وصنف عدة مؤلفات في مختلف الموضوعات؛ منها: "إعلام أرباب الفكر بكراهة الاستيذان بالذكر"، و"الإعلام، بكراهة إفراد الصلاة عن السلام"، وتأليف في الخاتم الملبوس، وتأليف في أنه: لا يشترط في ثواب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أن تكون باللفظ الوارد، و"الجواهر المنظومات فيما يتعلق بالمخفوضات"، و"ختم الآجرومية" ...
كما ترك عدة أشعار رائقة؛ منها قصيدة مطلعها:
خليليَّ هل من مُسنِد متن حالتي إلى من كوى قلبي بجمع القطيعتي؟
ومنها قوله ملغزا:
يا أهل فاس جئتكم مستفتيا لعلاكمُ لازلتمُ أهل النظر
عن مقتد سقطت عمامته فأبطلت الصلاة عليه معْ من قد حضر؟
وأجاب عنها بقوله:
ذا مقتد في جمعة كملَتْ به وعلى العمامة مسحه خوف الضرر
وممن أخذ عنه: ابنا أخيه محمد الزمزمي ومحمد المكي ابنا محمد بن جعفر الكتاني، و**.
توفي بسبب مرض السل شابا لم يتجاوز الثلاثين عاما وثلاثة أشهر من عمره، في الساعة الواحدة من ليلة الثلاثاء ثالث ربيع الأول عام 1325، ودفن بروضة الشرفاء الكتانيين بالقباب، قرب ضريح مولانا عبد العزيز الدباغ.
ومنهم العلامة عبد الرحمن بن جعفر الكتاني، وترجمته من المصدر السابق:
عبد الرحمن بن جعفر الكتاني ()
أحد نبغاء جيله، علامة مفتي مدرس، مشارك في مختلف علوم الشريعة، متضلع من الفقه والحديث والأدب، مؤرخ نسابة مسند، من أئمة العلم، ونبغاء شعراء فاس، وأحد خدمة التراث المغربي.
ولد بفاس عام 1297، وتربى في كنف والده الشيخ جعفر بن إدريس الكتاني، وأخيه الشيخ محمد بن جعفر الكتاني؛ وكان القارئ بين يديه في جميع ما يقرئه من الكتب، وهو عمدته في العلم. وأخذ كذلك عن زوج عمته عبد الكبير بن محمد الكتاني ونجله محمد بن عبد الكبير الكتاني، وغيرهم من أعلام فاس.
كما استجاز كبار علماء فاس والمشرق فأجازوه، كما استجاز له أخوه الإمام محمد بن جعفر الكتاني جميع من استجازه بالحجاز عند زيارته لها عام 1321. وممن أجازه: من ذكرنا من الأعلام، وحسين بن محمد الحبشي، ومحمد بن سعيد بابصيل، وحبيب الرحمن الهندي الكاظمي، وسليم البشري، وجمال الدين القاسمي ... وغيرهم.
وكان – رحمه الله تعالى - متضلعا من سائر العلوم الشرعية، ذا معرفة بالفقه والحديث والآثار، والنحو واللغة والأدب .. وغيرها. سريع الفهم، واسع الاطلاع، عميق الإدراك، ممن يرجع إليهم في وقته، وصفه الشيخ محمد الباقر بن محمد الكتاني في "التاج" بقوله: "بلغ درجة الإمامة في علوم الفقه والحديث والأدب، ومؤلفاته أدل دليل على ما أقول ... ولو عمر لكان أبرز علماء عصره! ".
كما كان – رحمه الله – أحد أعيان أدباء المغرب وشعرائهم، وكانت بينه وبين الشيخ جمال الدين القاسمي – عالم الشام – مساجلات شعرية، ورسائل مبدعة. قال عنه أخوه الإمام محمد بن جعفر الكتاني في "النبذة" بأنه كان: "شاعرا مفلقا، ناظما ناثرا مغلقا ... وشعره كثير جدا ... "، وقال صاحب "التاج المرصع": "وشعره الرائع يفاخر به المغرب أئمة الأدب الأقدمين بالأندلس ومصر ... ". ومن شعره: قوله مادحا أخاه الإمام محمد بن جعفر الكتاني:
ملكت الندى حتى عمرت يبابه ومد على علياك قهرا قبابه
فما هرم يحكي نداك ولو غدا على مقتفيه قد أفاض عُبابه
فلو كان عينا كنت أنت سوادها ولو كان عمرا كنت أنت شبابه
ولو كان إنسانا لكنت حياته ولو كان بُرا كنت أنت لُبابه
ولو كان روضا كنت باسم زهره ولو كان بيتا كنت والله بابه
تبارك ما أولاك ربك من ندى يزيل أسى العاني وينفي تَبابه
فلا زلت محروس الجناب على المدى ولازلت تولي كل عاف حُبابه
ومنه: قوله اشتياقا لأخيه وأهله المهاجرين إلى المشرق:
مالي على هجر الأحبة من جلد تالله لا يقوى لبعدهمو خلد
ظعنوا فمنهم مقلتي هطالة وجوانحي فيها الغرام لقد وقد
كيف التصبر عنهمو لموله بهموا وكيف يطيب بعدهمُ البلد
جمع الإله شتاتنا بكمو على عجل بطيبة بالأهالي والولد
ومنه مادحا لابن عمه الشيخ عبد الحي الكتاني:
ورد الرسول مبشرا بقدومكم فاستبشرت بوصالكم أنفاسي
وبقيت أنتظر الوفاء فجد به يا منية القصاد والجلاس
تصدر للتدريس بجامع القرويين الأعظم، وغيره من مساجد وزوايا فاس؛ فأخذ عنه بها جمهرة من الأعلام؛ كابني أخيه محمد الزمزمي ومحمد المكي ابني محمد بن جعفر الكتاني، وابن أخته عبد الرحيم بن الحسن الكتاني، وعبد السلام بن أبي بكر الكتاني، و**.
¥