تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو بكر الأثري]ــــــــ[22 - 05 - 09, 04:42 ص]ـ

فالعبارة (((نفعنا الله برحمته))) تثير القلق، وهي إلى الخطأ أقرب

إلا إذا جعلنا الرحمةهنا مضافة إلى الرب، لكن يبقى الكلام غير تام في هذا السياق، لأنه يصبح لا علاقة له بصاحب الكتاب، والله تعالى أعلم

نعم، وأثارت القلق أكثر لما رأيت بنفسي العديد من كتابات أهل البدع والأهواء وهم يعتزون بتلك العبارة، ولايألون جهدا في ذكرها، ولا يخفى ما في ذلك من فتنة، والله أعلى وأعلم ...

ـ[أبو بكر الأثري]ــــــــ[22 - 05 - 09, 04:48 ص]ـ

...

إلا إذا جعلنا الرحمةهنا مضافة إلى الرب،

هذا بالضبط ما أقصده من سوق الآيات البينات، وما عدا ذلك فيخشى أن يكون تزكية على الله،

كأن يصف أحدهم، عظمة فلان، رحمة فلان، بركة فلان، وكأنهم يمثلون أو يضاهون الصفات، تنبه!

قال تعالى: " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير "

ـ[أبو بكر الأثري]ــــــــ[24 - 05 - 09, 11:54 م]ـ

وماذكرته من أن العلم والصدقة الجارية والولد الصالح يدخل في الرحمة فهذا يقال من باب التجوز أي المجاز

- بل من الحقيقة وليس المجاز؛ لأن الرحمة المضافة لله من باب إضافة الشيء لمصدره، لخالقه تشريفا وتعظيما - كما قال شيخنا ابن عثيمين - ولكنها أعمال العبد المخلوقة وكذا الرحمة في هذه الأعمال مخلوقة، راجع حديث " إن الله تعالى خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة ... "

... هذه الرحمة المخلوقة، التي أضيفت لله تعظيما ... وتأدبا ...

وعلى هذا تكون أعمال الرحمة رحمة - على الحقيقة - ولا ينكر ذلك أحد!

قال في (الفصل في الملل والأهواء والنحل):

وأما الرحمة فقد قال رسول الله أن الله خلق مائة رحمة فقسم في عباده رحمة واحدة فيها يتراحمون ورفع التسعة وتسعين ليوم القيامة يرحم بها عباده أو كما قال وهذا رفع للأشكال جملة في أن الرحمة مخلوقة ولا خلاف بين أحد من الأمة في أن إدخال الله عز و جل الجنة من أدخله فيها برحمته تعالى وأن بعثته محمدا صلى الله عليه و سلم رحمة لمن آمن به وكل ذلك مخلوق بلا شك.

ومثل هذه - الحقيقة - قوله تعالى " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين "!

فإن قال قائل: هذا على التجوز لا الحقيقة.

فالجواب بحول الملك الوهاب: لا بل على الحقيقة لأنه لا يعدل عن الحقيقة إلى مجاز إلا ببرهان، والبرهان هنا بالحقيقة وهو حديث أبي هريرة مرفوعا: "إنما أنا رحمة مهداة" ....

فهل يصح أن يقول أحدهم: " هذا من باب التجوز "؟!!!!!!!

وفي حديث عبد الله بن مسعود قال:

أصاب النبي ضيفا، فأرسل إلى أزواجه يبتغي عندهن طعاما، فلم يجد عند واحدة منهن، فقال: فأهديت له شاة مصلية، فقال:

" هذه من فضل الله، و نحن ننتظر الرحمة "

نعم، هي ليست رحمة من العبد، هي رحمة من المعبود - عز وتعالى - وأضيفت لصاحب الرحمة تشريفا وتأدبا، وفي نفس الوقت هي من خلق أفعال العباد!

نعم، هي من خلق أفعال العباد على الحقيقة!

في الحقيقة،هذا الكلام حول كلمة " نفعنا الله برحمته " مثل إنكار بعضهم عبارة " والشر ليس إليك " والله خلق كل شيء؛ النفع والضر، والخير والشر، ولكن لما تعلم أن ذلك تأدبا ومكرمة لحسم الأمر!!!

يعني أننا من التأدب مع الله ننسب صفات الكمال لله وحده، حتى لو كانت باشترالك لفظي بين الخالق والمخلوق، مثل قوله تعال " فلله العزة جميعا " وما أشبه ذلك!

ومثل قول بعضهم " الكمال لله وحده " فيلتبس الأمر على من قال: " ما كامل إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "!!!!!!!

والحسم أن كمال الله كمال الإله، الذات والأسماء والصفات، كمال الألوهية وكمال الربوبية، وكمال رسوله كمال العبودية، وكمال البشرية، فتنبه!

فحقيقة الكمال في الأمر لم تعدل إلى غيرها، ولا يصار بها لمجاز، وعلى ذلك مبنى التأويل في المسالك ...

والله أعلى وأعلم.

راجع كلام ابن حزم في (الفصل) فما أحسنه ...

(خلق أفعال العباد) للبخاري ...

انتهى

ـ[أبو بكر الأثري]ــــــــ[25 - 05 - 09, 07:43 م]ـ

ألا ترى أن كل ما سقته من الآيات إنما أضيفت الرحمة فيه إلى الرب سبحانه، وليس إلى العبد؟

نعم؛ لأن الإضافة كانت أمرا مقضيا!

حتى العبد مضاف إلى الرب سبحانه!

ثم أن من الآيات ما أضافة الرحمة ولكن للعبد!

قال تعالى: "فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا "

والرُّحْم: الرحمة أصلا ومنها البر والصلة والرَّحِم، يعني أن الزكاة والرحمة أضيفت للولد الصالح لأنهما مخلوقتان.

فتنبه!

و قوله " وأقرب رحما " قرأها ابن عامر بضم الحاء والباقون بسكونها،

وقال في (المحكم والمحيط الأعظم): وما أقرب رُحْمَ فلان، أي ما أرْحَمهُ وأبرَّه.

وقال في (روح المعاني): {وَأَقْرَبَ رُحْماً} أي رحمة، قال رؤبة بن العجاج:

يا منزل الرحم على إدريسا ... ومنزل اللعن على إبليسا

وهما مصدران كالكثر والكثرة، والمراد أقرب رحمة عليهما وبراً بهما واستظهر ذلك أبو حيان، ولعل وجهه كثرة استعمال المصدر مبنياً للفاعل مع ما في ذلك هنا من موافقة المصدر قبله، وأخرج ابن أبي شيبة. وابن المنذر. وابن أبي حاتم عن عطية أن المعنى هما به أرحم منهما بالغلام.

وقال في (زاد المسير): ومعنى الرُّحْم والرُّحُم في اللغة: العطف والرحمة، قال الشاعر:

وكيف بظلم جَاريةٍ ... ومنها اللِّينُ والرُّحُم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير