[التعليقات المفيدة على أخطاء شائعة في العقيدة لأبي محمد الألفي حفظه الله]
ـ[أبو حازم فكرى زين]ــــــــ[11 - 06 - 05, 06:08 م]ـ
الحمد لله ثم اما بعد
صدر حديثاً عن دار العقيدة بالأسكندرية
كتابٌ طيب، وبحثٌ جيد للشيخ / أبو عمار أحمد بن السيد بن على بعنوان " أخطاء شائعة في العقيدة "
بتقديم الشيخين الجليلين أبي محمد أحمد محمد شحاته الألفي السكندري، و الدكتور ياسر برهامي " حفظهما الله"
وكانت للشيخ أبي محمد الألفي تعليقاتٌ نفيسة، ودررٌ بهية، و بحوث جيدة في ثنايا هذا الكتاب الجيد، فرأيت أن أنقل بعضها تقريباً للنفع، و إكمالاً للفائدة، حتى ينتفع بها اخواني رواد هذا الملتقى المبارك " ملتقى أهل الحديث"
قال الشيخ أحمد السيد (ص 77): قال شيخنا الشيخ أبو محمد أحمد شحاته السكندري – حفظه الله -: ربما يتوهم من لا معرفة له بدلائل الأخبار، أن من الدليل على جواز الاستعانة بالميت و دعائه و ندائه، ما أخرجه علي بن الجعد ((المسند)) (1/ 369/2539) قال: أنا زهير عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن سعد قال: كنت عند ابن عمر فخَدِرت رجله، فقلت له: يا أبا عبد الرحمن! ما لرجلك؟ قال: اجتمع عصبها من هاهنا، قلت: ادع أحبَّ الناس إليك، قال: يا محمد، فانبسطت.
وللرد على هذا الدليل، نقول و الله المستعان:
أولاً: هكذا روى زهير بن معاوية هذا الحديث بهذا اللفظ: " ادع" و خالفه سفيان الثوري على لفظه، وإن وافقه على إسناده و سياقته، فقد قال " اذكر " و فيه قال ابن عمر " محمد " و لم يقل " يا محمد " كما قال زهير.
فقد أخرجه البخاري ((الأدب المفرد)) (964): حدثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن سعد قال: خَدِرت رجل ابن عمر، فقال له رجل: اذكر أحبَّ الناس اليك! فقال: محمد
و سفيان الثوري أضبط و أحفظ الناس لحديث أبي إسحاق السبيعي، ولا يعدل به زهير بن معاوية، وإن لم يتخلف عن التوثيق و العدالة، وكلاهما احتج به الشيخان في " صحيحيهما " في رواية عن السبيعي. وهناك تفاوت واضح بين لفظتي " اذكر" و "ادع" في المعنى والدلالة و الحكم المستفاد، ففي الأول جواز ذكر أحب الناس عند حلول البلاء، فلعله يعني لئن أصابك البلاء فلقد ابتلى أحبَّ الناس إليك فلتصبر كما صبر، ولهذا بادر ابن عمر بتذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولربما يستفاد منه مشروعية الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم عند اشتداد البلاء.ثانياً: إذا بان أن المعنى الصحيح هو تذكر أحب الناس على وجه التأسي و الاقتداء، لئلا يعتقد المبتلى أنه متفرد في سبيل الابتلاء، فقد انتفى ما توهمه من لا معرفة له بدلالة الحديث، من أن معناه جواز دعاء الميت و سؤاله، سيما و الصحيح أن ابن عمر قال " محمد" و لم يقل " يا محمد"
ثالثاً: هذا المعنى الصحيح الذي قررناه هو الموافق للأصول ((أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ)) (النمل:62) ((وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ)) (الأنعام: 17).
وقد صح من حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له " يا غلام احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله و إذا استعنت فاستعن بالله "
صحيح: أخرجه أحمد (1/ 293)، والترمذي (2516)، وبو يعلى (4/ 430/2556)، والطراني ((الكبير)) (12/ 238/12988) و اللالكائي ((أصول الاعتقاد)) (1595)، والبيهقي ((شعب الإيمان)) (1/ 217/195)، وابن منده ((معرفة أرداف النبي)) (ص 24)، والضياء المقدسي ((الأحاديث المختارة)) (10/ 22/12) من طرق عن الليث بن سعد حدثني قيس بن الحجج عن حنش الصنعاني عن ابن عباس به. و يروى من غير وجه عن ابن عباس، وليس ذا موضع بسط تخريجه.
و أما ما يروى عن عتبة بن غزوان عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: " إذا ضل أحدكم شيئاً أو أراد أحدكم غوثاً، فليقل: يا عباد الله أغيثوني ... يا عباد الله أغيثوني. فإن لله عباداً لا نراهم " رواه الطبراني.
فللرد على هذا الدليل نقول و الله المستعان:
يتبع بإذن الله تعالى
ونقله محبكم
أبو حازم فكري زين العابدين السكندري.
.
ـ[أبو علي]ــــــــ[11 - 06 - 05, 06:52 م]ـ
ما يتعلًَّق بحديثِ ابن عمرَ -رضيَ الله عنهُ-:
من عادة العرب أنَّ من خدرت رجله تذكّر من يحبّ ليذهب ما بها.
ولهم في ذلك أشعار كثيرة قال النّوويُّ في الأذكار: (وروينا فيه –أي ابن السني- عن إبراهيم بن المنذر الحزامي أحدِ شيوخ البخاري الذين روى عنهم في صحيحه قال: أهلُ المدينة يَعجبون من حُسن بيت أبي العتاهية:
وتَخْدرُ في بعضِ الأحايينِ رِجْلُهُ ... فإنْ لم يَقلْ يا عُتْب لم يذهبِ الخَدَر)
وسبب ذلك أنَّ ذكر الحبيب يولِّد حرارةً في الجسم وهذه تدفع الطبيعة.
وقد بسط هذه المسألة الألوسيُّ -رحمه الله تعالى- في كتابه العجاب (بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب) وأكثر من الاستشهاد لها من أشعار العرب.
والله أعلم
¥