[نسبة التصوف]
ـ[لطف الله خوجه]ــــــــ[16 - 07 - 05, 11:45 ص]ـ
[نسبة التصوف]
مما لا يختلف فيه: أن الفكر الصوفي حادث في الإسلام .. !!.
فقد مر عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وجيل الصحابة رضوان الله عليهم، والتابعين، وتابعيهم رحمهم الله، دون أن يكون لهذا الفكر أثر واضح، حتى حدث وظهر في نهاية القرن الثاني، والصوفية يقرون بهذا، لكن من جهة اللفظ دون المعنى، يقول النواوي:
"فأما كلمة التصوف، فقد أجمع الكاتبون في هذا المقام على: أنها من الكلمات الاصطلاحية، التي طرأت في أواخر القرن الثاني للهجرة".
فالصوفية يقرون بأن مصطلح (الصوفية) حادث. لكنهم يقولون: الأحوال الصوفية موجودة منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم،
[نسبة التصوف]
مما لا يختلف فيه: أن الفكر الصوفي حادث في الإسلام .. !!.
فقد مر عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وجيل الصحابة رضوان الله عليهم، والتابعين، وتابعيهم رحمهم الله، دون أن يكون لهذا الفكر أثر واضح، حتى حدث وظهر في نهاية القرن الثاني، والصوفية يقرون بهذا، لكن من جهة اللفظ دون المعنى، يقول النواوي:
"فأما كلمة التصوف، فقد أجمع الكاتبون في هذا المقام على: أنها من الكلمات الاصطلاحية، التي طرأت في أواخر القرن الثاني للهجرة" [1].
فالصوفية يقرون بأن مصطلح (الصوفية) حادث. لكنهم يقولون: الأحوال الصوفية موجودة منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم، تمثلت في أهل الصفة. ولأجله ذهب بعضهم إلى أن أصل التصوف مشتق من (الصُّفّة)، وهو مكان كان يأوي إليه الفقراء في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم. ومن ترجم منهم لأئمة التصوف: جعل أبا بكر، وعمر، وعثمان، وعلي رضوان الله عليهم أوائل الصوفية، ونسب إليهم كلمات في المقامات والأحوال.
والوصف المشترك بين جميع من نُسبوا إلى التصوف من أئمة القرون الثلاثة الأولى هو: الزهد، والمجاهدة. الزهد في متاع الحياة الدنيا، ومجاهدة النفس لتهذيبها، ونفي عيوبها.
ونتيجة هذا: تمثل التصوف في الزهد والمجاهد. فكل زاهدٍ مجاهدٍ متصوفٌ، ومن له حال في الزهد والمجاهدة فهو: صوفي. هكذا قال بعضهم!!. لكنهم لم يتفقوا على رأي واحد في أصل كلمة "صوفية" واشتقاقها، فما قرره بعضهم نقضه آخرون، وقد رجعوا بالكلمة إلى أصول ستة أو سبعة، هي:
1 - الصفّة.
وبهذا قال أبو عبد الرحمن السلمي: "التصوف مأخوذ من أهل الصفة" [2].
وقال الكلاباذي: "وقال قوم: إنما سموا: صوفية. لقرب أوصافهم من أوصاف أهل الصفة، الذين كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم". [3]
وقال السهروردي: "وقيل: سموا صوفية. نسبة إلى الصفة .. وهذا وإن كان لا يستقيم من حيث الاشتقاق اللغوي، ولكنه صحيح من حيث المعنى، لأن الصوفية يشاكلهم حال أولئك، لكونهم مجتمعين متألفين، متصاحبين لله، وفي الله، كأصحاب الصفة" [4].
2 - الصفاء.
قال الكلاباذي: "قالت طائفة: إنما سميت الصوفية صوفية لصفاء أسرارها، ونقاء آثارها.
وقال بشر بن الحارث: الصوفي من صفا قلبه لله" [5].
وقال السهروردي: "قيل: كان الاسم في الأصل صفوي، فاستثقل ذلك فجعل صوفيا". [6]
وذكر نيكولسون: أن جمهور الصوفية ذهبوا إلى أن الصوفي مشتق من الصفاء، وأنه أحد خاصة الله، الذين طهر الله قلوبهم من كدورات الدنيا [7].
3 - الصف الأول.
قال الكلاباذي: "وقال قوم: إنما سموا صوفية. لأنهم في الصف الأول بين يدي الله عز وجل بارتفاع هممهم إليه، وإقبالهم عليه، ووقوفهم بسرائرهم بين يديه". [8]
وقال السهروردي: "سموا صوفية، لأنهم في الصف الأول بين يدي الله عز وجل، بارتفاع هممهم، وإقبالهم على الله تعالى بقلوبهم، ووقوفهم بسرائرهم بين يديه" [9]، كقول الكلاباذي.
4 - الصوف.
يقول الطوسي: " نسبوا إلى ظاهر اللبس، ولم ينسبوا إلى نوع من أنواع العلوم والأحوال التي هم بها مترسمون، لأن لبس الصوف كان دأب الأنبياء عليهم السلام، والصديقين، وشعار المساكين المتنسكين" [10].
¥