[هل يوصف الله عز وجل بالتعجب؟ ما رأيكم في هذه العبارة المنقولة؟]
ـ[عبد السلام بن محمد - أبو ندى]ــــــــ[10 - 07 - 05, 10:46 ص]ـ
مشايخنا الكرام
السلام عليكم 00
وقعت على هذه العبارة في كتب (المعجم المفصل في النحو العربي) من مجموعة الخزانه اللغوية , إعداد: الدكتورة عزيزة فوال بابستي 0
مادة (التعجب)
" لغة: مصدر تعجّب: اندهش 0
وصطلاحا: هو شعور داخلي تنفعل به النفس حين تستعظم أمرا نادرا , أو لا مثيل له , مجهول الحقيقة , أو خفي السبب ,
ولا يتحقق التعجب إلا باجتماع هذه الأمور كلها 0
وقد يكون للشعور الداخلي آثار خارجية كالتي تظهر على الوجه , أو على غيره 0
ولا بد أن يكون سبب التعجب خفيّاً , لهذا يقال (إذا ظهر السبب بطل العجب)
ولهذا لا يوصف الله تعالى بأنه متعجب إذ لا يخفى عليه شئ , وإذا ظهر في قوله تعالى أو في الحديث الشريف ما ظاهره على أنه للتعجب فيكون المراد:
إما توجيه المراد إلى العجب والدهشة أو الرضا والتسليم بأمره تعالى 0 ا هـ
ما رأيكم حفظكم الله؟
ـ[حارث همام]ــــــــ[10 - 07 - 05, 12:34 م]ـ
الأخ الكريم ..
الكلام الذي ذكرته الدكتورة وفقها الله غير دقيق.
وفيه خلط -كخلط عامة النفاة- بين الأصل اللغوي وبين الاستعمال الظاهر الذي يجري في حق المخلوق. أما الظاهر المتعلق بالرب سبحانه وتعالى فيليق به لايلزم منه ما لزم بعض الخلق.
وبيان ذلك أن التعجب قد يكون معه اندهاش، وهذا قد يكون للإنسان، ولهذه العلاقة بين تعجب المرء واندهاشه عبر بعض اللغويين به عنه، فساغ استعماله في هذا المعنى، مع أن أصل معنيهما متباين كما سيأتي.
فالاندهاش من دهش وهي كلمة لايقاس عليها فيقال دُهش إذا بُهت. أفاده ابن فارس.
بينما التعجب من عجب وهو أصل يدل هنا على كبر أو استكبار، ومنه العُجب (التكبر) ومنه العَجب تقول عجِب يعجَب عَجباً وأمر عجيب إذا استكبرته واستعظمته.
هذا هو الأصل اللغوي كما أفاد ابن فارس، وأما استعماله في حق من بهت أو اندهش أو بدا له ما لم يكن يعلم فأمر زائد عن أصل المعنى اللغوي الذي نثبته لله تعالى كما أثبته لنفسه وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم.
فأهل السنة يعنون بإثباتهم المعنى القدر المشترك الكلي وهو الذي يدل عليه أصل الوضع اللغوي لا الاستعمالات التي أجري فيها والتي يراعى فيها اقتران الفعل أو الصفة أو الاسم بالمخلوق الذي غالباً ما تضاف إليه. كما أنهم يثبتون لله تعالى معنا حقيقيا إضافة إلى المعنى المشترك الكلي يليق به سبحانه نعلم منه ما جاء النص به، ولا يتمحلون فيخضون فيما سكت النص عنه نفياً أو إثباتاً.
================================================== ==============
ومن باب تتميم الفائدة أنقل هنا كلام الشيخ علوي السقاف حول هذه الصفة في كتابه الماتع صفات الله عزوجل الواردة في الكتاب والسنة، قال حفظه الله: "الْعَجَبُ
صفةٌ من صفاتِ الله عَزَّ وجلَّ الفعليَّة الخبريَّة الثابتة له بالكتاب والسنة.
• الدليل من الكتاب:
1 - قوله تعالى: ?بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ? [الصافات: 12].
قال ابن جرير في ((التفسير)): ((قوله: ?بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ?؛ اختلفت القرَّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرَّاء الكوفة: ?بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُونَ?؛ بضم التاء من ?عَجِبْتَ?؛ بمعنى: بل عظم عندي وكبر اتخاذهم لي شريكاً وتكذيبهم تَنْزيلي وهم يسخرون، وقرأ ذلك عامة قرَّاء المدينة والبصرة وبعض قرَّاء الكوفة ?عَجِبْتَ?؛ بفتح التاء؛ بمعنى: بل عجبت أنت يا محمد ويسخرون من هذا القرآن.
والصواب من القول في ذلك أن يقال: إنهما قراءتان مشهورتان في قرَّاء الأمصار، فبأيتهما قرأ القاريء؛ فمصيب.
فإن قال قائل: وكيف يكون مصيباً القاريء بهما مع اختلاف معنييهما؟! قيل: إنهما وإن اختلف معنياهما؛ فكلّ واحد من معنييه صحيح، قد عجب محمد مما أعطاه الله من الفضل، وسخر منه أهل الشرك بالله، وقد عجِب ربنا من عظيم ما قاله المشركون في الله، وسَخِر المشركونَ مما قالوه)) اهـ.
¥