تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أفيدوني حول حول حقيقة الإيمان ومعناه]

ـ[معاذ عبدالله]ــــــــ[13 - 07 - 05, 10:22 م]ـ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبعد:

كثر البحث والجدل - خاصة بين الفرق الكلامية - حول حقيقة الإيمان ومعناه، هل الإيمان هو التصديق؟ أو هل هو المعرفة؟ هل الإيمان مجرد الإقرار باللسان؟ وهل العمل داخل فيه أم لا؟

فينما يرى أهل السنة أن الإيمان إقرار باللسان، واعتقاد بالجنان، وعمل بالأركان

يرى الخوارج والمعتزلة: أن الإيمان قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان، والعمل شرط في الإيمان

أما الكرَّامية والمرجئة فقد ذهبوا إلى أن الإيمان تصديق القلب فحسب، وقالوا بأن من اعتقد الكفر بقلبه وأقر بلسانه فهو مؤمن - وقاعدتهم الشهيرة في ذلك تقول لا ينفع مع الكفر طاعة كما لا يضر مع الايمان معصية.

ويذهب الأشاعرة والماتريدية الى أن الإيمان هو تصديق القلب، أما الإقرار باللسان فأمر زائد، وقد حكى الإمام الباقلاني الإجماع علي أن الإيمان هو تصديق القلب فقال: "فإن قال وما الدليل على ما قلتم؟ قيل: إجماع أهل اللغة قاطبة على أن الإيمان في اللغة قبل نزول القرآن وبعثة النبي صلى الله عليه وسلم هو التصديق

فهل يلزم علي ذلك أن كل من لم ينطق بالشهادتين وهو مَصَّدق بقلبه بصدق الرسول وصحة دينه فهو مؤمن: كأبي طالب وأهل الكتاب من اليهود والنصارى … مع الاتفاق على كفرهم، وأنهم من أهل النار خالدين فيها.

*وكذلك هل يلزم عليه أن من صدَّق بقلبه بالله ورسله .. ثم لم يصلِّ، ولم يصم، ولم يحج، أو لم يزكِّ سواءً جاحداً أو متعمداً من غير جحود .. أنه المؤمن الكامل؛ لبقاء التصديق بقلبه.

*وهل يلزم عليه أن من صدق بقلبه ثم أتى ناقضاً من نواقض الإسلام من السحر أو الشرك أو الاستهزاء بالدين .. أنه مؤمن، لبقاء أصل التصديق بالله في قلبه وهذه من أفسد اللوازم على قولهم.

وهذه اللوازم ذكرها بعض علمائنا

هل بالفعل كل ذلك يلزم الأشاعرة والماتريدية - انها ان لزمتهم لزم على ذلك أشياء في غاية الخطورة - فهل غفل الأشاعرة والماتريدية عن مثل هذه اللوازم ... ؟

اني بحاجة شديدة الى من يوضح لي هذه المسألة توضيحا جليا ... فقد التبس الأمر علي ... وجزاكم الله خيرا

ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[13 - 07 - 05, 11:07 م]ـ

هذا بحث مبسط كنت قد أعددته قديما ففيه الإجابة على ما يشغلكم

الإيمان

الإيمان لغة ـ كما ورد في لسان العرب مادة "امن"ـ ضد الكفر، والإيمان بمعنى التصديق ضده التكذيب، يقال آمن به قوم وكذب به قوم. وقال اللحياني: يقال: ما آمنت أن أجد أحد أصحابي إيمانا أي: ما وثقت، والإيمان عنده الثقة.

فأما آمنته المعتدي، فهو ضد أخفته؛ وفي التنزيل "وآمنهم من خوف"، وحد اللحياني الإيمان فقال: الإيمان إظهار الخضوع والقبول للشيء المؤمَن به واعتقاده وتصديقه بالقلب (1).

إذن فالإيمان هو التصديق بشيء ما، تصديقا لا يقبل النقض ولا التغيير مع الخضوع والإذعان التّامّيْن له.

- أما في الإصطلاح:

فإن الإيمان هو التصديق بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح وقد نقل الإجماع على هذا غير واحد كالإمام البغوي وابن عبد البر والإمام الشافعي وأبو عمر الطلمنكي وشيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهم كثير.

قال ابن أبي العز الحنفي: (فذهب مالك والشافعي وأحمد والأوزاعي وإسحاق بن راهويه، وسائر أهل الحديث، وأهلُ المدينة، وأهل الظاهر، وجماعة من المتكلمين: إلى أن الإيمان تصديق بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالجوارح) (2).

وقال أبو عبيد بعد استفاضته في سرد الأدلة: (فالأمر الذي عليه السنة عند ما نص عليه علماؤنا، مما اقتصصنا في كتابنا هذا أن الإيمان بالنية والقول والعمل جميعا) (3) وقال: (وعلى مثل هذا كان سفيان والأوزاعي ومالك بن أنس، ومن بعدهم من أرباب العلم وأهل السنة الذين كانوا مصابيح الأرض وأئمة العلم في دهرهم، من أهل العراق والحجاز والشام وغيرها، زارّين (4) على أهل البدع كلها، ويرون الإيمان قولا وعملا) (5)

وقال البغوي: (اتفقت الصحابة والتابعون، فمن بعدهم من علماء السنة على أن الأعمال من الإيمان، وقال رحمه الله: وقالوا إن الإيمان قول وعمل وعقيدة، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية) (6)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير