تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وبه قال محمد بن عبيد حدثنا الحسن وهو ابن الحكم النخعي عن رباح بن الحارث قال: إنَّا لبواد وإن ركبتي لتكاد تمس ركبة عمار بن ياسر إذ أقبل رجل، فقال: كفر والله أهل الشام.

فقال عمار: لا تقل ذلك، فقبلتنا واحدة، ونبينا واحد، ولكنهم قوم مفتونون فحق علينا قتالهم حتى يرجعوا إلى الحق.

وبه قال ابن يحيى حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن الحسن بن الحكم عن رباح بن الحرث عن عمار بن ياسر قال: ديننا واحد، وقبلتنا واحدة، ودعوتنا واحدة، ولكنهم قوم بغوا علينا فقاتلناهم.

قال ابن يحيى حدثنا يعلى حدثنا مسعر عن عبد الله بن رباح عن رباح بن الحارث قال: قال عمار بن ياسر: لا تقولوا كَفَرَ أهلُ الشام، قولوا: فسَقُوا، قولوا: ظلمُوا.

قال محمد بن نصر: وهذا يدل على أن الخبر الذي روي عن عمار ابن ياسر أنه قال لعثمان بن عفان: (هو كافر) خبر باطل، لا يصح؛ لأنه إذا أنكر كفر أصحاب معاوية وهم إنما كانوا يظهرون أنهم يقاتلون في دعم عثمان فهو لتكفير عثمان أشد إنكاراً.

قلت: والمروي في حديث عمار أنه لما قال ذلك أنكر عليه علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، وقال: أتكفر برب آمن به عثمان، وحدثه بما يبين بطلان ذلك القول، فيكون عمار إن كان قال ذلك متأولا، فقد رجع عنه حين بيَّن له علي رضي الله عنه أنه قول باطل.

ومما يدل على أن الصحابة لم يكفروا الخوارج أنهم كانوا يصلُّون خلفهم، وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنه وغيره من الصحابة يصلُّون خلف نجْدة الحروري.

وكانوا أيضا يحدثونهم ويفتونهم ويخاطبونهم، كما يخاطب المسلم المسلم، كما كان عبد الله بن عباس يجيب نجدة الحروري لما أرسل إليه يسأله عن مسائل.

وحديثه في البخاري.

وكما أجاب نافع بن الأزرق عن مسائل مشهورة، وكان نافع يناظره في أشياء بالقرآن كما يتناظر المسلمان.

وما زالت سيرة المسلمين على هذا.

ما جعلوهم مرتدين كالذين قاتلهم الصديق رضي الله عنه.

هذا مع أمر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بقتالهم في الأحاديث الصحيحة، وما روي من أنهم شر قتلى تحت أديم السماء خير قتيل من قتلوه، في الحديث الذي رواه أبو أمامة رواه الترمذي وغيره.

أي: أنهم شر على المسلمين من غيرهم، فإنهم لم يكن أحد شرا على المسلمين منهم لا اليهود ولا النصارى، فإنهم كانوا مجتهدين في قتل كل مسلم لم يوافقهم، مستحلين لدماء المسلمين وأموالهم، وقتل أولادهم، مكفرين لهم، وكانوا متدينين بذلك، لعظم جهلهم وبدعتهم المضلة.

ومع هذا فالصحابة رضي الله عنهم والتابعون لهم بإحسان لم يكفروهم، ولا جعلوهم مرتدين، ولا اعتدوا عليهم بقول ولا فعل، بل اتقوا الله فيهم، وساروا فيهم السيرة العادلة.

وهكذا سائر فرق أهل البدع والأهواء من الشيعة والمعتزلة وغيرهم، فمن كفر الثنتين والسبعين فرقة كلهم فقد خالف الكتاب والسنة وإجماع الصحابة والتابعين لهم بإحسان.

مع أن حديث الثنتين والسبعين فرقة ليس في الصحيحين، وقد ضعَّفه ابن حزم وغيره لكن حسنه غيره أو صحَّحه كما صحَّحه الحاكم وغيره.

وقد رواه أهل السنن وروي من طرق.

وليس قوله: (ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة) بأعظم من قوله تعالى: (إنَّ الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا)، وقوله: (من يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوق نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا)، وأمثال ذلك من النصوص الصريحة بدخول من فعل ذلك النار.

ومع هذا فلا نشهد لمعين بالنار لإمكان أنه تاب، أو كانت له حسنات محت سيئاته، أو كفر الله عنه بمصائب، أو غير ذلك كما تقدم.

بل المؤمن بالله ورسوله باطنا وظاهرا الذي قصد اتباع الحق، وما جاء به الرسول إذا أخطأ ولم يعرف الحق كان أولى أن يعذره الله في الآخرة، من المتعمد العالم بالذنب، فإن هذا عاص مستحقٌّ للعذاب بلا ريب.

وأما ذلك فليس متعمدا للذنب، بل هو مخطىءٌ، والله قد تجاوز لهذه الأمة عن الخطأ والنسيان ... ".

@ إلى أن قال رحمه الله: " ولهذا قال الشافعي: (لأن أتكلم في علم يقال لي فيه أخطأت أحب إلي من أن أتكلم في علم يقال لي فيه كفرت).

ومن عيوب أهل البدع تكفير بعضهم بعضا.

ومن ممادح أهل العلم أنهم يخطِّئون ولا يكفِّرون.

وسبب ذلك: أنَّ أحدهم قد يظنُّ ما ليس بكفر كفرا، وقد يكون كفرا؛ لأنه تبين له أنه تكذيب للرسول، وسب للخالق.

والآخر لم يتبين له ذلك، فلا يلزم إذا كان هذا العالم بحاله يكفر إذا قاله أن يكفر من لم يعلم بحاله.

والناس لهم فيما يجعلونه كفرا طرق متعددة ... ".

ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[05 - 05 - 05, 06:58 م]ـ

ورد في نقل الأخ الفاضل ابن غنام عن الشيخ ابن باز رحمه الله ما أشكل

علي قديما وهو قوله إن المرتكب للشرك نحكم عليه أنه مشرك فلا نصلي

عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين ولكن لا نجزم أنه بعينه في النار ..

والإشكال: كيف جزمنا بكفره وبنينا الأحكام الدنيوية (ودليلها النص

من الشرع) عليه، ثم استثنيناه من الجزم بالأحكام الأخروية (ودليلها

النص من الشرع)، وكلا النصين في الأحكام الدنيوية والأخروية عام،

فالنهي عن الصلاة على المشرك عام ليس في حق واحد بعينه ولكننا عيناه

فيمن رأيناه يفعل الشرك، فلماذا لم نطبق الأحكام العامة في حقه

بالنسبة للآخرة كقوله تعالى: (إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه

الجنة ومأواه النار .. ) والنصوص في الباب كثيرة ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير