عن أبي هياج الأسدي قال بعثني علي قال لي أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا أدع قبرا مشرفا إلا سويته ولا تمثالا إلا طمسته * أخرجه مسلم.فلم يحدد معبوداً من غيره
وتحرير محل النزاع بقولنا ان تركهم لبعض صور أيوان كسرى كان لشغلهم عن ما هو أسمى من أمور الجهاد والفتح وتثبيت الدولة
وربما وهو الأرجح في نظري لحكمة أن يرى الناس نبؤة الرسول صلى الله عليه وسلم في فتح البيت الأبيض قصر كسرى الشهير وحديثه عن فتح سائر كنوزكسرى لعدي بن حاتم رضي الله عنه ( ...... ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى قال: كسرى بن هرمز قال: كسرى بن هرمز) البخاري واحمد
فليس ترك الصحابة له دليل تفريق بين روح وظاهر أو معبود ومهجوركما يظهر لي بل إن منطقة العراق لم يكد يقر لها قرار لتعاقب الحروب والقلاقل والفتن إلى يومنا هذا ولحساسية الامر كان الصحابة لا يحدثون أمراً إلا بمشورة عمر رضي الله عنه
فعند الألباني في فضائل الشام ص18هذا الأثر الذي قال عنه:أثر صحيح
روى أبو خلدة خالد بن دينار قال ما مختصره حدثنا ابو العالية قال لما فتحنا تستر وجدنا في بيت مال الهرمزان سريرا عليه رجل ميت قلت فما صنعتم بالرجل قال حفرنا بالنهار ثلاثة عشر قبرا متفرقة فلما كان الليل دفناه وسوينا القبور كلها لتعميه على الناس لاينبشونه قلت وما يرجون منه قال كانت السماء اذا حبست عنهم ابرزوا السرير فيمطرون قلت من كنتم تظنون الرجل قال رجل يقال له دانيال رواه ابن اسحق في مغازيه ورواه غيره على وجوه أخر وفي بعضها أن الدفن كان بأمر عمر
فأنت ترى أن الأمر كان يراجع فيه عمر في المدينة وشغلهم بالجهاد كان كافياً في اشتغالهم بطمس الصور والتماثيل التي لم يزل كثير من أهلها يمتلكونها ويضعونها على بيوتهم وفي معابدهم وقد ترك الصحابة صوامع وكنائس أهل الكتاب وما فيها من صوروتماثيل لكونها من دينهم الذي كفل بقائه عقد الذمة
وروي في الحديث عن علي بن أبي طالب قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في جنازة فقال: أيكم ينطلق إلى المدينة فلا يدع بها وثنا إلا كسره ولا قبرا إلا سواه ولا صورة إلا لطخها فقال رجل: أنا يا رسول الله قال: فهاب أهل المدينة وانطلق الرجل ثم رجع فقال يا رسول الله لم أدع وثنا إلا كسرته ولا قبرا إلا سويته ولا صورة إلا لطختها ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من عاد إلى شيء من هذا فقد كفر بما أنزل على محمد (صلى الله عليه وسلم)
ـ[المحقق]ــــــــ[02 - 07 - 03, 08:14 ص]ـ
أرى أن في الأمر تفصيلا .. و هو:
أولا: بعضه ما حكاه الأخ الأمين لا يحتاج إلى رواية، لأن شهرته تغني عن إسناده كما يقولون .. لكن ها هنا مسألة:
طمس الصور و تسوية التماثيل شيء؛ و ابتداء صنعها شيء آخر، فلا نخلط بينهما ..
أنت أوردت ما يدل على أن الصحابة لم يغيروا كل الصور و لم يهدموا كل التماثيل فيقال نعم هو كذلك، لأن الطمس و التغيير معلق بالقدرة و التمكن، فالواجب يسقط مع العجز و عدم التمكن من أدائه، و لذا كان النبي صلى الله عليه و سلم يرسل من يقوم بها، فهي معلقة بالقدرة و الاستطاعة،
فيقال: لم لم يقم الصحابة بطمسها، فالجواب يحتمل كذا و كذا .. و الباب مفتوح، و قد أورد بعض الإخوة بعضا من تلك الاحتمالات و هي وجيهة،،،
فأقصى حال هذه المسألة أن تكون واجبا من الواجبات، يسقط إذا عُجِزَ عنه أو دَافعَهُ واجب أعلى منه فلم يتمكن من الجمع بينهما أو لغير هذا.
لكن ...
لكن المسألة الأخرى هي الأهم و هي صناعة التماثيل، و الصور، من أين لك أخي الأمين أن الصحابة كانوا يصنعون التماثيل؟؟
هذه مسألة لا تخرج على تلك أبدا ...
فابتداء الفعل شيء و استدامته بعد وقوعه شيء آخر و هناك في الشريعة أفعال جائزة في الاستدامة، لا تجوز ابتداء، و هي كثيرة ..
فهل هناك من قال من الصحابة بجواز ابتداء صنع التماثيل أو ثبت أنه كان يفعلها
هذه هي المسألة، إخواني و هنا النقاش!!
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[02 - 07 - 03, 09:05 ص]ـ
الأخ الفاضل أبو الحسن الشامي
كنت أعمل على بحث شامل في هذه المسألة لكن ضيق الوقت وردة الفعل المتشنجة حوله جعلتني أعتقد أن البحث لن يقدم ولن يؤخر، فلا تأثير للدليل على موقفهم.
وإجمالاً فأنا لم أترك أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا الصحابة رضوان الله عليهم فعلوا. ولكنهم فهموا النصوص بغير ما فهمها المعترض علينا! والصحابة هم الذين رووا لنا تلك الأحاديث. وهم الذين قيلت لهم. ففهمهم مقدم عند التعارض.
وإجماع الصحابة من مصادر التشريع. ثم إن جميع الفرق الـ73 تدعي أنها تتبع القرآن والسنة. على أن الفارق المميز للفرقة الناجية أنها تتبع أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم.
وأما دعوى أنهم كانوا طوال تلك السنين الطويلة مشغولين، فهي دعوى لا أظن صاحبها مقتنع بها، إلا أنه لم يجد غيرها. فهل صعُب على سعد بن أبي وقاص أن يأمر أحد العبيد بطلي تلك الجدران التي عليها الصور؟
وذكري لقصر كسرى مجرد مثال، حيث بقيت التماثيل الكبيرة ليست فقط في قصور كسرى بل في العراق والشام ومصر وفارس. نعم، حصل تحطيم لبعض الأصنام في السند وبلاد ما رواء النهر، عندما وجد الصحابة أقوماً عاكفون على عبادتها. لكنهم لم يحطموا أي تمثال.
أخي المحقق من أين جئت بأني زعمت بأن الصحابة كانوا يصنعون التماثيل؟ كلامي عن عدم تحطيم التماثيل التي لا تُعبد.
¥