تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مسئلة جلوس النبي على العرش]

ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[09 - 04 - 06, 02:46 ص]ـ

الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين،

لطالما حرت في تلك المسئلة عند شيخ الإسلام، هل ورد عن السلف بإسناد صحيح مثل ذلك، لا سيما وشيخ الإسلام ذكر ذلك بصيغة تقرير، من أن العلماء المرضيين والأولياء المقبولين حدثوا بذلك، وهل يصح ذلك إلى مجاهد؟

بعض الناس لما سألتهم قالوا لي أن ذلك مدسوس على شيخ الإسلام، فهل يصح ذلك؟

نرجو ممن عنده إفادة بذلك الشأن أن يتفضل مأجورا ـ إن شاء الله.

ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[09 - 04 - 06, 05:32 ص]ـ

الحمد لله

الأخ الكريم عمرو بسيوني

هذه المسألة ذكرها الكثير من أهل العلم

منهم

* الحافظ ابن حجر في الفتح (8/ 492):

قوله: (باب قوله: عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) .....

وقد تقدم في كتاب الزكاة أن المراد بالمقام المحمود أخذه بحلقة باب الجنة، وقيل إعطاؤه لواء الحمد، وقيل جلوسه على العرش أخرجه عبد بن حميد وغيره عن مجاهد، وقيل شفاعته رابع أربعة، ...

* وكذلك ذكرها القرطبي في الجامع لأحكام القرآن (5/ 638):

في قوله تعالى: (عسى أن يبعثك ربُّك مقاماً محموداً)

فقال رحمه الله: اختلف في المقام المحمود على أربعة أقوال:

الأول: ...

الثاني: ..........

القول الثالث: ما حكاه الطبري عن فرقة، منها مجاهد، أنها قالت:المقام المحمود هو أن يجلس الله تعالى محمد،صلى الله عليه وآله وسلم، معه على كرسيه، وروت في ذلك حديثاً، وعَضََّدَ الطبري جواز ذلك بشططٍ من القول، وهو لا يخرج إلا على تلطُّف في المعنى، وفيه بُعد، ولا يُنكَر، مع ذلك أن يُروى، والعلم يتأوله، وذكر النقاش عن أبي داود السَّجستاني أنه قال: من أنكر هذا الحديث فهو عندنا مُتَّهَم، ما زال أهل العلم يتحدثون بهذا، ..

*وقال ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى (4/ 373):

فحقيقة ما أعده الله لأوليائه غيب عن الملائكة، وقد غيب عنهم أولاً حال آدم في النشأة الأولى وغيرها.

وفضل عباد الله الصالحين يبين فضل الواحد من نوعهم، فالواحد من نوعهم إذا ثبت فضلهم على جميع الأعيان والأشخاص، ثبت فضل نوعهم على جميع الأنواع؛ إذ من الممتنع ارتفاع شخص من أشخاص النوع المفضول إلى أن يفوق جميع الأشخاص والأنواع الفاضلة، فإن هذا تبديل الحقائق وقلب الأعيان عن صفاتها النفسية، لكن ربما فاق بعض أشخاص النوع الفاضل مع امتياز ذلك عليه بفضل نوعه وحقيقته، كما أن في بعض الخيل ما هو خير من بعض الخيل، ولا يكون خيرا من جميع الخيل.

إذا تبين هذا، فقد حدَّثَ العلماء المرضيون وأولياؤه المقبولون: أن محمداً رسول الله يجلسه ربه على العرش معه.

روى ذلك محمد بن فضيل، عن ليث، عن مجاهد فى تفسير: (عسى أن يبعثَك ربك مقاما محمودا) (الإسراء:79) وذكر ذلك من وجوه أخرى مرفوعة وغير مرفوعة.

قال ابن جرير: وهذا ليس مناقضا لما استفاضت به الأحاديث من أن المقام المحمود هو الشفاعة، باتفاق الأئمة من جميع من ينتحل الإسلام ويدعيه لا يقول: إن إجلاسه على العرش منكراً ـ وإنما أنكره بعض الجهمية ـ ولا ذكره في تفسير الآية منكر، وإذا ثبت فضل فاضلنا على فاضلهم ثبت فضل النوع على النوع ـ أعنى صالحنا عليهم.

وأما الذوات، فإن ذات آدم خلقها الله بيده، وخلقها الله على صورته ونفخ فيه من روحه، ولم يثبت هذا لشىء من الذوات، وهذا بحر يغرق فيه السابح لا يخوضه إلا كل مؤيد بنور الهداية وإلا وقع إما في تمثيل أو في تعطيل. فليكن ذو اللب على بصيرة أن وراء علمه مرماة بعيدة، وفوق كل ذي علم عليم وليوقن كل الإيقان بأن ما جاءت به الآثار النبوية حق ـ ظاهرا وباطنا ـ وإن قصر عنه عقله ولم يبلغه علمه (فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون) (الذاريات:23) فلا تلِجَنَّ باب إنكار، ورد وإمساك وإغماض ـ رداً لظاهره وتعجبا من باطنه ـ حفظا لقواعدك التي كتبتها بقواك وضبطتها بأصولك التي عقلتك عن جَنَاب مولاك.

إياك مما يخالف المتقدمين من التنزيه وتَوَقّ التمثيل والتشبيه، ولعمرى إنَّ هذا هو الصراط المستقيم، الذي هو أحَدّ من السيف، وأدق من الشعر، ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور.اهـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير