قال الشيخ عبدالعزيز بن باز في معرض رده على سائل سأله عن الحديث: "ومن تقرب إلى باعا تقربت منه ذراعاً ومن أتاني يبمشي أتيته هرولة" وقد ذكر عبث بعض المحققين بتأويله: "ولا مانع من إجراء الحديث على ظاهره على طريق السلف الصالح، فإن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سمعوا هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعترضوه، ولم يسألوا عنه، ولم يتأولوه، وهم صفوة الأمة وخيرها، وهم أعلم الناس باللغة العربية، وأعلم الناس بما يليق بالله وما يليق نفيه عن الله سبحانه وتعالى.
فالواجب في مثل هذا أن يتلقى بالقبول، وأن يحمل على خير المحامل، وأن هذه الصفة تليق بالله لا يشابه فيها خلقه فليس تقربه إلى عبده مثل تقرب العبد إلى غيره، وليس مشيه كمشيه، ولا هرولته كهرولته، وهكذا غضبه، وهكذا رضاه، وهكذا مجيئه يوم القيامة وإتيانه يوم القيامة لفصل القضاء بين عباده وهكذا استواؤه على العرش، وهكذا نزوله في آخر الليل كل ليلة، كلها صفات تليق بالله جل وعلا، لا يشابه فيها خلقه فكما أن استواءه على العرش، ونزوله في آخر الليل في الثلث الأخير من الليل، ومجيئه يوم القيامة، لا يشابه استواء خلقه ولا مجيء خلقه ولا نزول خلقه؟ فهكذا تقربه إلى عباده العابدين له والمسارعين لطاعته، وتقربه إليهم لا يشابه تقربهم، وليس قربه منهم كقربهم منه، وليس مشيه كمشيهم، ولا هرولته كهرولتهم (بل هو شيء) يليق بالله لا يشابه فيه خلقه سبحانه وتعالى كسائر الصفات، فهو أعلم بالصفات وأعلم بكيفيتها عز وجل. وقد أجمع السلف على أن الواجب في صفات الرب وأسمائه إمرارها كما جاءت واعتقاد معناها وأنه حق يليق بالله سبحانه وتعالى، وأنه لا يعلم كيفية صفاته إلا هو، كما أنه لا يعلم كيفية ذاته إلا هو، فالصفات كالذات، فكما أن الذات يجب إثباتها لله وأنه سبحانه وتعالى هو الكامل في ذلك، فهكذا صفاته يجب إثباتها له سبحانه مع الإيمان والاعتقاد بأنها أكمل الصفات وأعلاها، وأنها لا تشابه صفات الخلق، كما قال عز وجل: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ.
انتهى
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29235
ومن أراد العلم حقيقة فعليه بكلام الراسخين في العلم (والراسخين في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا. ومايذكر إلا اولوا الألباب)
ـ[فاطمة السمرقندي]ــــــــ[08 - 07 - 09, 09:18 م]ـ
ومن أراد العلم حقيقة فعليه بكلام الراسخين في العلم (والراسخين في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا. ومايذكر إلا اولوا الألباب)
تصحيح الآية: (والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا. ومايذكر إلا أولوا الألباب)
ـ[ياسر الشمالي]ــــــــ[09 - 07 - 09, 12:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمةا لله وبركاته وبعد
فأرجو أن أسجل مشاركتي في هذه المسألة المهمة في هذه النقاط
أولا: ينبغي أن نهتم بمسألة السياق اللغوي الذي تأتي به النصوص الشرعية، لأنها تساعدها على فقه النص
ثانيا: إن ابن قتيبة وهو معدود على أنه لسان أهل ا لسنة، لم يذهب إلى أن الحديث المذكور يعد في أحاديث الصفات بل فسره بسياقه اللغوي (المقابلة)، والرجوع إلى أفهام علماء اللغة من أهل السنة المؤتمنين على عقيدة السلف مفيد جدا
ثالثا: إن القول إن الهرولة لا تعني نقصا وما شابه هذا من الكلام في غير محله، حيث جاءت المقابلة فيها المكر والنسيان، مثل (نسوا الله فنسيهم) فهل نقول إن النسيان صفة!؟
رابعا: ما دام أن شيخ الاسلام رحمه الله تعالى لم يعد هذا من أحاديث الصفات، وهو صاحب الاطلاع الواسع على عقيدة السلف، فهل نكون نحن أكثر حرصا أو أكثر اطلاعا، أو بعبارة أخرى: لماذا ينبغي أن نكون سلفيين أكثر من السلف؟!
خامسا: إن المعاصرين غير منزهين من ا لخطأ في تقرير أن هذه صفة أو غير صفة، خاصة أن بعضهم يغفل عن كون الحديث لم يرد لاثبات صفة من خلال التأمل في السياق اللغوي، وإذا كان الأمر كذلك لماذا نبالغ في إثبات ما لم يرد ولم يتوارد على أنه صفة، ولا يؤثر عن أحد الصحابة أو التابعين أو غيرهم من السلف أنه أُثبته على أنه صفة، وهل العقائد تثبت هكذا وهي التي يُتوخى فيها الثبوت والوضوح
سادسا: بالرجوع إلى كلام ا لشيخ ابن عثيمين في بعض كتبه ورسائله تجده مترددا في اعتماد الهرولة أنها صفة، وفي بعض كتاباته رحمه الله رجح أنها ليست صفة، والشيخ ابن عثيمين أقرب للتحقيق من كثير من المشايخ الحاملين للواء عقيدة السلف، حفظهم الله جميعا
سابعا: تجد في كتابات وردود بعض الباحثين أو المشاركين الربط بين الهرولة الواردة في الحديث وصفة الاتيان والمجيء الواردة في نصوص الكتاب والسنة، وهذا غير صحيح، خاصة أن بعضهم يصرح بالحركة، مع أن المجيء والاتيان لا يقتضي الحركة ولا يستلزمها خاصة في صفات الرب جلا وعلا. فلا يجوز أن نقيس صفات الرب بصفات العبيد، وإثبات الصفات بقتضي عدم الخوض في الكيفية، كما هو معلوم
ثامنا: ينبغي الانتباه إلى أن كثيرا ممن يتكلم على عقيدة السلف، قد يسيء إليها من خلال التوسع في إثبات صفات لم يقلها ا لسلف، من خلال الاعتماد إما على أحاديث غير ثابتة، أو الاعتماد على أحاديث ثابتة لكنها ليست صريحة في كونها من أحاديث الصفات، وإن أعتقد أن خدمة عقيدة أهل السنة لا تكون من خلال المبالغة والاندفاع إنما من خلال التحقيق ودقة البحث والاستناس بكلام العلماء المحققين، ولا يجوز ترك عقيدة ا لأمة لآراء واجتهادات المتحمسين، الذين تنقصهم الدراية الفقهية للنصوص والمعرفة اللغوية إضافة الى الاطلاع على كلام علماء الأمة الغيورين على عقيدة السلف. وفق الله الجميع
ثمنا
¥