تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[طالب العلم والعقيدة للشيخ عبدالرحمن المحمود]

ـ[هشام العويد]ــــــــ[10 - 04 - 06, 05:25 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمدلله نحمده، ونستعينه، ونستغره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألاإله إلاالله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم علملنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا يا إلهنا علماً وعملاً.

نبدأ من هذا اليوم إن شاء الله تعالى وإلى يوم الأحد وربما يوم الإثنين لم نتأكد ليكون درس ما بعد العصر في موضوع عام سنتطرق فيه إن شاء الله تعالى إلى عدة موضوعات الموضوع الأول سيكون حول طالب العلم والعقيدة، والثاني سوف يكون حول فقه الخلاف وأنواعه، والثالث سوف يكون حول تعامل طالب العلم مع الفتن والنوازل، والرابع سيكون حول الثوابت والمتغيرات، ثم الخامس سيكون حول قضايا مختلفة نذكرها لكم إن شاء الله تعالى في حينه.

ونبدأ درسنا في هذا اليوم حول الموضوع الأول وهو بعنوان طالب العلم والعقيدة، ولاشك أن أهمية معرفة العقيدة بالنسبة للأمة وبالنسبة لطالب العلم لاتحتاج إلى بيان، لأن أهمية الأمر مُجمع عليه ومُتفق على أن الأمة إذا لم يكن لديها عقيدة فهي أُمة ضائعة فاشلة، وطالب العلم إذا لم يُنَشئ نفسه على عقيدة فلن تكون له قضية يُدافع عنها ولا منهج يرجع إليه، ومن ثَمَّ فنحن ننتقل إلى صُلب هذه القضية التي نتحدث عنها وهي ما يتعلق بتعامل طلبة العلم مع قضية العقيدة وكتب العقيدة ونحو ذلك، ويمكن أن نتطرق إلى هذا الموضوع من خلال الأمور التالية:

الأمر الأول: هو طالب العلم لَمَا نقول طالب العلم والعقيدة فإننا نتحدث عن قضية مُحددة بالنسبة لنا نحن المسلمين ونقصد بالعقيدة (ال) هنا العقيدة المعتبرة وإلا فعند الإضافة فإن العقيدة تختلف، فأنت تقول عقيدة اليهود عقيدة النصارى عقيدة الرافضة وإذا أطلقت وقلت العقيدة فنقصد بها العقيدة المعروفة التي جاء بها هذا الإسلام والتي بينها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أعظم بيان، وجاء بيانها مُدللاً مؤصلاً كما قال الأئمة رحمهم الله تعالى وهي العقيدة التي فهمها الصحابة وهي التي انتقلت أيضاً إلى من بعدهم من التابعين وتابعيهم وسلفنا الصالح رحمهم الله تعالى وهي العقيدة التي ستبقى إلى آخر الزمان كما أخبرنا بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وعلى هذا فنقصد بالعقيدة ما كان مُعتبراً يصح الإنتساب إليه ويجب على المسلم اعتقاده وما يترتب على ذلك من ناحية كيفية طلب العلم لذلك المصادر الأصول القواعد التي تظبطه كل هذا تبع ومن ثَمَّ فإن بعض الناس يظن أن مسألة العقيدة ما هي إلا مسألة عَرَضية وبعض المعاصرين قد يجعلها نسبية وهذه هي النظرية المعروفة والتي حقيقة تُتَداول في هذه الأيام بعنوان (نسبية الحق) أو (نسبية العقيدة) ويظنون أن كل من اعتقد عقيدة مُقتنعاً بها فقد تكون حقاً وهذا منهج حقيقة جريئ على دين الإسلام الذي ختم الله به الرسالات ونُسخت به كل شريعة وكل دين وجاءة مُبينةً البيان التام حتى ترك صلى الله عليه وآله وسلم أُمته على مثل البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك وعلى هذا فينبغي أن يُعلم أن العقيدة التي يجب أن يتعلمها طالب العلم وأن يُدافع عنها هي عقيدة مُحددة المعالم واجبٌ عليه أن يؤمن بها وأن يعتقدها وأن يُدافع عنها ومن ثَمَّ فإن العقيدة يجب أن تتحول عنده إلى قضية يؤمن بها ويُدافع عنها وليست من المسائل العارضة وأنا أقول هذا لأن بعض من ينتسب إلى العلم أحياناً وخاصةً حين يُبتلى في هذه الأيام بما يُسمى بالتخصص حين يتخصص في جانبٍ من جوانب العلوم يظن أن تخصصه فيه هو الأعظم وهو المهم وينسى أن قضية العقيدة هي قضية أُمة لاينفك عنها المسلم في أي حالٍ من الأحوال وعليه فطالب العلم الذي يظن أنه يمكن أن يكون طالب علم بلا عقيدة سيكون طالب علم بلا قضية ولهذا السلف الصالح رحمهم الله تعالى ربطو العلوم بالعقيدة أي ربطو هذه العلوم حين أخذها وتعلمها ربطوها بالعقيدة فنهو الإنسان الذي يطلب العلم نهوه من أن يأخذ علمه عن المبتدعة حتى ولو كانت العلوم الأخرى إلا بقيودٍ وشروط أما أن يُصحب الأمر سائباً في الأمة يؤخذ عن كل من هب ودب فالسلف الصالح رحمهم الله تعالى قالوا لا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير