[هل كان الشيخ محمد عبده سلفيا في سنيه الاخيرة؟]
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[12 - 03 - 05, 11:07 م]ـ
قال الشيخ محمد رشيد رضا، في تفسير المنار عند تفسير قوله تعالى:" اولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملئكة والناس أجمعين "، البقرة آية 87، قال رحمه الله:" والأستاذ الإمام كان سلفي العقيدة في سنيه الأخيرة التي عرفناه فيها، فلا يبالي بإمضاء جميع الصفات على ظاهرها مع التنزيه ". انتهى.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[13 - 03 - 05, 09:17 ص]ـ
المدرسة الإصلاحية ... والتجديد
(لابد قبل الكلام عن المدرسة الإصلاحية التي قادها الأفغاني ومحمد عبده ومن تتلمذ عليهما في نهاية القرن الماضي وأوائل هذا القرن، وهل ينطبق عليها مفهوم التجديد أم لا؟ أن نعود مرة ثانية إلى تعريف التجديد وتحديد مضمونه وأن نفرق أيضاً بينه وبين (التطوير) أو (العصرانية) حتى لا يختلط الأمر وتلتبس المفاهيم.
عودة إلى معنى التجديد:
جاء في العددين الأول والثاني من (البيان) حول معنى التجديد:
"فتجديد الدين يعنى إعادة نضارته ورونقه وبهائه وإحياء ما اندرس من سننه ومعالمه ونشره بين الناس، ويكون التجديد بإحياء الفرائض المعطلة، وإزالة ما علق بهذا الدين من الآراء الضالة والمفهومات المنحرفة، وتخليص العقيدة من الإضافات البشرية لتفهم بالبساطة التي فهمها سلف هذه الأمة، وإحياء الحركة العلمية في مجال النظر والاستدلال، والعمل على صياغة حياة المسلمين صياغة إسلامية شرعية".
وجاء في كتاب (مفهوم تجديد الدين): "إن التجديد يشمل حفظ نصوص الدين الأصلية صحيحة نقية، ونقل المعاني الصحيحة للنصوص وإحياء الفهم السليم لها، والسعي للتقريب بين واقع المجتمع المسلم في كل عصر، وبين المجتمع النموذجي الأول الذي أنشأه الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وإحياء مناهج ذلك المجتمع في فهم النصوص والاجتهاد، كما يشمل التجديد تصحيح الانحرافات النظرية والفكرية والعملية والسلوكية وتنقية المجتمع من شوائبها" (1).
التطوير أو العصرانية:
"إذا كان التجديد يعني الإحياء والعودة إلى منهج المجتمع النموذج في فهم النصوص فإن التطوير يعني أن التقدم العلمي والثقافة المعاصرة يستلزمان إعادة تأويل التعاليم الدينية على ضوء المفاهيم الفلسفية والعلمية المعاصرة" (2).
وقد عرفت حركة تطوير الفكر الديني الغربي باسم (العصرانية) وهي تطويع مبادئ الدين لقيم الحضارة الغربية ومفاهيمها، وإخضاعه لتصوراتها ووجهة نظرها في شؤون الحياة، ومنذ أوائل القرن التاسع عشر ظهر في أوربا نزعات بين صفوف اليهود والنصارى سميت بالتحررية أو الإصلاحية، وهدفها إعادة تفسير مفاهيم الدين في ضوء ما يسمى معارف العصر، فقالوا:
إن الشريعة الإلهية رغم أنها موحى بها من عند الله فهي موقوتة بظروفها التي جاءت بها وليست دائمة. وفرقوا بين (الإلهي) و (البشري) وأعطوا الثاني حق التطوير والمعرفة الجديدة في كل عصر أو (الوحي المتطور)، وأنكروا معجزات عيسى عليه السلام مثل إحياء الموتى وتكثير الطعام، كما أنكر بعضهم ألوهية المسيح (وهذه من حسناتهم) وفي سبيل هذا المبدأ راحوا يقترحون ويخترعون أي فكرة لتطوير الدين وجعله ملائمًا لعصرهم. فقالوا بفكرة (الروح)، و (الشكل) فروح الدين دائمة وأما شكله فهو متغير، ونادى بعضهم بالحلول حتى يعطي لكل كلمة يقولها فيلسوف قيمة الوحي الإلهي. وظهر بين صفوف المسلمين من يمثل هذه الروح وراح يعبث بالنصوص يؤولها حسب هواه وحسب انهزاميته أمام الغرب وعلى رأس هؤلاء سيد أحمد خان الهندي.
وإذا اضطر كتاب اليهود لتأويل نصوص كتبهم وتفسيرها تفسيراً لا يتعارض مع التقدم العلمي فقد يكون لهم بعض العذر في ذلك لما في كتبهم المحرفة من تناقض واضطراب وقصص ومقولات تستعصي على الفهم، وتناقض العقل تناقضاً صريحاً، إذا اضطروا إلى ذلك فليس للمسلمين أي عذر أو أي مبرر للمحاولات المكشوفة للتقرب من الغرب، والتظاهر بأن الإسلام لا يتعارض مع حضارتهم، ذلك أن الإسلام محفوظ بحفظ الله، سواء أكان ذلك بحفظ النصوص من القرآن والسنة، أو طريقة فهم هذه النصوص، والقواعد التي وضعت لاستنباط الأحكام والاجتهاد تعطي العلماء المرونة الكافية لفهم كل عصر وبيان ما هو حق وما هو باطل، دون خضوع لضغوط العصر ومشكلاته.
¥