تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[15 - 07 - 09, 09:31 ص]ـ

شيخنا الفاضل/ سليمان الخراشي

اسمح لي بالتطفل بهذه المقالة عن مفهوم السلفية، كنت قد كتبتها قديما لمنتديات التراث قبل ان تغلق، ورجعت إليها الآن فحسبتها مناسبة للمقام.

الحمد لله وحده، وصلاة وسلاما على من لا نبي بعده.

ثم أما بعد.

فبينا أتصفح في مجموعة مقالات في المكتبة الشاملة، إذ وجدت من بينها مقالة بعنوان أدعياء السلفية، وإذا هي عبارة عن سؤال هذا نصه: بسم الله الرحمن الرحيم

شيخنا الفاضل ظهرت في الآونة الأخيرة في مجتمعنا (فلسطين) فرقة تطلق على نفسها (السلفية)، تعتبر الحكام الحاليين أولي أمر تجب مبايعتهم، ويحرم الخروج عليهم تحت أي ظرف، إلا إن استحلوا ترك الحكم بما أنزل الله استحلالاً قلبياً، وينسبون هذا القول إلى أهل السنة والجماعة، وإن كل من يخالف هذا القول يعتبر خارجياً تكفيرياً تجب معاداته والتحذير منه،فما صحة ما يدعون إليه مع بيان حكم التعامل معهم أو تكثير سوادهم؟ حفظك الله تعالى، ونفع بعلمك آمين.

وكانت إجابة المفتي – والحمد لله أنه ليس من المشهورين- هكذا: "الحمد لله رب العالمين، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:

فهذه جماعة بدأت بالانتشار فعلاً في مجتمعنا، وقد سمعنا عنها العجب العجاب،وقد نقل لنا كثير من طلاب العلم بعض ما يدعون إليه أبرزه ما تضمنه في سؤالك حفظك الله تعالى ... " إلخ كلام المفتي الذي انتهى فيه إلى كفر الحكام ووجوب الخروج عليهم.

وكل هذا لا يعنينا شيئا في هذا المقال، ولكن هذا السؤال وهذه الإجابة يعكسان صورة عن المشكلة التي تعيشها السلفية في هذا الوقت. أعني هذا الفهم الخاطئ من كثير من الناس للسلفية؛ إذ ينظرون إليها على أنها فرقة من الفرق، أو جماعة من الجماعات. بل هذا الفهم يقبع في مخيلة كثير من المنتسبين إلى العلم، لا فرق عندهم بينها وبين أي منهج من المناهج المبتدعة، أو الجماعات الضالة.

وأنكى من ذلك أن بعض الشباب المنتسب إلى السلفية يتعامل في منهجه على أنه جماعة من الجماعات، ويصل الأمر ببعضهم أن يوالى ويعادي على مجرد الانتساب إلى هذا المسمى، وفوق هذا وأشد منه نكاية أن بعض علية القوم من المنتمين إلى هذا المنهج القويم يرسم في ذهنه خطوطا للسلفية، ويضع لها إطارات بحيث أن مَن جاوزها قيد أنملة لم يعد سلفيا، بل هو من الفرق الضالة، ويجب التحذير منه ... إلى آخر هذا المصطلح التجريحي الذي يدمي القلب.

ويساعد على انتشار تلك الصورة المشوهة عن السلفية انتحال بعض ذوي الأغراض والمصالح لهذا الاسم مع قيامهم بأعمال من شأنها طمس الجوانب المشرقة لهذا المنهج الرباني، وفي ذات الوقت تتلقف قوي معادية لا للسلفية بل للإسلام نفسه هذا الانتحال وتصب وابلا من الحملات الإعلامية والدعائية على المنهج السلفي القويم. ومن يتأمل واقعنا اليوم يلمس هذه الحقيقة التي صارت من الوضوح بحيث لا تحتاج إلى من يبرهن عليها، بل هي ظاهرة لكل ذي عينين.

وكل هذا الأمور مجتمعة تدعونا إلى وقفة طويلة لمعرفة أسباب تشويه هذه الصورة، ثم العمل بإخلاص على إزالة هذا التشويه سواء كان مصدره مَن بداخل الصورة، أو من ينظرون إليها و يحكمون عليها، أو ممن يقّعدون لها ويعرّفون بها، وإن كانوا هم ممن بداخل الصورة أيضا.

إلى هذا الوقت، وبعض المنتسبين للمعرفة يضيف السلفية وينسبها إلى الألباني، أو محمد بن عبد الوهاب، أو ابن تيمية، وإن ترقى أضافها إلى أحمد بن حنبل.

إلى هذا الوقت، وكثير من المنتسبين للمعرفة والعلم يظنون أن السلفية مذهب من المذاهب كالتصوف أو الإرجاء أو الاعتزال أو وغير ذلك مما هم – في ظنهم- مخيرون بين الدخول فيه أو اجتنابه أو معاداته لأنه قد يكون بدعة!!

ولم يدر هؤلاء وغيرهم أن السلفية منهج لازم لكل مسلم لا يسعه الخروج عنه، وأنه يرادف الإسلام، فبقدر نقص حظ المرء من السلفية بقدر نقص حظه من الإسلام؛ فمستقل ومستكثر ومقارب ومباعد.

بعض السلفيين يعرف السلفية على أنها: دعوة ترمي إلى نبذ البدع والخرافات، ومحاربة الشركيات، والعودة إلى الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة ... إلخ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير