وبالله تعالى التوفيق وأيضا فإن جبلا ذا لون ما وأرضا ذات لون ما وفيها غاران مظلمان لا شك أن كل ناظر إليهما فإنه لا يرى إلا ما حول الغارين وأنه لا يرى ما ضمه خط الغارين فإذ هذه كلها براهين ضرورية مشاهدة حسية عقلية فالبرهان لا يعارضه برهان أصلا والبرهان لا يعارض بالدعوى ولا بالظنون والحمد لله رب العالمين وأما من كلام الله تعالى فالله يقول ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها وقوله تعالى يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا فصح يقينا أن الظلمة مانعة من النظر والرؤية جملة وهو السواد بلا شك فهو لا يرى ولا خلاف في أن البصر القليل يداوى بالثوب الأسود والقعود في الظلمة وليس ذلك إلا لمنعه من امتداد خط بصره فيكل بامتداده وبالله تعالى التوفيق فإن قيل السواد غير الظلمة قلنا أنا نجد الأرمد الشديد الرمد متى صار في بيت مظلم شديد الانطباق لا يدخله شيء من الضوء أمكنه فتح عينيه بحسب طاقته ولم يألم بالنظر إليه ومتى جعلناه في بيت مضيء وعلى وجهه وعينيه ثوب كثيف جدا أسود أمكنه فتح عينيه حسب طاقته ولم يألم بالنظر إليه وكانت حاله في تغطية وجهه بذلك الثوب كحاله في الظلمة التامة سواء سواء وكذلك يعرض للصحيح البصر في الحالتين المذكورتين ولا فرق ومتى جعلنا على بصر الأرمد ثوبا أبيض ألم ألما شديدا كألمه إذا نظر في الضوء ولا فرق فإن جعلنا على وجهه ثوبا أصفر ألم دون ذلك وأن كان أحمر ألم دون ذلك فإن كان أخضرا ألم دون ذلك على قدرهما في اللون من ممازجة البياض له
فصح أن السواد والظلام شيء واحد
وقال بعض أصحابنا بالسواد غير الظلمة وهو لا يرى إلا أن الزنجي والغراب والثوب ليس شيء من ذلك أسود وكل ذلك يرى ولون كل ما ذكرنا لون غير السواد إلا أنه سمي باسم السواد مجازا
وقال بعضهم السواد اسم مشترك يقع على الظلمة ويقع على لون الزنجي والغراب والثوب فكل ظلام سواد وليس كل سواد ظلاما فإن عنيت بالسواد لون الزنجي والغراب والثوب فهو يرى وهو غير الظلمة وأن عنيت بالسواد الظلمة فهو لا يرى وقال بعضهم الظلمة لا ترى وليست سوادا أصلا والسواد شيء آخر غير الظلمة وهو لون يرى وقال بعضهم الظلمة والسواد شيء واحدا وكلاهما يرى وأقروا بأن الأعمى والأكمه والمفقوء العينين والمطبق العينين يرى الظلمة) انتهت الرسالة
وإنما سقت الرسالة لطرافة ما فيها:)
وكلام ابن حزم متعقب
يقول تعالى (ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود)
ـ[أبو مصعب الجهني]ــــــــ[27 - 08 - 02, 10:28 ص]ـ
أخي ... هل تعلم أنني عدت إلى الشبكة مرة أخرى ضاحكا بعد قراءتي
لما كتبت
لأن من عادتي أن أقرأ بعد قطع الاتصال بمدة قليلة ولا أعود
إلا هذه الحالة الاستثنائية
فما الذي كتبت؟
تمنيتُ أن تضبط بعض الكلمات التي تحتمل معنيان ...
بالمناسبة ... هذه المنظومة تصلح أن تكون تعويذة (وجه ضاحك)
وأقول جازما إن 99% ممن قرأها لم يفقه كل معانيها
و 1 % من إحسان الظن بالبعض
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[19 - 06 - 03, 07:01 ص]ـ
ألوان عجيبة ما سمعناها من قبل!
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[20 - 06 - 03, 01:36 ص]ـ
احتجاج ابن حزم بالظلمة والعمى على ان السواد ليس بلون بعيد أذ ان شدة عمق السواد مانعة من انظلاق البصر اما اكون الاعمى لايرى الا السواد فلو قدر ان لايرى الابياضا خالصا لما كان مبصرا وقس على بقية الالوان. والحمرة الشديدة مانعة من كمال البصر الا انها لاشراقها دون السواد لم تكن ما نعة بالتمام من النظر.
وعلى العموم فقد كفى العلم الحديث ضجة هذه الجلبة وقضى على التخرص فيها فاكتشاف المنشور الضوئي وقياس الالون .. كشف ان اصل الضوء اجتماع سبعة الوان اصلية وبقية الالوان تنتج بالتمازج معها.
وكذا اكتشافهم اطياف من الالوان لاترى , كالاشعة تحت الحمراء وفوق البنفسجية.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[10 - 01 - 04, 09:43 ص]ـ
قال الإمام القرطبي رحمه الله في أحكام القرآن (1/ 450)
قوله: {صَفْرَآءُ} جمهور المفسرين أنها صفراء اللون، من الصُّفرة المعروفة. قال مكيّ عن بعضهم: حتى القَرْن والظِّلْف. وقال الحسن و?بن جُبير: كانت صفراء القرن والظِّلْف فقط. وعن الحسن أيضاً: «صفراء» معناه سوداء؛ قال الشاعر:
تلك خَيْلِي منه وتلك رِكابِي
هنّ صُفْرٌ أولادُها كالزَّبِيبِ
قلت: والأوّل أصح لأنه الظاهر؛ وهذا شاذّ لا يُستعمل مجازاً إلا في الإبل؛ قال الله تعالى: {كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ} (المرسلات: 33)
وذلك أن السُّود من الإبل سوادها صُفرة.
ولو أراد السواد لما أكّده بالفُقُوع، وذلك نَعْتٌ مختصّ بالصّفرة، وليس بوصف السواد بذلك؛ تقول العرب: أسودُ حالِكٌ وحَلَكُوك وحُلْكُوك، ودَجُوجِيّ وغِرْبيب، وأحمرُ قانىء، وأبيضُ ناصعٌ، ولَهِقٌ ولِهَاق ويَقِق، وأخضرُ ناضرٌ، وأصفرُ فاقِعٌ؛ هكذا نصَّ نَقَلة اللغة عن العرب. قال الكسائي: يقال فَقَع لَوْنُهَا يَفْقَع فُقوعاً إذا خَلَصت صُفْرته.
¥