تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل يمكن أن يأتى الصحابى ببدعة؟]

ـ[أبو دجانة السلفي]ــــــــ[05 - 11 - 05, 08:04 ص]ـ

السلام عليكم

إخوانى الكرام عندى إشكال فى فهم الأحاديث التى فيها أفعال للصحابة -على وجه العبادة- لم يفعلها النبى عليه الصلاة والسلام و لم تكن من هديه - و التى يستشهد بها كثير من المبتدعة-

فمثلا حديث الرجل الذى كان يقرأ لأصحابه فى صلاتهم فيختم ب (قل هو الله أحد) فهل هذه العبادة قبل إقرار النبى لها تعتبر فى حق هذا الصحابى بدعة

و كذلك حديث عمرو بن العاص ( ... أقيموا حول قبرى قدر ما تنحر جزور الحديث) و إن كان هذا اجتهاد خاطئ من هذا الصحابى الجليل كما قال الشيخ بن العثيمين رحمه الله و لكن هل يسمى ذلك بدعة؟ أرجو التفصيل

ـ[أحمد أبو عرجه]ــــــــ[05 - 11 - 05, 05:36 م]ـ

لا يا أخي فاجتهادات العلماء لا تسمى بدعة فضلاً عن اجتهادات الصحابة.

و هذه الاجتهادات اما اقروا عليها او نهوا عنها , والقاعدة في معرفة البدعة من غيرها والله أعلم هي: ان يكون بالامكان فعلها في عهد النبوي ولم يفعلها الرسول عليه الصلاة و السلام ولا الصحابة دون وجود مانع

ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[05 - 11 - 05, 08:48 م]ـ

الصواب أن البدعة هي ما خالف هدي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهدي أصحابه رضي الله عنهم

وعليه فلا يتصور صدور بدعة من صحابي

وأفعال الصحابة رضي الله عنهم _ التي صح إسنادها إليهم _ في باب العبادة وصفتها ومقدارها وزمانها ومكانها ونحو ذلك لها حكم الرفع لأنه مما لا يقال من قبل الرأي

فإذا لم يوجد معارض فنقتدي بهم فيها ولا إشكال بحمد الله، ومن أمثلته دعاء أنس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عند ختم القرآن، والتكبير في العيدين بالصيغة المأثورة عن ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أو عن سلمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، والمراد بالمعارض هنا المعارض الخاص في تلك المسألة بعينها، فلا يصح الاعتراض على هدي الصحابة رضي الله عنهم بمثل حديث من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد، ونحوه من النصوص العامة.

وإذا وجدنا معارضا لفعل الصحابي كثبوت مخالفته لهدي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، أو كإنكار غيره من الصحابة عليه، ونحو ذلك، ومن أمثلة ما له معارض تطبيق ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في الركوع، وتتبع ابن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - مواضع صلاة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في الطريق بين مكة والمدينة، وتعريف ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في الأمصار

فهنا يكون الأمر من باب تعارض الأدلة فإما نجمع بين الدليلين وإما نقول أحدهما منسوخ وإما نرجح بينهما، لكن لا يوصف فعل الصحابي بأنه بدعة بحال من الأحوال.

ـ[أبو دجانة السلفي]ــــــــ[06 - 11 - 05, 12:11 ص]ـ

بارك الله فيكم

و لكن بالنسبة لهذين الحديثين

الأول فيه ان الصحابى كان يختم فى صلاته ب قل هو الله أحد و هو يعلم أن ذلك ليس من هدى النبى صلى الله عليه وسلم و معلوم ان العبادة توقيفية فكيف فعل ذلك ابتداءا؟

الحديث الثانى فيه ان عمرو بن العاص رضى الله عنه أمر أهله بشئ لم يكن من هدى النبى صلى الله عليه وسلم -ان يقيموا حول قبره قدر ما تنحر جزور - و قد بين الشيخ بن العثيمين رحمه الله فى شرحه لرياض الصالحين أن هذا كان اجتهادا من عمرو بن العاص -رضى الله عنه- لا نوافقه عليه و لم يكن هذا هدى النبى صلى الله عليه وسلم

المشكله أن مثل هذا الحديث و الذى قبله يستشهدون به أهل البدع لبيان شرعية بدعهم

اتفق معك أخى أحمد ان اجتهادات العلماء لا تسمى بدعة فضلاً عن اجتهادات الصحابة و لكن كيف الأمر اذا جاءك مبتدع و قال: كما أن الصحابى اجتهد فى فعل عبادة لم تكن من هدى النبى صلى الله عليه وسلم كذلك اجتهد أنا و إن قلتم أن النبى أقر الصحابى فى الحديث الأول فهو لم يقر عمرو بن العاص فى الحديث الثانى ثم ان الصحابى الأول لما فعل ما فعل هل كان مبتدعا قبل إقرار النبى صلى الله عليه وسلم له؟

كما ان فعل هذا الصحابى الذى - يختم بقل هو الله أحد -له مقتضى فى زمان النبى صلى الله عليه وسلم وهو محبة صفة الرحمن التى اشتملت عليها السورة مع ذلك لم يكن هذا هديه صلى الله عليه وسلم

و كذلك فعل عمرو بن العاص له مقتضى و هو الإستئناس و لم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم

فكيف نجيب على الحديثين؟

و أرجو ألا تفهموا أنى أهدف إلى تبديع الصحابة أو الإساءة بهم و لكنى أريد سد باب من أبواب أهل البدع

ـ[عبدالعزيز المغربي]ــــــــ[06 - 11 - 05, 12:46 ص]ـ

أخي الكريم دجانة،

الأول فيه ان الصحابى كان يختم فى صلاته ب قل هو الله أحد و هو يعلم أن ذلك ليس من هدى النبى صلى الله عليه وسلم و معلوم ان العبادة توقيفية فكيف فعل ذلك ابتداءا؟

هذا يدخل في السنة التقريرية ولا مجال للبدعة فيه، وكل ما فعله الصحابة رضي الله عنهم في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وعلم به، فما أقره أو سكت عنه فهو سنة داخل تحت عموم قوله صلى الله عليه وسلم "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يو القيامة" ومن ذلك الحديث في الصدقة، والحديث في حمد الله قبل الصلاة

وما رده صلى الله عليه وسلم فهو مردود

فلما كانت حجة الوداع كان تمام الشريعة الإسلامية، وقيد عموم الحديث السابق بقوله صلى الله عليه وسلم (فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الهادين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجد) وبهذا تسد كل الطرق أمام البدعة والمبتدعين

والله أعلم

والمسألة تحتاج إلى زيادة تدقيق وتحقيق ولعل إخواننا يمدون يد العون، والله الموفق

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير