عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَذَهَبَ وَاحِدٌ، قَالَ: فَوَقَفَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَرَأَى فُرْجَةً فِي الْحَلْقَةِ فَجَلَسَ فِيهَا، وَأَمَّا الآخَرُ فَجَلَسَ خَلْفَهُمْ، وَأَمَّا الثَّالِثُ فَأَدْبَرَ ذَاهِبًا، فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ((أَلا أُخْبِرُكُمْ عَنِ النَّفَرِ الثَّلاثَةِ، أَمَّا أَحَدُهُمْ فَأَوَى إِلَى اللهِ فَآوَاهُ اللهُ، وَأَمَّا الآخَرُ فَاسْتَحْيَا فَاسْتَحْيَا اللهُ مِنْهُ، وَأَمَّا الآخَرُ فَأَعْرَضَ فَأَعْرَضَ اللهُ عَنْه)).
قال الشيخ/ أحمد شحاته الألفي السكندري: وهذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات، وأبو جعفر هو الأنصارى المدنى المؤذن مشهور بكنيته ولا يعرف اسمه.
قال الحافظ أبو الحجاج المزى ((تهذيب الكمال)) (33/ 191/7283):
((أبو جعفر الأنصارى المؤذن المدنى. عن: أبى هريرة. وعنه: يحيى بن أبى كثير. روى له البخارى فى ((الأدب المفرد)) و ((أفعال العباد))، والنسائى فى ((اليوم والليلة))، والباقون سوى مسلم. روى له النسائى حديث النزول، وروى له الباقون حديث ((ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن)). وقال الترمذى: ((لا يعرف اسمه)). وقال غيره: هو محمد بن على بن حسين، رواه أبو مسلم الكجى والباغندى عن أبى عاصم النبيل عن حجاج ابن الصواف عن يحيى بن أبى كثير عن محمد بن على بن حسين عن أبى هريرة)) اهـ.
قال الشيخ: قد وهم من ظنه أبا جعفر محمد بن على بن حسين، لأنه لم يدرك أبا هريرة وليس له رواية عنه، ولأنه لم يكن يوماً مؤذناً، فمقامه أجل من ذلك وشرف نسبه أسمى!.
قال الحافظ ابن حجر فى ((تهذيب التهذيب)) (12/ 58/218): ((أبو جعفر هذا رجل من الأنصار، وبهذا جزم ابن القطان، وقال: أنه مجهول. وقال ابن حبان فى ((صحيحه)) هو محمد بن على بن حسين. قلت: وهذا غير مستقيم، لأن محمد بن على بن حسين لم يكن مؤذناً، ولأن أبا جعفر هذا صرَّح بسماعه من أبى هريرة فى عدة أحاديث، وأما محمد بن على ابن حسين فلم يدرك أبا هريرة، فتعين أنه غيره)) اهـ.
وقال ((التقريب)) (2/ 406): ((أبو جعفر المؤذن الأنصارى مقبول، ومن زعم أنه محمد بن على بن الحسين فقد وهم)).
قال أبو محمد: ولست أعلم أحداً ذكر أبا جعفر الأنصارى بجرحٍ، بل حسَّن الترمذى أحاديثه، ورواية النسائى توثيق له. وسيأتى بيان حديثه الثانى فى ((رياض الصالحين)) (رقم 978)، وهو حديث ((ثَلاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْوَالِدِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ)).
ويشهد لصحة حديثه فى المسبل، ما رواه أبو داود (637) من حديث أَبِي عَوَانَةَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((مَنْ أَسْبَلَ إِزَارَهُ فِي صَلاتِهِ خُيَلاءَ، فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي حِلٍّ وَلا حَرَامٍ)).
قَالَ أَبو دَاود: ((رَوَى هَذَا جَمَاعَةٌ عَنْ عَاصِمٍ مَوْقُوفًا عَلَى ابْنِ مَسْعُودٍ مِنْهُمْ: حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَأَبُو الأَحْوَصِ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ)).
قال الشيخ/ أبو محمد: فإذا صحَّ الموقوف، فإنه شاهد حسن للحديث، إذ لا يقال من جهة الرأى ولا القياس. وقد قوَّى الحافظ ابن القيم هذا الحديث، ووجَّه معناه، فقال: ((ووجه هذا الحديث أن إسبال الإزار معصية، وكل من واقع معصية فإنه يؤمر بالوضوء والصلاة، فإن الوضوء يطفئ حريق المعصية. وأحسن ما حمل عليه حديث الأمر بالوضوء من القهقهة فى الصلاة هذا الوجه، فإن القهقهة فى الصلاة معصية، فأمر رسول الله صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم من فعلها بان يحدث وضوءاً يمحو أثرها، ومن ذلك حديث أبى بكر مرفوعاً ((ما من مسلم يذنب ذنباً، يتوضأ ويصلِّى ركعتين إلا غفر الله له ذنبه)) اهـ.
يُتبع إن شاء الله ....
ـ[عمر رحال]ــــــــ[04 - 07 - 05, 07:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المشايخ الأفاضل، طُلاب العلم!!
هل نأخذ بظاهر الحديث، ونقول بأن الإسبال معصية وينقض الوضوء، وهذا ما وقع عليه ذهني.
أم الصواب ما ذكره ابن القيم في المسألة (إنها معصية).
ـ[زياد عوض]ــــــــ[05 - 07 - 05, 07:16 ص]ـ
الصواب ما ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى، وقد أفتى الشيخ ابن عثيمين
بصحة صلاة المسبل، ولو كان وضوءه منتقضا لم تصح صلاته
ينظر حديث الوضوء من القهقهة!!!!!!!!!!!
وفي النفس شيءمن تحسين حديث أبي هريرة:بينما رجل يصلي مسبلا
إزاره
ـ[ابوصفيه]ــــــــ[06 - 07 - 05, 03:59 ص]ـ
عند جمهور العلماء: (لا) تأتى بعدم الكمال وليس البطلا مثل ذلك لا يقبل الله صلاه مسبل وغير من الاحاديث خلافان لشافعيه فهم يرون عدم قبول ذلك مثل لايقبل الله صلاه من اكل بصل او ثوم فجمهور العلماء صحيح في المسجد مع الاثم الا الشافعيه وكذلك لا يقبل الله صلاه من يدافع الاخبثين ولا في حضرت الطعام فالجمهور على كرة التحرم خلفا لشيخ الاسلام والشافعيه