الإنكار، لكن لو أنه يصيبه ضرر لا يحتمله، فعليه أن يبتعد على الأقل أن يبتعد عن هذا المكان والمجلس.
سؤال: يقول: أرجو من فضيلتكم بيان خطورة إطلاق النكات التي تتضمن كلاماً عن الجنة أوالنار أو أحد الأنبياء أو المرسلين حيث إننا نجد كثيراً من الشباب يتبادلون هذه النكت ويقولون: إننا نقصد السخرية من الشخص الظالم الكافر الذي يعذب في النار كفرعون مثلاً.
الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى- ذكر أن الاستهزاء بشيء من دين الله أو ثوابه أو عقابه فإن هذا من نواقض الإسلام فمن استهزأ بشيء من ثواب الله أو من عقابه سواء الجنة أو النار أو ما أعده الله -سبحانه وتعالى- أو ما وعد به للمؤمنين أو الكافرين أو من استهزأ بشيء من ذلك أو سخر منه فإنه يكون كافراً لأن الاستهزاء كما قلنا: هذا تنقص وسخرية وهو ينافي التوحيد، فلا يجوز للمسلم أن يفعل ذلك، ولا يجوز له أن يتناقل ما يتناقله الناس، وعليه أن ينكر ما يكون بين الناس من تناقل شيء من هذه الأضحوكات التي يتناقلونها بينهم سواء مباشرة أو بالرسائل أو نحو ذلك، فإن دين الله -سبحانه وتعالى- لا يجوز أن يكون ميداناً للضحك والاستهزاء والسخرية، وإنما الواجب احترامه والواجب تعظيمه والدعوة إليه.
54 - كذلك أيضاً الأسماء الغربية كأسماء الكفار، أسماء الكفار ينهى عنها، مع الأسف ينتشر في كثير من بلاد الإسلام التسمي بأسماء بعض الكفار وخاصة أسماء البنات فينبغي أن نختار الأسماء الإسلامية أو الأسماء العربية الواضحة المعلومة المعنى، أما التسمي بأسماء أجنبية ولا سيما إذا كانت للكفار فإنه يبتعد عنه، وينبغي أن نفخر بديننا وبلغتنا وألا نكون مقلدين لغيرنا.
55 - هذا الباب ترجم له المؤلف -رحمه الله تعالى- في قوله تعالى: ? فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ? وذكر فيه هذا الحديث، وهو حديث حواء وقصتها مع إبليس، وهذا الحديث صححه بعض العلماء وضعفه آخرون والمقصود أنه اختلف فيه العلماء على قولين:
بعضهم يقول هذا حصل من آدم وحواء، وأنه مات الولد الأول والثاني، ثم أتاهما إبليس وقال: سمياه عبد الحارث أو لأجعلن له قرني أيل، المهم في الأخير قال أدركها حب الولد فسمياه عبد الحارث فخرج.
فنزل قوله تعالى: ? فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا ? والشرك هنا شرك في الطاعة، يعني شرك في الهوى بمعنى أنه شرك في المعصية حيث إنهم سموه عبد الحارث وهو شرك في التسمية، قد يكون هذا وقع منهم بمعصية لأنهما أدركهما حب الولد، وقد يكون لم يعلما كما قال بعض العلماء لم يعلما بحرمة هذا الشيء فسمياه عبد الحارث وهذه التسمية محرمة لأن الحارث هو الشيطان فلا يجوز التسمية أو التعبيد للشيطان، فهذا من المعصية وهذه المعصية قد تاب الله عليهما منها، وهذا منحى الذي يصححون هذه القصة.
وبعض العلماء يقول: لا هذه القصة غير صحيحة، ولا يمكن أن يظن أن آدم وحواء -عليهما السلام- أن الشيطان يستطيع أن يفعل ذلك أو يطيعاه وهناك عدة طعون في هذه القصة، ولذلك رجحوا قول الحسن بأن هذا كان في بني إسرائيل، يعني أن هذا حصل من اليهود والنصارى هم الذين اشركوا يعني في الأمم السابقة أشركوا جعلوا لله شركاء في ذلك.
وأيا كان، المقصود من هذا الباب، المقصود تحريم تعبيد الأسماء لغير الله، وكما نقل المؤلف هنا عن ابن حزم قال: «اتفقوا على تحريم كل اسم معبد لغير الله» وهذا الذي يهمنا الآن أنه لا يجوز أن يعبد الاسم لغير الله كعبد الكعبة وعبد شمس وعبد الحسين، عبد علي، عبد عمر، أي تعبيد لمخلوق عبد الرسول، فلا يجوز لشخص أن يعبد نفسه أو غيره لغير الله -سبحانه وتعالى- بل يجب أن يكون التعبيد لله وحده.
لكن المقصود هنا أن التعبيد لغير الله ممنوع ومحرم سواء قلنا: إن هذه القصة صحيحة، ويكون المعنى أنه شرك في طاعته كما قتادة: «شركاء في طاعته ولم يكن في عبادته، يعني في طاعته في التسمية أو في أنها غير صحيحة» فالتعبيد منهي عنه قال: «حاشا عبد المطلب» يعني عبد المطلب قيل: إن هذا عبودية الرق؛ لأنه لما أتى وقد تغير من السفر يعني ظنوا أنه هو عبد للمطلب، فقالوا: هذا عبد المطلب فصاروا علماً لا يقصد بها التعبيد الحقيقي.
¥