[الأصل التوحيد، فلماذا قال (وأن يكره أن يعود في الكفر)؟؟؟]
ـ[التائبة إلى الله]ــــــــ[10 - 11 - 05, 09:13 ص]ـ
صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن أحب عبدا لا يحبه إلا لله، ومن يكره أن يعود في الكفر، بعد إذ أنقذه الله، كما يكره أن يلقى في النار.)
وقد قال الله تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ) [الأعراف: 172]
و صح عنه أيضاً صلى الله عليه وسلم: (كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصراه، أو يمجسانه، كمثل البهيمة تنتج البهيمة، هل ترى فيها جدعاء .. )
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: أخذ الله تبارك وتعالى الميثاق من ظهر آدم بنعمان يعني عرفة فاخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالذر ثم كلمهم فتلا قال {ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيمة إنا كنا عن هذا غفلين} إلى آخر الآية
فإذا كان الإقرار بالتوحيد أمر فطري، والشرك حادث طاريء، فلماذا قال في حديث (حلاوة الإيمان) لفظة [يعود في الكفر بعد إذا أنقذه الله منه]؟؟؟؟؟
هل الحديث كان خاصاً بالصحابة الذين عاشوا بالجاهلية ثم من ّ الله عليهم بالإسلام
، مثلاً؟؟
فكيف يمكن التوفيق بأن الأصل التوحيد كفطرة، و عبارة (يعود في الكفر يعود في الكفر بعد إذا أنقذه الله منه) الواردة في الحديث الأول؟
نرجو التوضيح و الإبانة منكم وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو أحمد الهمام]ــــــــ[10 - 11 - 05, 06:40 م]ـ
يمكن اين يجاب عن هذا الاشكال
بان يقال ان هذا مخصوص بالصحابة باعتبار ان غالبيتهم كانوا مشركين ثم اسلموا رضي الله عنهم
ـ[أم حبيبة م. فهمي]ــــــــ[10 - 11 - 05, 07:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
ليس الصحابة بالذات
و لكن كل من كان على شرك أو كفر أو عدم التزام بالدين ثم عاد للدين مرة أخرى فهو ينطبق عليه الحديث ..
يعني انسان مثلا ولد مسلما و لكنه لا يعرف شيء عن الاسلام و عاش حياته في اللهو و المعاصي، ثم هداه الله تعالى بمنه و فضله، فمن حلاوة الايمان و صدق عودته أنه لم يعد يحب تلك المعاصي و لا يتمنى العودة إليها، و إذا تذكرها تشمئز نفسه ..
أرجو أن أكون قد وُفِّقت ..
اللهم ما كان من خير فمنك و ما كان من شر فمني و من الشيطان ..
جزاكم الله خيرا
أمة الله
ـ[التائبة إلى الله]ــــــــ[10 - 11 - 05, 09:26 م]ـ
جزيتم خيراً على اجتهادكم، وجوابكم يحتمل الصحة من وجوه، لكني أثق أن هناك جواب غير هذا. لكني لم أصل إليه، ننتظر الأجوبة من الأخوة
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[11 - 11 - 05, 12:08 ص]ـ
في القرآن آيات فيها المعنى نفسه
قال البغوي:
فإن قيل: ما معنى قوله: {أو لتعودن في ملتنا} {وما يكون لنا أن نعود فيها} ولم يكن شعيب قط على ملتهم حتى يصح قولهم ترجع إلى ملتنا؟.
قيل: معناه: أو لتدخلن في ملتنا فقال: وما كان لنا أن ندخل فيها
وقيل: معناه إن صرنا في ملتكم ومعنى عاد صار
وقيل: أراد به قوم شعيب لأنهم كانوا كفارا فآمنوا فأجاب شعيب عنهم
" تفسير البغوي " (1/ 257).
ـ[التائبة إلى الله]ــــــــ[11 - 11 - 05, 12:52 ص]ـ
أحسن الله إليك يا أيها الشيخ الكريم، يشرفني دخولك، و حسن جوابك واستدلالك، سهل الله لنا ولكم بالعلم طريقاً إلى الجنة.
ـ[المسيطير]ــــــــ[18 - 11 - 05, 01:41 م]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في القول المفيد على كتاب التوحيد (ج2/ 55) في باب قوله تعالى:" ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ".
قوله: " وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار ".
هذه الصورة في كافر أسلم، فهو يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه، كما يكره أن يقذف في النار، وأنما ذكر هذه الصورة، لأن الكافر يألف ما كان عليه أولاً، فربما يرجع إليه بخلاف من لا يعرف الكفر أصلاً.
فمن كره العَوْد في الكفر كما يكره القذف في النار، فإن هذا من أسباب وجود حلاوة الإيمان.