3 - من أمثلة ما وصفه بالحسن وهو من رواية من سمع من مختلطٍ بعد اختلاطه ما رواه برقم (365) من طريق يزيد ين هارون، عن المسعودي، عن زياد بن عِلاقة قال: صلّى بنا المغيرة بن شعيبة، فلما صلى ركعتين، قام، فلم يجلس، فسبح به من خلفه .... قال: صلى ركعتين،قام، فلم يجلس، فسبح به من خلفه .... قال: هذا حديث حسن. و المسعودي – و اسمه عبد الرحمن – من وصف بالاختلاط، و كان سماع يزيد منه بعد أن اختلط، و إنما و صفه بالحُسن لمجيئه من أوجه أُخر بعضها عند المصنف أيضاً.
4 - و من أمثلة ما وصفه بالحسن و هو من رواية مدلس، و قد عنعن، ما رواه (982) من طريق يحيى بن سعيد، عن المثنى بن سعيد، عن قتادة، عن عبد الله بن بريده عن أبيه مرفوعاً: ((المؤمن يموت بعرق الجبين)) قال: هذا حديث حسن، ووصفه بالحسن، لأن له شواهد من حديث عبد الله بن مسعود و غيره.
5 - و منه ما وصفه بالحسن و هو منقطع الإسناد، ما رواه (3760) من طريق عمرو بن مرة / عن أبي البختري، عن علي أن النبيّ صلى عليه وسلم قال لعمر بن العباس: ((إنّ عمّ الرجل صنو أبيه))، و كان عمر تكلم في صدقته، و قال: هذا حديث حسن. و أبو البختري – و اسمه سعيد بن فيروز – لم يسمع من علي رضي الله عنه فالإسناد منقطع ووصفه بالحسن، لأن له شواهد مشهورة من حديث بريده و غيره.
إطلاقه لفظة الحسن على بعض الأحاديث عند الأئمة قبل الترمذي:
إن أئمة الحديث قبل الإمام الترمذي قد أطلقوا الحسن بالمعنى الاصطلاحي للنوعين: الحسن لذاته و الحسن لغيره على جملة من الأحاديث، وعن بعض هؤلاء اخذ الترمذي و استمدّ، قال الحافظ ابن حجر أكثر علي ابن المديني من و صف الأحاديث بالصحة والحسن في مسنده وفي علله، وظاهر عبارته أنه قصد المعنى الاصطلاحي، وكأنة الإمام السابق بهذا الاصطلاح، وعنه أخذ البخاري ويعقوب أبن شيبه وغير واحد، وعن البخاري أخذ الترمذي وقد نقل الحافظ أبن كثير في مسند عمر قول علي ابن المديني في جملة أحاديث: حديث حسن، أو إسناد حسن، أوصالح الإسناد، أو إسناد جيد أنظرها في "مسند عمر"1/ 111/و132و277و288و307و333و457و512و562و544و605. لكن الترمذي لما أكثر من تطبيق هذا الاصطلاح في جامعة ونوه، به صار أشهر به من غيره، فمن ذلك ما ذكره الترمذي في علله الكبير1/ 175 - 176: أنّهُ سأل البخاري عن أحاديث التوقيت في المسح على الخفين، فقال: حديث صفوان بن عسال (96) صحيح وحديث ابي بكرة حسن. (5)
وفي"العلل الكبير والجامع أحاديث غير قليلة نقل عن البخاري أنّه حسنها (6) و ذكر السخاوي ان ابن المديني اطلق الحسن على ما يعتبر حسناً لذاته، و اطلقه البخاري على ما يعتبر حسناً لغيره، ثم ذكر ان الترمذي هو الذي أكثر من التعبير عنه، و نوه بذكره، ثم ذكر مثالاً لما حسنه البخاري، و صححه الترمذي و غيره، فهو عند الترمذي كثير، قليل عما تقدمه، لا سيما على المصطلح عليه عنده (7).
ما يقول فيه الترمذي: حسن صحيح.
قد اختلفت الأقوال في مراد الترمذي من هذا الجمع و مقصوده، و الذي ارتضاه الحافظ ابن حجر من بين تلك الأقوال: ان الحديث إذا كان متعدد الإسناد، قالوصف راجع الى الحديث باعتبار الإسنادين او الأسانيد، كأنّه قيل: حسن بالإسناد الفلاني، صحيح بالإسناد الفلاني.
و إن كان الحديث فرداً بعد البحث الشديد، و المراجعة التامة، فالوصف و قع بحسب اختلاف النّقاد في راويه، فيرى المجتهد فيهم _كالترمذي_بعضهم يقول: صدوق مثلاً و بعضهم يقول: ثقة، و لا يترجح عنده قول قول واحد منهما، أو يترجح، و لكنه اراد أن يشير إلى كلام الناس فيه، فيقول: حسن صحيح، أي: حسن عند قوم، لأنّ راويه عندهم صدوق، و صحيح عند اخرون، لأن روايه عندهم ثقة، و هو نظير قول الفقيه: في المسألة قولان، او بحسب تردد المجتهد نفسه في الرواي، فتارة يؤديه اجتهاد باعتبار حديثه و عرضه على حديث الحفاظ و نحو ذلك إلى قصور ضبطه، و تارةً إلى تمامه، فكأنه حينئذ قال: حسن او صحيح، و غايته انه حذف كلمة ((أو)) و حذفها شائع في كلامهم (8).
1. الحديث (7).
2. ص109
3. 6/ 251
4. ص104.
5. أما حديث صفوان الذي أشار إليه فهو موجود فيه شرائط الصحة، و اما حديث أبي بكرة فقد رواه ابن ماجه (556) من رواية المهاجر أبي مخلد، عن عبدالرحمن ابن أبي بكرة، عن أبيه رضي الله عنه، و المهاجر قال فيه وهيب: إنه كان غير حافظ، و قال ابن معين: صالح، و قال الساجي: صدوق، و قال أبو حاتم: ليّن الحديث يكتب حديثه، فهذا على شرط الحسن لذاته.
6. ((العلل الكبير)) حديث (13) و (15) و (16) و (245) و (297) و (322).
7. ((فتح المغيث شرح ألفية الحديث)) لشمس الدين السخاوي.
8. ((نزهة النظر شرخ نخبة الفكر)) ص 46 - 47.
ـ[زياد عوض]ــــــــ[03 - 07 - 05, 11:23 م]ـ
العبارة الصحيحة:وراوي الحسن لايشترط فيه أن يبلغ تلك الدرجة 0