تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[عندي أموال ربوية أريد التخلص منها و لكن عندي إشكال ....]

ـ[الغزالي التونسي]ــــــــ[04 - 07 - 05, 02:22 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

عندي أموال ربوية و أريد التخلص منها و قد علمت أنه من المشروع أن أدفعها لمن هو في حاجة إليها لا بنية الصدقة و لكن بنية التخلص منها. و لكن السؤال: هل لي أن أدفعها لمن يعلم مصدرها -أي أنها أموال ربوية- مع العلم أنه من الأقارب؟

و جزاكم الله خيرا.

ـ[السدوسي]ــــــــ[05 - 07 - 05, 04:25 م]ـ

الذي أعلمه أخي الفاضل أنها محرمة على صاحبها الذي ساهم بها أما لغيره فهي حلال وإن علم أنها من ربا.

ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[06 - 07 - 05, 11:56 ص]ـ

قال تعالى {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} البقرة275

اختلف أهل العلم في معنى قوله تعالى (فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ) فقال بعضهم أي من كان لا يعلم بالتحريم ثم علم بالتحريم و انتهى عن الربا فله ما سلف من الربا و لا إثم عليه قال بن كثير رحمه الله ({فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله} أي من بلغه نهي الله عن الربا فانتهى حال وصول الشرع إليه, فله ما سلف من المعاملة, لقوله: {عفا الله عما سلف} وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة «وكل ربا في الجاهلية موضوع تحت قدميّ هاتين, وأول ربا أضع ربا العباس» ولم يأمرهم برد الزيادات المأخوذة في حال الجاهلية بل عفا عما سلف, كما قال تعالى: {فله ما سلف وأمره إلى الله} قال سعيد بن جبير والسدي: فله ما سلف ما كان أكل من الربا قبل التحريم .... ).

و رجح شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله أن معنى قوله تعالى (فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ) أعم من مجرد العلم بالتحريم بل يدخل فيه من كان يعلم بالتحريم ثم تاب من الربا و رجع عنه فكل ما أخذه قبل توبته فهو حلال عليه لا يجب عليه رده هذا معنى كلام الشيخ رحمه الله.

و اما قوله تعالى (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (279) البقرة فالمراد هنا لكم رؤوس أموالكم و لا يجوز الأخذ بعد ترك الربا فيما اتفقتم عليه و لم تأخذوه و كذلك هذه الآية عامة في الجهل بالتحريم أو بالتوبه من الربا مع العلم بالتحريم فمن كان جاهلا بالتحريم ثم علم به لا يجوز له أخذ الربا حتى لو كان متفقا عليه قبل العلم بالتحريم.

فعلى كلام شيخ الإسلام لا يجب على من تاب من الربا إخراج ما كسبه من الربا قبل توبته.

و على رأي من قال بأن الآية تخص فقط من كان جاهلا بالتحريم ثم تاب من الربا و أن من كان عالما بالتحريم ثم نزع عنه و تاب فعليه إخراج ما كسبه من الربا قبل توبته.

و الموعظة و الوعظ جاءت في كتاب الله تعالى بمعنى النصح و الإرشاد كما قال تعالى {فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ} البقرة66

و قال {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْاْ بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} البقرة232

و قال {هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ} آل عمران138

و قال {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً} النساء63

و قال {وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ} المائدة46

و قال تعالى {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً} الطلاق2

و جاء بمعنى الأمر الشرعي كما قال تعالى {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً} النساء66

و يجوز أن يراد بالمعنيين كما في آية البقرة فإن اللفظ إذا كان يحتمل عدة معاني يجوز أن يحمل على معانيه كلها إذا لم يكن هناك تعارض عند الحمل على هذه المعاني قال شيخ الإسلام رحمه الله (وإما لكون اللفظ المشترك يجوز أن يراد به معنياه اذ قد جوز ذلك أكثر الفقهاء المالكية والشافعية والحنبلية وكثير من اهل الكلام ... ).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير