[هل يوجد من أهل السنة من لا يرى السكوت عما شجر بين الصحابة]
ـ[بسام قاروت]ــــــــ[02 - 05 - 05, 11:57 م]ـ
سمعت من أحد الدعاة المعروفين في العالم الإسلامي أن بعض أهل السنة والجماعة لا يرون السكوت فيما شجر بين الصحابة رضوان الله عليهم ولهذا
فقد قص ما حدث في وقعة الجمل وصفين في أشرطة كاسيت ولكنه منع توزيعها في السعودية لأن الشيخ بن باز رحمه الله أنكر عليه ذلك على حد وصفه ..
فهل كلامه صحيح؟
بارك الله فيكم
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - 05 - 05, 10:16 ص]ـ
هذا الداعية الذي قلت ليس بذاك المعروف بالعلم، وعلى أشرطته تلك عدة ملاحظات، هي التي جعلت العلماء ينفرون منها ..
وفي هذا النقل فائدة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الواسطية:
الآثار المروية في مساوئهم منها ما هو كذب، ومنها ما قد زيد فيه ونقص وغير عن وجهه
والصحيح منه هم فيه معذورون: إما مجتهدون مصيبون، وإما مجتهدون مخطئون
وهم مع ذلك لا يعتقدون أن كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الإثم، وصغائره؛ بل يجوز عليهم الذنوب في الجملة، ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر عنهم إن صدر حتى إنهم يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم لأن لهم من الحسنات التي تمحو السيئات مما ليس لمن بعدهم
وقد ثبت بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنهم خير القرون وأن المد من أحدهم إذا تصدق به كان أفضل من جبل أحد ذهبا ممن بعدهم".
ثم إذا كان قد صدر من أحدهم ذنب فيكون قد تاب منه أو أتى بحسنات تمحوه أو غفر له بفضل سابقته أو بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم الذي هم أحق الناس بشفاعته أو ابتلي ببلاء الدنيا كفر به عنه فإذا كان هذا في الذنوب المحققة فكيف الأمور التي كانوا فيها مجتهدين إن أصابوا فلهم أجران وإن أخطأوا فلهم أجر واحد والخطأ مغفور ثم القدر الذي ينكر من فعل بعضهم قليل نزر مغفور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم من الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله والهجرة والنصرة والعلم النافع والعمل الصالح ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة وما من الله عليهم به من الفضائل علم يقينا أنهم خير الخلق بعد الأنبياء لا كان ولا يكون مثلهم وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم وأكرمها على الله.اهـ
ولعلك تراجع ما كتب في الشروح، والكف عن الحديث فيما بين الصحابة من الفتن هو المتعين علينا.
ورحم الله عمر بن عبد العزيز عندما قال:تلك دماء طهر الله منها سيوفنا فلا تخضب بها ألسنتنا.
ومن فوائد الشيخ البراك حفظه الله
ما حكم التحدث والكلام في ما وقع بين الصحابة – رضوان الله عليهم - من فتنة تسببت في مقتل عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب – رضي الله عنهما -؟
لا يجوز الخوض في ذلك لمجرد قضاء الوقت وشغل المجالس به، فإن من منهج أهل السنة والجماعة الإمساك عما شجر بين الصحابة، ولكن إذا دعت الحاجة إلى الكلام في ذلك فيجب أن يبين ما يجب لأصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام من الاحترام، ويبين أن ما يروى في التاريخ ليس كله صحيحاً، بل منه ما هو كذب، ومنه ما زيد فيه ونقص وغٌيِّر عن وجهه، وما صح من ذلك فإنه محمول على أنهم فيه مجتهدون إما مصيبون أو مخطئون فهم على كل حال مأجورون على اجتهادهم وعلى الصواب، فمن اجتهد وأصاب فله أجران، ومن اجتهد وأخطأ فله أجر، كما جاء عن النبي – عليه الصلاة والسلام – في شأن الحكام، كما في صحيح البخاري (7352)، ومسلم (1716)، وأما الخوض في ذلك لمجرد التسلي بالحكايات والروايات كما فعل بعض المؤرخين وسردوا كثيراً من هذه الأحداث وسجلوها وروجوها فهذا غلط من المؤرخ ومن سجل له وروج ذلك، فإن كثيراً من الناس إذا سمع هذه الأخبار يتغير شعوره نحو الصحابة – رضي الله عنهم - بسبب جهله، وكذلك أصحاب الأهواء الذين يبغضون الصحابة فإنهم يفرحون بمثل هذا. والله أعلم. اهـ
وقد تكاترت النصوص في الكتاب والسنة، والنقول عن السلف والخلف بتعظيم حقهم، والكف عن كل ما قد يجر لتنقصم، والطعن فيهم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 - 05 - 05, 10:33 ص]ـ
لا أظن الداعية قد ذكر ما ذكر من قصص بغاية التنقص من الصحابة رضي الله عنهم بل كان يدافع عنهم، لكن وقع بأخطاء مثل نقله لروايات باطلة لأنه ليس من أهل الاختصاص. وكان عليه أن يستشيرهم. كما قال تعالى: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[03 - 05 - 05, 02:27 م]ـ
وكذلك لو نقل الرويات الصحيحة، فلا يصح نقل هذه الخلافات للعامة
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 - 05 - 05, 06:25 م]ـ
ليس في الحقيقة ما نخافه. وقد فعل ذلك الشيخ الخميس فما عابه أحد.
ـ[بسام قاروت]ــــــــ[03 - 05 - 05, 08:01 م]ـ
بارك الله فيكم وأشهد الله أني أحب صحابة نبيه صلى الله عليه وسلم حبا جما
والسكوت عما شجر بينهم رضوان الله عليهم هو الصواب
ويبدو أن هذا الداعية قد تسرع في إخراج هذه الأشرطة هداه الله للحق ..
¥