطش بحرام، لا يمشي إلى حرام، كل جوارحه مسخرة في طاعة الله -عز وجل- هذه علامة محبة الله -عز وجل-.

22 - من علامة محبة الله لك: أن يستخدمك في طاعته. أن تكون جميع أعمالك موافقة لشرعه، موافقة لما يحبه الله -عز وجل-، هذا من توفيق الله لك، أما الإنسان الذي يسرف في المعاصي، ويغفل عن عبادة الله، هذا دليل على خذلان الله له، ونسيان الله -عز وجل- له، قال عز وجل: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ?18?وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ ? [الحشر: 18: 19]، نسوا الله فأنساهم أنفسهم، ينسى الإنسان نفسه، حتى أنه ربما لا يفكر أنه مخالف لأمر الله، حتى إنه ربما يفكر في محاسبة نفسه فلا يجد شيئاً عليها، كأنه قد كمل، وبعض الناس - سبحان الله - من الغفلة التي عنده، يظن أنه ليس بينه وبين الجنة إلا أن يموت، كأنه ضمن الجنة، وأنه لا حساب عليه، ولا عذاب، وأنه غير مسرف، بل تجد بعضهم يمن بعمله على الله -سبحانه وتعالى- كأنه هو صاحب الفضل والإحسان، فهذا من الغرور الذي يبتلى به بعض الناس، وهذا دليل على خذلان الإنسان.

ـ[أم حنان]ــــــــ[14 - 05 - 09, 11:43 م]ـ

23 - قال: ? وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ الله ?: يعني الخشية الواجبة، لم يخش إلا الله -سبحانه وتعالى- يريد بذلك خشية التعظيم والعبادة، مثل ما ذكرنا في خوف السر، خوف السر لا يجوز إلا من الله، كذلك الخشية هنا ? وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ الله ? يعني خشية العبادة، مستلزمة للتعظيم، وكمال الطاعة، والمحبة هذه لا تجوز إلا من الله -سبحانه وتعالى-، ولا يقصد بذلك الخشية الطبيعية؛ لأن هناك خشية طبيعية مثل ما هناك خوف طبيعي، فالإنسان قد يخشى بعض العوارض الدنيوية، يخشى بعض المصائب الدنيوية، فهذا إذا كانت طبيعية فهي جائزة، مع اعتقاده أن كل شيء بأمر الله -سبحانه وتعالى- وبقضاء الله وقدره، هؤلاء الذين لا يخشون إلا الله، قال: ? فَعَسَى أُولَئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ? هؤلاء هم المهتدون، "عسى" من الله واجبة، كل "عسى" في القرآن فهي واجبة التحقيق، ما ذكر بعدها، فهؤلاء هم المهتدون الذين لا يخشون إلا الله -سبحانه وتعالى-، هم المهتدون، كما قال في الآية الأخرى: ? الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاَتِ الله وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلاَّ الله ? [الأحزاب: 39]، يعني الخشية الواجبة لا يجوز أن تصرف لغير الله -سبحانه وتعالى-، بل لا يجوز لإنسان أن يخشى إلا الله -سبحانه وتعالى- في اعتقاد أنه الذي يملك النفع والضر، وفي التذلل والعبادة.

24 - أن التوكل على المخلوق ينقسم إلى قسمين:

- النوع الأول:فإن توكل على مخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله تعالى صار شركاً أكبر، سواء كان المخلوق ميتاً أو حياً. وفي إجابة الإخوة التركيز على الأموات، نقول حتى الأحياء من توكل على مخلوق في أن يدخله الجنة مثلاً، أو في أن يشفيه من مرضه، أو توكل على المخلوق في أن يرزقه الولد أو نحو ذلك، مما لا يقدر عليه إلا الله - سبحانه وتعالى-، فهذا التوكل شرك أكبر مخرج من الملة، وهذا لا يجوز أن يعلق إلا بالله سبحانه وتعالى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير