تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[فوائد مختصرة في الدعوة إلى الله من خلال شروح كتاب التوحيد]

ـ[محبة السلف]ــــــــ[27 - 06 - 05, 03:52 ص]ـ

[فوائد مختصرة في الدعوة إلى الله من خلال شروح كتاب التوحيد]

على طريق الدعوة

أفرد المؤلف ـ رحمه الله ـ محمد بن عبد الوهاب باباً بعنوان: (الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله) بعد أن ذكر وجوب التوحيد وفضله وما يوجب الخوف من ضده.

قال ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ: (هذا الترتيب الذي ذكره المؤلف من أحسن ما يكون)؛ لأن مَن عرف التوحيد لا ينبغي له أن يقتصر على نفسه؛ بل يدعو إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة؛ فهذا هو سبيل المرسلين وأتباعهم.

قال الحسن البصري ـ حين تلا قوله تعالى:

{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}

قال: " هذا حبيب الله .. هذا ولي الله .. هذا صفوة الله .. هذا خيرة الله .. هذا أحبُّ أهل الأرض إلى الله؛ أجاب اللهَ في دعوته، ودعا الناسَ إلى ما أجاب اللهَ فيه مِن دعوته، وعمِل صالحاً في إجابته، وقال إنني من المسلمين ".

ويعني بذلك: أنّ من علامات الصدق في حبِّ العبدِ لله وطاعته وعبادته؛ أن يدعوَ إلى الله وأن يجاهد لأجل إعلاء كلمة الله. فمن أحبَّ اللهَ؛ أحبَّ كلَّ ما يحبه و كره ما كرِه ومَن كره، فهو يحب أن يكون كلُّهم معه في حُب الله.

فما هي صفات هذه الدعوة؟

لا بد أن تكون هذه الدعوة دعوة صافية خالصة لله عز وجل؛ كما قال تعالى:

{قُلْ هَذِهِ سَبيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنٍي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.

كما قال ابن عثيمين رحمه الله:

لأنه لا يتم الإيمان إلا إذا دعا إلى التوحيد. قال تعالى:

{وَالْعَصْرِ ـ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ـ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُواْ، وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ، وَتَوَاصَواْ بِالْحَقِّ وَتَوَاصَواْ بِالصَّبْرِ}.

فلا بد ـ مع التوحيد ـ من الدعوة إليه، وإلا كان ناقصاً.

ولا ريب أن هذا الذي سلك سبيل التوحيد لم يسلكه إلا وهو يرى أنه أفضل سبيل، وإذا كان صادقاً في اعتقاده؛ فلا بد أن يكون داعياً إليه، والدعاء إلى شهادة أن لا اله إلا الله من تمام التوحيد، ولا يتم التوحيد إلا به.

ويتمثل في دعوته الإخلاص فهو يدعو إلى الله لا إلى مَلَكٍ مقرَّب، ولا إلى حظ أو مال أو شيطان أو شأن من شؤون الدنيا.

بل هي دعوة خالصة صافية لله عز وجل

أقسام الدعوة إلى الله:

1 - قسم يدعو إلى الله تعالى فهو مخلص، يريد أن يوصل الناس إلى الله وإلى معرفته وتوحيده؛ إذ إن الأعمال لا تصح إلا بالتوحيد، وكل عمل لا ينفع بل هو حابط مع الشرك؛ ولأن معرفة معنى الشهادة من أول الواجبات التي على العباد؛ فكان على الداعية أن يبدأ به.

2 - قسم يدعو إلى الحق لكنه يدعو إلى نفسه، ولأجل أن يعظَّم بين الناس، فهو يغضب إذا لم يفعل الناس ما أمرهم به، ولكنه في المقابل لا يغضب لو ارتكبوا نهياً أعظم منه، لكنه لم يدع إلى تركه.

وقد تكون دعوته إما إلى رئيس أو إلى فرقة أو حزب أو طائفة أو جماعة ..

فهؤلاء دعوا إلى غير الله.

ما الشروط الواجب توافرها في دعوتك أيها الداعية؟

1 - الإخلاص. كما قال تعالى: {أَلَا لِلَّه الدِّينُ الْخَالِصُ}.

2 - الصدق. كما قال تعالى: {اتَّقُواْ اللهَ وكونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}.

3 - المتابعة. قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ}.

فلِواحدٍ؛ كنْ واحداً، في واحدٍ أعني: سبيل الحق، والإيمان

الداعية إلى الله يُعلّم الناس الدين الصحيح، ولا يدعو إلى تفرقٍ أو تحزب فكلهم مسلمين.

قال تعالى:

{هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ}.

وقد قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ:

" من دعا إلى جاهلية فهو من جثاء جهنم ".

وحين قال بعض الصحابة من الأنصار في زمن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: يا للمهاجرين! وقال المهاجرون: يا للأنصار! قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم:

" أبدَعْوى الجاهلية وأنا بين أظهركم؛ دعوها فإنها منتنة ".

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:- لا يجوز أن ينصب شخص يوالى و يعادى عليه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير