تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كما عين - إضافة إلى التدريس بجامع القرويين - أحد مفتي فاس عام 1326 هو ومجموعة من كبار العلماء، ونصبه المولى عبد الحفيظ ضمن كبار العلماء الذين يحضرون الدروس الحديثية بالقصر الملكي بفاس، ورشح أثناء بداية عهد الحماية ضمن لجنة من كبار العلماء تشرف وتراجع الأحكام القضائية التي يصدرها قضاة فاس، غير أنه تهرب من هذا المنصب، بعدا منه عن مخالطة الاستعمار الفرنسي في أي شئ؛ قال في إحدى رسائله لشقيقه الإمام محمد بن جعفر الكتاني مؤرخة بـ: **: "**".

وكان المترجم صاحب دين متين، وعبادة ومجاهدة، وولاء للمؤمنين، وبراءة من أعداء الإسلام؛ بحيث لم يتعامل مع الاستعمار الفرنسي وأذنابه قط، وزهد في جميع المناصب التي عرضت عليه، وآثر الخمول والانزواء، والتدريس والعبادة والعلم. وقد حاول جاهدا الهجرة للمشرق غير أن قلة ذات اليد منعته.

ترك الشيخ عبد الرحمن بن جعفر الكتاني عدة مؤلفات وصفها الإمام محمد بن جعفر الكتاني في "النبذة" بأنها: "رائقة، محررة فائقة"، ووصفها صاحب "التاج" بأنها: تدل على إمامته. منها: "الحسام المنتضى المسنون على من قال: إن القبض غير مسنون".ط. وهي منظومة في (**) بيت، نصر فيها سنة القبض في الصلاة. و"الجوهر النفيس، في النسب الكتاني النفيس"، منظومة في (**) بيت أرخ فيها وترجم لأفراد البيت الكتاني، وتأليف فيمن أردفه النبي صلى الله عليه وسلم خلفه، وحاشية على شرح الأزهري على "الآجرومية"، و"كشف النقاب عن موافقة سيدنا عمر بن الخطاب"، وتأليف فيمن بدل النبي صلى الله عليه وسلم أسماءهم من الصحابة، و"إظهار ما بطن من حب الوطن"، يعني: المدينة المنورة. وتشطير قصيدة ابن جابر الأندلسي في التشوق إلى المدينة المنورة، في (722) بيت، وفهرس شيوخ العلامة حميد بن محمد بناني، وكناشة مليئة بالفوائد.

كما جمع ما وقف عليه من شعره والدنا العلامة الدكتور علي بن المنتصر الكتاني في ديوان يتضمن حوالي (**) بيت. كما ترك – رحمه الله تعالى – سلسلة رسائل مرسلة بينه وبين أخيه الإمام محمد بن جعفر الكتاني، وابن أخيه محمد الزمزمي بن محمد الكتاني جمعت في مجلد، تتضمن وفيات وفوائد علمية وتاريخية بالغة الأهمية؛ خاصة أخبار فاس والمغرب قبيل وبعيد دخول الاستعمار الفرنسي، وتشكل صورة حية لكاتبها.

كما عني الشيخ عبد الرحمن بتحقيق وإصدار عدة كتب تراثية مهمة؛ منها: كتاب والده: "إعلام أئمة الأعلام وأساتيذها، بما لنا من المرويات وأسانيدها"، وكتاب أخيه الإمام محمد: "نصيحة أهل الإسلام بما يدفع عنهم داء الكفرة اللئام"، وكتاب الإمام الحسن بن مسعود اليوسي: "مشرب العام والخاص من كلمة الإخلاص"، و"مفتاح الأقفال ومزيل الإشكال" لأبي عبد الله السجلماسي، و"شرح الشيخ الطيب ابن كيران على خريدة الشيخ حمدون ابن الحاج" في المنطق، و"نشر البنود على مراقي السعود"، و"هدى الأنوار على طلعة الأسرار" كلاهما لعبد الله العلوي الشنجيطي، ومجموعة من مؤلفات الشيخ ماء العينين الشنجيطي ... وغير ذلك.

توفي بفاس عن 37 عاما فقط، إثر سقوطه عن فرس على صدره في التاسع من صفر عام 1334، ودفن داخل قبة الإمام الدراس بن إسماعيل بالقباب قبالة باب الفتوح.

والأديب البارع محيي الدين بن محمد الزمزمي الكتاني، مات عن 24 سنة، وترجمته من المصدر السابق:

محمد محيي الدين بن محمد الزمزمي الكتاني ()

الأديب الفيلسوف، النابغة النابه. ولد بدمشق في شعبان عام 1340، ومنها انتقل رفقة أهله إلى فاس عام 1345، ودرس دراسته الابتدائية بالدار البيضاء، ثم الثانوية والعليا بجامعة القرويين بفاس، وأخذ عن مختلف أعلامها؛ خاصة والده الشيخ محمد الزمزمي الكتاني، وخاله عبد الرحمن بن المكي ابن عبد الله الأندلسي، ثم سافر إلى تطوان بالمنطقة الخليفية شمال المغرب، ودرس في معهد مولاي المهدي الذي كان يديره الشيخ محمد المكي الناصري، فدرس به الأدب واللغة الإسبانية مدة من عامين.

وكان للأستاذ محيي الدين الكتاني اعتناء خاص بالتدريس، ونشر المعارف والثقافة المتشبعة بالروح الإسلامية والوطنية، فدرس – على صغر سنه – بعدة مدارس بفاس ومراكش؛ خاصة: مدرسة الدوح، ومدرسة الطالعة بفاس، وثانوية محمد بن يوسف بمراكش.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير