[س: ما حكم قول "ويل لك" لمسلم؟؟ + ملاحظة حول انتشار هذه العبارة في اللهجات بشكل خفي!!!]
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[04 - 07 - 05, 01:06 م]ـ
هل "الويل" هو فعلاً أحد أودية جهنم .. تشتكي جهنم نفسها من حرارته؟؟؟ لا أذكر مصدر هذا القول، ولكن لعل أحدكم يعرف.
وإن كان ذلك، أوليس الدعاء على أحد (مسلم خاصة) بـ"الويل" يجب تفاديه؟؟؟
فماذا تقولون إذا علمتم أن لهجات عربية لا تزال تزدهر فيها هذه العبارة ("الويل لك") لكن بشكل محرف، فتجد:
1) في الفلسطينية: "وَلَك"، "وَلا" (للذكر)، أو "وَلِك"، "ولِي" (للأنثى) -وقريب جداً من هذا في تفريعات أخرى للهجات بلاد الشام×
2) في السورية "وْلا"، "لَك"؛
3) في اللبنانية "ولُوْ"؛
4) في المصرية "يلا"؛
5) في العراقية "وِلك" (بكسر الواو)!
فما حكم قول "الويل لك"، وهل تصدق الملائكة على هذا ’الدعاء‘ بشكله المحرف الموجود في العاميات التي أعرفها وحددتها لكم هنا؟؟؟ أو هل يُحمل قولنا العامي (ولك) أو (يلا) محمل الدعاء باستحقاق وادي ’الويل‘ في جهنم .. إذا ما سمعته الملائكة، وإلى ما هنالك؟؟؟
لعل هناك الكثير من كلامنا مما يحمل في نفسه معان سلبية وجريئة، لكن لهجاتنا خففت من حدة تلك المعاني وربما أخفتها كلياً عنا (كما أعتقد نفسي، من تدقيقي في اللهجات العربية .. ما أشرت له فوق حول أصول تلك الألفاظ العامية وأصلها الفصيح، "الويل لك")، فما حكم التلفظ بمثل تلك العبارات العامية ذات الأصل الفصيح الخفي عنا .. والشنيع أو الشديد بمعناه؟؟ هل يؤاخذ المرء منا على مثل هذه الكلمات؟؟؟
يحضرني هنا موضوع كراهة أسماء مثل ’إيمان‘، ’إسلام‘، بل وكما في نص الحديث .. أسماء كـ’رباح‘، وقال العلماء أن مدعاة ذلك هو عدم تأمين الملائكة على رد إنسان على آخر يسأله عما إن كان الشخص صاحب هذا الاسم "موجود في المنزل؟ " .. فيرد الأول بأن: "لا! "، فتأمن الملائكة على أن لا ’إيمان‘ أو لا ’إسلام‘ أو ’رباح‘ في ذلك المنزل الذي يفترض فيه وجود شخص بذاك الاسم .. !! أفليست الملائكة بهذا الشكل تكون قد أخذت ’ظاهر‘ الحدث (السؤال عن الإسلام في البيت، أي الدين، مثلاً، فيما المسؤول عنه أصلاً هو مجرد شخص!!!) وتركت جوهره وحقيقته؟؟ لماذا يحدث ذلك أصلاً؟ ما الحكمة (إن لم تكن خافية عنا، نحن بني آدم) من هذه الطريقة الـ .... (أستغفر الله إن كان التعبير القادم خطاً!!) .. الطريقة السطحية في فهم كلامنا من قبل الملائكة التي تسجل علينا أحاديثنا ودعاءنا وهلم جراً؟؟؟ أوليست الأعمال بالنيات؟؟؟ فهل الأقول أيضاً بالنيات؟؟؟ ولمَ لا؟؟؟ أدرك أن من الكلمات التي قد يتفوه بها ابن آدم ما قد تهوي ... به ... أو تودي به في جهنم، لكن ... أوليس شتان بين مثل تلك الكلمات المودية بشخص لجهنم (ولعلنا كلنا نعرف أمثلة عليها) وبين موضوع سؤالي هنا (حول المقصد الحقيقي أو الحالي لكلمة تحرف معناها عن الفصيح، أو سؤال عن شخص باسم كـ"إسلام" أو "إيمان" أو "رباح")؟؟؟
فـ ... ما رأيكم؟؟؟
وجزاكم الله خيراً.
ـ[الحمادي]ــــــــ[04 - 07 - 05, 03:17 م]ـ
الأخ أبو بكر وفقه الله:
أما قولُ "ويلٌ لك" ونحوها فالمرادُ بها التهديد والوعيد، وليس المراد في استعمال الناس أنها وادٍ في جهنَّم ... إلخ
والحديثُ الوارد في كونها وادٍ في جهنم رواه الترمذي وأحمد وغيرُهما من حديث أبي سعيد الخدري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ولايصح.
وأما تساؤلك الثاني فلا أعرف أنَّ محلَّ النهي أو كراهة التسمي بتلك الأسماء عائدٌ إلى ما ذكرتَ، ولكن الكراهة في بعضها راجعةٌ إلى ما في الاسم من تزكية، وبعضُها راجعٌ إلى ما قد يقع من إفادة معنىً سيءٍّ، فإذا قيل: أثمَّ أفلح؟ فقيل: لا، كأنه نفى الفلاح عنه.
وقال بعضُ أهل العلم:
إنَّ الناسَ كانوا يتفاءلون بهذه الأسماء، لحُسْن ألفاظها ومعانيها، وربما ينقلبُ عليهم ما قصدوه إلى الضدِّ، فإذا سُئلَ: أثمَّ يسار أو نجيح؟ فقيل: لا،، تطيَّروا بنَفْيه، وأضمَروا اليأسَ من اليُسْر وغيره، فنهاهم عن السبب الذي يجلب سوءَ الظنِّ والإياسِ من الخير.
(يُنظر: تحفة الأحوذي).
وأشارَ إلى هذا الطحاويُّ والبغويُّ وغيرُ واحد.
قال ابنُ حبان رحمه الله:
(يشبه أن تكون العلة في الزجر عن تسمية الغلمان بالأسامي الأربع التي ذُكرت في الخبر هي:
أنَّ القوم كان عهدُهم بالشرك قريباً، وكانوا يسمُّون الرقيقَ بهذه الأسامي، ويرون الربحَ من رَبَاح، والنجح من نجاح، واليسر من يسار، وفلاحاً من افلح، لا من الله تعالى فمن أجل هذا نهى عما نهى عنه).
وأما المعنى الذي ذكرتَ فلاأعرفه، ولعلك توثِّقه من كتب أهل العلم.
حفظك الله وبارك فيك.