تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- النوع الثاني: هو التوكل على المخلوق في الأسباب الظاهرة، في أمور تكون بيد المخلوق، يعني يستطيعها المخلوق، كما يتوكل على مخلوق في حصول وظيفة له، أو في دفع أذى عنه، يستطيعه المخلوق في شيء ظاهر، فهذا شرك أصغر. إذا توكل عليه في هذا السبب صار شركاً أصغر، إذا توكل على المخلوق في الأسباب الظاهرة التي هي بيد المخلوق يستطيعها المخلوق صار شركاً خفياً شركاً أصغر، قد يقول قائل: كيف يكون شركاً، وهذا المخلوق يستطيع أو هو بيده؟ نقول: إنما صار شركاً؛ لأن فيه تعليق القلب بغير الله، وعمل القلب لا يجوز أن يعلق إلا بالله سبحانه وتعالى.

وفرق بين أنك تتوكل عليه وأن تستعين به، يمكن أن تستعين به، ويكون من باب الوسائل، أما التوكل فهو عمل القلب، لا يجوز أن تتوكل إلا على الله سبحانه وتعالى، وهذا أيضاً من العبارات الشائعة عند بعض الناس، وهي عبارات فاسدة، بعضهم يقول: أنا متوكل على الله ثم عليك، أو بعضهم يقول: أنا متوكل على الله وعليك، هذا قال: متوكل على الله وعليك، يعني صارت محظورة من وجهين: من وجه التشريك، ومن وجه أنها أيضاً جعل التوكل على غير الله. وكذلك من يقول أنا متوكل على الله ثم عليك، نقول هذا ممنوع أيضًا؛ لأنه لا يجوز أن تتوكل على مخلوق إطلاقاً؛ لأن التوكل عمل القلب، ولا يجوز أن يعلق إلا بالله سبحانه وتعالى.

25 - سؤال:أحياناً ينتسب الناس قول أعتمد عليك في هذا الأمر أو أنا معتمد عليك في هذا الأمر الفرق بينه وبين التوكل؟

هذا الاعتماد قد يطلقه بعض الناس ويقول أنا أعتمد عليك بمعنى أني وكلتك، ولم أوكل غيرك، معنى أني فوضت إليك هذا الأمر أن تعمله، فإذا كان الاعتماد يقصد به هذا الشيء هذا جائز، أما إذا قصد بالاعتماد اعتماد قلبه على هذا المخلوق، أنا معتمد عليك، فهذا ممنوع، وهذا هو التوكل، ولا يجوز أن تتوكل على مخلوق في أن يحصل على يديه شيء، والله سبحانه وتعالى بيده ملكوت كل شيء، فالقلب يجب أن يعلق بالله، وأنت تعمل الأسباب، نعم توكل مخلوق، تستعين به، توصيه لكن عمل القلب يجب أن تحفظه بألا يصرف إلا لله سبحانه وتعالى.

26 - أعود فأذكر بأن ما يتعلق بالوكالة، وهو توكيل المخلوق فهذا جائز، ولكنه لا يدخل فيما نحن فيه، فالوكالة غير التوكل، فالتوكل عمل القلب، أما الوكالة فهي تكليف ظاهر، وهذا جائز، ولكن لا يجوز أن تتوكل على من وكلته، بل يجب أن تعلق قلبك بالله سبحانه وتعالى، لا بهذا المخلوق الموكل بالقيام بهذا العمل.

ـ[أم حنان]ــــــــ[19 - 05 - 09, 07:08 م]ـ

27 - "طلب العلم ليجاري به العلماء" هو يطلب حتى يكون عالم ويكون مع العلماء ونحو ذلك، "أو يماري به السفهاء" طلب العلم حتى يستطيع أن يماري ويجادل، "أو يصرف وجوه الناس إليه" طلب العلم حتى يتصدر المجالس ويصرف وجوه الناس إليه ويثنون عليه ويقدمونه ونحو ذلك فهذا النتيجة؛ قال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: "أدخله الله النار" والعياذ بالله؛ لأن هذا العمل حبط بصرفه لغير الله.

فهؤلاء الذين يطلبون العلم لغير الله لأجل أن يتصدروا المجالس أو لأجل أن يمدحوا أو لأجل أن يماروا أو يجاروا، هؤلاء عملهم حابط والعياذ بالله، ومن مظاهر ذلك أن تجد الشخص يعني قد يثير مسائل في بعض المجالس ليصرف وجوه الناس إليه يثير مسائل حتى يقال فلان عالم أو يعرف من دقائق العلم أو من غرائب العلم، أو تجده يتعالم على العلماء ويخطئهم ويظهر أنه أعلم من فلان وأنه عنده من الفهم ما ليس عند فلان، فهذا من التعلم الذي قد يقدح في نية الشخص وهو من مظاهر التي تجعل الإنسان في الحقيقة يحاسب نفسه ويصحح مساره وطريقه في طلب العلم.

28 - الحالة الثانية: إذا كان العمل أصله لله -عز وجل- لكن دخله رياء أو طرأ عليه الرياء، هذا إن كان الرياء خاطرا أو أتى على ذهنه، ثم صرفه وأبعده فلا يضره؛ لأن الشيطان يحرص أحيانًا يأتي الإنسان وربما يقول: أنت كذا أو حسِّن صلاتك فإذا صرفها وأبعدها وذهب عنه هذا الخاطر فلا يضره بإذن الله، لكن إن استرسل معه إلى آخر العمل؛ جاءه الرياء ورسخ في قلبه وصار فعلًا هذا الرياء محركا له ومشاركا للنية الأولى فهنا لا يخلو من حالين:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير