تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أم حنان]ــــــــ[29 - 06 - 09, 11:15 م]ـ

52 - (قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ? وهذا يدل على أنهم كان إيمانهم ضعيفاً أو نحو ذلك؛ لأن صاحب الإيمان القوي لا يمكن أن يقول مثل هذه العبارات التي فيها تنقص للرب -سبحانه وتعالى- أو للرسول -صلى الله عليه وسلم- أو لآيات الله.

53 - قال: ? إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً ? ذكر العلماء أنه عفي عن طائفة وذكروا أن المقصود بها مخشي بن حمير يقال: إنه كان معهم ولم يقل ذلك الكلام وإنما كان معهم ومع ذلك احتاج إلى العفو، هذا يدل أيضاً على أن الشخص ينبغي أن يبتعد عن الأشخاص والمجالس التي يكون فيها سخرية وسب للدين أو للرسول -صلى الله عليه وسلم- أو للقرآن أو للصحابة أو غير ذلك مما فيه تنقص لدين الشخص، فينبغي أن يبتعد، يجب عليه أن يبتعد.

ويدل على ذلك قول الله -سبحانه وتعالى-: ? وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ?140?? [النساء: 140] فالذي يجلس في المجالس التي يسب فيها الدين ويسخر فيها بالله -سبحانه وتعالى- أو بالرسول -صلى الله عليه وسلم- أو بالقرآن أو نحو ذلك فإنه يكون مشاركاً لهم يجب عليه أن ينكر كما أنكر عوف بن مالك -رضي الله عنه- لما قال: (كذبت، ولكنك منافق) كذبت أنكر عليه ووصفه.

فمن يحضر مجلسا عند شخص أو يسمع كلاما يجب عليه أن يبادر أولاً: بالتكذيب والإنكار، وإن لم يستطع فعليه بالابتعاد والخروج عن هذا المكان، وإذا جلس معهم وهو باستطاعته أن ينكر فلم ينكر أو باستطاعته أن يخرج ويذهب ولم يفعل فإنه يكون مثلهم لأنه راضٍ والراضي كالفاعل، والله -عز وجل- يقول: ? إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ ? فلا يجوز للإنسان كائنا من كان يسمع هذه السخرية وهذا الاستهزاء في مجلس أو من شخص أو نحو ذلك ثم يسكت، حتى لو لم يرضَ بقلبه

بعض الناس يقول: أنا منكر بقلبي، وهذه نقطة مهمة أو مسألة مهمة ينبغي التنبيه عليها، وهو أن الإنكار بالقلب يجب أن يكون معه شيء من الفعل، والذي يكره الشيء بقلبه يجب أن يبتعد عنه، لما يقول: أنا منكر بقلبي وهو جالس معهم فلا يجوز، هذا لم ينكر في الحقيقة لأن الإنكار الكره والبعد، أما أن يقول: أنا أكره وهو يجلس ويستمع ولا ينكر ويستطيع أن ينكر أو يستطيع أن يخرج ويجلس فهذا لا شك أنه خطير.

ومثل ذلك ما هو دون الاستهزاء والسخرية مثل الغيبة والنميمة وهذا مما يحصل كثيرا في مجالسنا مع الأسف، يبنغي الإنسان أن ينكر ويوجه المجلس إلى التوجيه الخير وينكر على من يغتاب أو ينم بالأسلوب الطيب الأسلوب المناسب، إذا لم يستطع أن ينكر فعليه أن يذهب ويخرج، لا أن يجلس يستمع أو ربما يتلذذ بالاستماع ويقول: أنا لا أحب هذا الكلام، فهذا يغالط نفسه ويغالط الواقع، فعلى الإنسان إذا أراد أن يكون صادقا في الإنكار أن ينكر بلسانه وقبل ذلك أن ينكر بقلبه إن كان له سلطة الإنكار باليد، كمثلا الوالد على ولده أو السلطان الحاكم له أن ينكر على هؤلاء باليد، أما إذا لم يكن له سلطة فلينكر بلسانه، إذا لم يستطع أن ينكر بلسانه فلينكر بقلبه، والإنكار بالقلب يعني الابتعاد عن هذا المكان الذي يكون فيه سخرية وسب واستهزاء.

سؤال: تقول: ما حكم من يسمع من يستهزيء ويصمت ولا يرد على المستهزيء لأنه لو رد لواجه من الانتقاد والصد ما الله به عليم؟

ذكرنا قبل قليل أن الإنسان إما أن يرد وينكر ويجب عليه أن ينكر حتى لو أنه واجه النقد، سبحان الله!! يعني الانتصار للدين والانتصار لله -سبحانه وتعالى- والرسول -صلى الله عليه وسلم- هل هو أعظم أو إنسان ينتقد؟ هذا ينتقد في ذات الله، الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو رسول الله قيل: إنه ساحر وقيل: شاعر وقيل: كاهن، فكيف لا يتحمل شخص في سبيل الله تعالى أن يذب عن دينه السخرية ويقول: أخشى أن أُنتقد؟!! هذا لاشك أنه ضعف، بل ضعف في الإيمان، كون الإنسان يترك الواجب خوفا من الانتقاد وهذا سبق معنا في الخوف المذموم، الإنسان يترك الواجب خوفاً من الانتقاد، فالانتقاد لا يبريء الشخص من

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير