ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[04 - 05 - 05, 12:13 ص]ـ
الباب الثاني والثلاثون - باب قول الله تعالى?إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ? [آل عمران:175]
وقوله?إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ المُهْتَدِينَ? [التوبة:18].
وقوله ?وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللهِ? [العنكبوت:10] الآية.
وعن أبي سعيد رضي الله عنه مرفوعاً: «إن من ضعْف اليقين أن ترضي الناس بسخط الله، وأن تحمَدهم على رزق الله، وأن تذمهم على ما لم يؤتك الله، إن رزق الله لا يجره حرص حريص، ولا يردُّه كراهية كاره».
وعن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من التمس رضى الله بسخط الناس؛ رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضى الناس بسخط الله، سخط الله عليه وأسخط عليه الناس» رواه ابن حبان في صحيحه.
&&& الفوائد المنتقاة على الباب الثاني والثلاثون
(فجر الخميس 12/ 6 /1417) (التعليق على الشرح – فتح المجيد -)
1 - أراد المؤلف بهذه الترجمة بيان وجوب الخوف من الله تعالى وأن الواجب على العبد أن يخاف ربه خوفاً يحمله على إخلاص العبادة لله جل وعلا ويحمله على أداء ما فرضه عليه وعلى الكف عما حرمه عليه وعلى الوقوف عند حدوده سبحانه وتعالى.
2 – الخوف أقسام ثلاثة:
أ – الخوف من الله عز وجل وهو أوجبها وأعظمها، وهذا صرفه لغير الله شرك فمن خاف من الأصنام والأوثان والأشجار وغيرها ويعتقد فيها أنها تضره فهذا من الشرك الأكبر.
ب – خوف يحمل صاحبه على فعل المعصية أو ترك الواجب من خوف المخلوقين فهذا لا يجوز.
ج – الخوف الطبيعي كخوفه من الحية والعقرب واللصوص فهذا خوف جائز لا محذور فيه.
3 – قوله (إن من ضعْف اليقين) أي من ضعف الإيمان.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[05 - 05 - 05, 03:34 م]ـ
الباب الثالث والثلاثون - باب قول الله تعالى: ?وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ? [المائدة:23]
وقوله ?إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًَا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ? [الأنفال:2].
وقوله: ?يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنْ اتَّبَعَكَ مِنَ المُؤْمِنِينَ? [الأنفال:64].
وقوله: ?وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ? [الطلاق:3].
وعن ابن عباس، قال: (حسبنا الله ونعم الوكيل) قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا له: ?إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ? [آل عمران:173] الآية. رواه البخاري والنسائي.
&&& الفوائد المنتقاة على الباب الثالث والثلاثين
(فجر الخميس 13/ 10 / 1417) (التعليق على الشرح – فتح المجيد -)
1 – أراد المصنف بهذه الترجمة بيان وجوب التوكل على الله عليه وسلم والاعتماد عليه في جميع الأمور الدينية والدنيوية، والتوكل هو تفويض الأمور لله جل وعلا والثقة به سبحانه والإيمان بأنه مسبب الأسباب وكل شيء بيده وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وهو واجب على المؤمنين، فالتوكل يجمع أمرين
أ – الثقة به سبحانه والاعتماد عليه والإيمان بأنه مسبب الأسباب ومصرف الأمور
ب – تعاطي الأسباب التي شرعها الله عز وجل من أسباب دخول الجنة وأسباب النجاة من النار وكذلك تعاطي أسباب ما ينفعه في الدنيا من الأكل والشرب واللباس والزراعة والنجارة وغيرها، فيتعاطى الأسباب التي فيها قوام حياته وأسباب سلامته والتي تعينه على طاعة الله ورسوله.
2 – قوله تعالى ?يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنْ اتَّبَعَكَ مِنَ المُؤْمِنِينَ? أي كافيك الله وكافي من اتبعك من المؤمنين.
¥