الوجه الذي يمحى في الغد وهكذا. مع كل تصحيح وكتابة يكتب للطالب في أسفل اللوح النصوص الضابطة الرواية أو المتعلقة بالرسم والضبط وغير ذلك.
ويتأكد الحفظ بقراءة القرآن جماعة يوميا لأجزاء معروفة موحدة في كل القطر او الجهة، يدعى ذلك الحزب الراتب بعد صلاة المغرب وبعد صلاة الفجر ويقرأ كل جزء ثلاث مرات، الأولى إعدادية في الخلوات (المسيد) وثانية رسمية محاسب عليها وثالثة تذكرية وهكذا ...
الفرقان: بعد أن يحفظ الطالب القرآن ويريد تعلم القراءات فما هي المنهجية المتبعة لديكم؟
الشيخ محمد علي: أما طالب القراءات فيبدأ بعد حفظ رواية ورش من طريق الأزرق برواية قالون إفرادا، ثم يجمع للقارئ، ثم يفرد للمكي ثم يجمع لقراء الحرم، ثم يفرد للبصري ثم يجمع لسما، وهكذا في كل أو معظم مساجد القراءات، فإذا تجاوز سما جمع للسبعة دفعة واحدة، وبعض الشيوخ يصر على الإفراد للجميع أولا.
أما طالب المزيد فأمامه عشرين صغير وكبير، اما الصغير فغير معروفة إلا في المغرب وهي متواترة مثلها مثل بقية السبع وأصلها كتاب التعريف للداني وهو محفوظ عند المغاربة متداول إلى زمان أدركناه وأخذنا من أقطابه وعليه في المغرب زهاء سبعين مصنفا ما بين شرح ونظم وشرح نظم وتعقيب واستدراك.
وعرف المغاربة قراءة نافع منه وحده قبل دخول الشاطبية ناهيك عن النشر، أي أنه قرئ في زمن صاحبه وعليه المعول. والتعريف أربع روايات لنافع متواترة بطرقها العشر ولا عبرة عندنا نحن المغاربة بقول الأخوة المشارقة ان ما عدا الشاطبية والنشر من الشواذ، لأن هذا حكم منهم على مالا يعرفونه ولم يكلفوا أنفسهم عناء الرحلة في طلبه من أصحابه ومن تواترت عندهم القراءة به.
ولو رحل ابن الجزري إلى المغرب وأخذ عن شيوخها لما وسعه إلا إيراده في نشره رحمه الله رحمة واسعه.
أما العشر الكبير فهو بقية القراء العشرة، وعمدة المغاربة فيها الدرة ثم الطبية في مقام آخر.
ومدارس القراءات في المغرب أوسع من أن يحدها هذا الحوار، منتشرة في كل ربوعه بسوس والعمراء ومراكش وفاس ونواحي العويرة واسفي والشمال.
وقراءة المغاربة للقراءات السبع أو العشر أو العشرين بطريق الحمع والإرداف الذي أحدثه الإمام ابن الجزري، وله قواعد تعود إلى:
أمور قرآنية: مردها إلى اختلاف قراءات القرآن الكريم.
أمور لغوية: مرجعها إلى قواعد الوصل والفعل والوقف.
أمور منطقية: تراعي التسلسل والانسياب من الأعلى فدونه إلى الأدنى والعكس حسب توارد الآيات.
ولصعوبة هذا وتعقيده، ضبطه المغاربة بالرمزيات، وهي حروف من رموز الشاطبي وابن الجزري ومعها علامات وضعها علماء القراءات في المغرب تحدد البدء والمنتهى والأوجة المقدمة من المد والهمز وغير ذلك، فهو صعب يتطلب حضور الذهن والفطنة ودقة الحفظ، لايسمح طوال الأزمان إلى زمن أدركناه بتعاطيه إلا لمن أتقن الحفظ والخلاف أولا.
الفرقان: جزاكم الله خيرا على هذا التوضيح وهذه المعلومات الطيبة، حبذا لو حدثتنا عن شيوخ الإقراء الذين لقيتهم في المغرب.
الشيخ محمد علي: لايزال في المغرب شيوخ مهرة مقتدرون لقيت منهم الكثير هذا بعضهم:
• السيد الراجي الكونتري – شفاه الله – وهو قارئ مقرئ جمع بين الرواية والدراية والضلاعة في علوم اللغة، يقل له النظير، وقد توقف الآن بسبب السن والمرض عن مواصلة الدراسة وان خلف جزاه الله خيرا من يقوم بهذه الأمانة.
• الحسن غرور مقرئ نشط حافظ متقن يعمل في العدالة وتدريس القراءات بمنطقة الشمارعية قرب مدينة مراكش بمعية الشيخ المقرئ الجيلالي رعاه الله.
• عبد الحميد الدمسيري بأسني وهومقرئ حاذق كتب بيده رمزية القراء العشرة ولا يزال عطاؤه متواصلا بمدينته.
• وفي زاوية سيدي الزوين قرب مراكش مدرسة للقراءات فقدت اكبر شيوخها سنا وقدرا وهو المقرئ علال العشراري (أي الجامع للعشر) رحمه الله، وبها الان الشيخ المقرئ الحاذق الطاهر الحريري من البقية الباقية من رعاة هذا الفن حفظه الله ونفع به، ويساعده في ذلك القارئ الجامع السيد آيت أيدر رعاه الله.
• وبنواحي وزات الشيخ أبو العجوز رأيته من الحذاق الضابطين ولا يزال عطاؤه متصلا باذن الله.
• وفقدت مكناس مقرئها الشيخ الهلالي –رحمه الله- وله طلبة نجباء أبرزهم صديقنا الاستاذ ابن دحمان نفع الله به.
¥