تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكان – رحمه الله تعالى – بحكم دراسته مشاركا في مختلف الفنون من فقه وحديث، ولغة وأدب، مع مزيد اعتناء بالفلسفة والثقافة الشرقية، إضافة إلى معرفته باللغتين الفرنسية والإسبانية.

كما كان أديبا كاتبا مفلقا، ممتزج أسلوبه بين الفلسفة والتصوف، له كتابات تعتبر من درر ما كتبه جيله في الفلسفة والوجدان، مع براعة لفظ، وسلاسة أسلوب، ورقة في التعبير، وعمق في النظر، وروح إسلامية صوفية كبيرة. وقد دون بعض كتاباته في تأليف له سماه: "الشلال الأخرس"، ضمنه رؤاه وهواجسه وآلامه وآماله، تطبعه إلهامات صوفية.

أصيب المترجم بداء السل، انضم إلى ما كان يعانيه من مضايقات شديدة من طرف رجال الاستعمار وأذنابه، إلى أن توفي شهيدا شابا حصورا في شعبان عام 1364 بفاس عن 24 سنة فقط، وشيع في جنازة حضرها الخاص والعام إلى ضريح جده الإمام محمد بن جعفر الكتاني بحومة الصفاح من عدوة فاس الأندلس، وأبنته ورثته مختلف مجلات وجرائد المغرب.

والشاب محمد العربي بن محمد بن جعفر الكتاني، توفي عن 14 سنة، وترجمته من المصدر السابق:

محمد العربي بن محمد بن جعفر الكتاني ()

الشاب الناشئ في طاعة الله تعالى، طالب العلم النابغة. ولد بفاس عام **، وأخذ بها ما تيسر له من العلم عن والده وأعمامه، وتحصل على إجازات من مختلف أعلام المغرب والمشرق؛ كوالده، وجده الشيخ جعفر الكتاني، وحسين بن محمد الحبشي، وحبيب الرحمن الهندي، وعلي بن ظاهر الوتري، ويوسف بن إسماعيل النبهاني. وحج مع والده عام 1321، وتدبج معه – على صغر سنه – قاضي بيروت الشيخ يوسف النبهاني، حسبما أذكر أني وقفت عليه، ووصفه في إجازته له بـ: "العالم المسند".

غير أنه توفي بمكة المكرمة عام 1322 شابا يافعا إثر حمى أصابته، عن 14 عاما فقط، وصلي عليه بالحرم المكي الشريف، حيث ووري جثمانه الطاهر بمقبرة المعلاة قرب ضريح السيدة خديجة الكبرى رضي الله عنها.

ومنهم الإمام المجدد المجتهد أبو الفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني الشهيد، توفي عن 37 عاما فقط، وترجمته من المصدر السابق:

محمد بن عبد الكبير بن محمد الكتاني ()

شيخ الطريقة الأحمدية الكتانية، يعرف عند مترجميه بمجدد الإسلام بالمغرب، وحجة الإسلام، والشيخ الأكبر، والختم الأكبر، والأستاذ الإمام. أبو الفيض الشهيد.

ولد بفاس في ربيع الأول عام 1290، وأخذ عن أعلامها؛ كوالده الشيخ أبي المكارم عبد الكبير بن محمد الكتاني، وخاله جعفر بن إدريس الكتاني، وابن خاله محمد بن جعفر الكتاني، ومحمد بن التهامي الوازاني، ومحمد بن قاسم القادري ... وغيرهم.

وأخذ طريق التصوف عن والده الشيخ عبد الكبير الكتاني، وعليه اعتمد، كما التقى أعلاما من جملتهم الشيخ العربي ابن السائح الرباطي وغيره.

وفتح عليه الفتح الأكبر عام 1308، وأصبح يظهر من العلوم ما أبهر شيوخه فمن دونهم، سواء من علوم الظاهر ومن علوم الباطن، وأشهر طريقته الكتانية الأحمدية التي انفرد بها، وادعى بلوغه مقام الختمية الأحمدية الكبرى.

ثم تصدر للتدريس والدعوة إلى الله تعالى بالزاوية الكتانية، ونشر طريق التصوف والتدين، وأصبح يخرج إلى القبائل المجاورة لفاس والنائية، داعيا إلى الله تعالى ومرشدا ومسلكا. ثم نزل إلى الصحراء؛ فاستغل حساده بفاس خروجه إليها، وأشاعوا عنه الانحراف في العقيدة، ومحاولة الانقلاب على الملك.

فاضطر إلى الرحلة إلى مراكش عام 1314 لتوضيح موقفه للسلطان المولى عبد العزيز، فبرأه من مسألة الانقلاب، وأحال قضية الانحراف العقدي إلى العلماء، فكان الاتفاق على أن تكون بينه وبينهم مناظرة، والتي استمرت عدة أشهر انتهت بانتصاره وتبرئته مما نسب إليه. ثم عاد إلى فاس في السنة الموالية 1315، منتصرا جارا أمامه جلباب العزة والفخار.

وبقي الشيخ أبو الفيض في نشاطه الديني علما وتعليما إلى وفاته، بحيث أجمع مترجموه أنه فريد عصره خلقا وخُلقا، وعلما وعملا.

وكان منهجه في الفقه: الاجتهاد المطلق، بحيث كان له دور مهم في إدخال كتب الاجتهاد إلى المغرب.

كما كان محدثا حافظا؛ يعد نادرة وقته في علوم الحديث، بل كان أعلم من كل ذي علم في علمه.

وكان له إلمام كبير واعتناء بفلسفة التشريع، وإبراز الحكمة من الأوامر الإلهية، والأحكام الفقهية، ويعدها روح الشريعة الإسلامية التي لا قوام لها بدونها. بحيث انفرد عن أهل عصره بذلك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير