تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ما هي طريقة الدعوة الصحيحة؟

أن السائر على طريق الدعوة إلى الله ويتيقن في دعوته أن عليه أن يبدأ بالأهم فالمهم ويتدرج في دعوته ليكون أدعى إلى قبولها.

فيبدأ بالتوحيد الذي هو أوجب المهمات فلا يبدل التوحيد بغيره من أمور الدنيا الفانية. فنحن بحاجة إلى التوحيد، فالتوحيد أولا و آخراً.

وبعد أن يتعلم الناس التوحيد: نتوجه إلى تعليمهم أمور دينهم و دنياهم، فقد يعيش المسلم في حياته ويسمع في أمور الحياة الكثير الكثير؛ لكنه لا يعرف كيف يصلي ولا يعلم كيفية الوضوء.

وقد يقول القائل:

نحن موحدون لله، فلسنا بحاجة لتعلم التوحيد.

فأقول:

كم منا من يجهل كثيرا من أمور التوحيد ويقع في خلافها، كم هم الذين يذهبون للسحرة؟ هم الذين يقعون في أخطاء من التبرك وقد يكون بعضهم من أهل التدين؟ كم منا من يقع في الخطأ في أسماء الله وصفاته وهو لا يشعر؟ فالله عز وجل لا يوصف بغير اسم له أو صفة ـ وإن اشتهرت بين الناس ـ. فمثلاً: قولنا: يا ستار؛ هذا خطأ عظيم، فستّار ليس اسماً من أسماء الله، بل هو:

" سِتِّير ".

شرط الدعوة إلى الله:

أن على الداعية إلى الله عز وجل أن يدعو {عَلَى بَصِيرَةٍ}.

قال ابن كثير رحمه الله:- " يدعو إلى الله بشهادة أن لا اله إلا الله على بصيرة من ذلك و يقين و برهان هو وكل من اتبعه يدعو إلى ما دعا إليه الرسول صلى الله عليه وسلم على بصيرة و برهان شرعي، فيدعو على علم و هدى فتتضمن دعوته الإخلاص والعلم لان اكثر ما يفسد الدعوة عدم الإخلاص أو عدم العلم و يشمل العلم بالشرع و العلم بحال المدعو و العلم بالسبيل الموصل إلى المقصود وهو الحكمة.

كيف نتعامل مع المدعوين:

ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى مراتب الدعوة وجعلها ثلاثة أقسام بحسب حال المدعو:

قال العلامة ابن القيم في معنى قوله تعالى: {اُدْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}

1 - إما أن يكون طالباً للحق محباً له مؤثراً له على غيره إذا عرفه، فهذا يُدعى بالحكمة و لا يحتاج إلى موعظة و جدال

2 - إما أن يكون مشتغلاً بضد الحق لكن لو عرفه آثره واتبعه؛ فهذا يحتاج إلى الموعظة بالترغيب و الترهيب.

3 - إما أن يكون معانداً معارضاً؛ فهذا يجادَل بالتي هي أحسن.

أهمية معرفة أحوال المدعوين:

كلما تهيأ الداعية للدعوة، وتعرف على أحوال من يريد دعوتهم؛ فإن ذلك يمكنه من مناظرتهم.

ولئلا يُبتلى بمَن يورِد شبهة؛ فعليه الاحتراز من الشبه والحرص على طلب العلم، ودليل ذلك أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين بعث معاذاً إلى اليمن قال له: " إنك تأتي قوماً أهل كتاب "؛ فهيأه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليستعد لمناظرتهم.

ما هو أسلوب الداعية في دعوته؟

على الداعية و السائر على طريق الدعوة أن يستعمل الرفق واللين في دعوته.

فقد ورد في الصحيحين أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين بعث معاذاً وأبا موسى الأشعري ـ رضي الله عنهما ـ إلى اليمن أوصاهما فقال: " يَسِّرا ولا تُعسرا، بشّرَا ولا تُنَفّرا، تطاوعا ولا تخالفا ".

قال الشيخ ابن باز ـ رحمه الله تعالى ـ: " الأصل في الدعوة اللين، ونحن بحاجة في عصرنا إلى اللين لأن الناس بعدوا عن الدين، و الشدة في موضعها، فليست الدعوة كلها لين، وليست كلها شدة ".

وقد قال تعالى لموسى و هارون حين بعثهما لدعوة فرعون: {فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أوْ يَخْشَى}.

وعلى الداعية أن يتأنى في دعوته، ويترك العجلة في الأمور، وأن يستعمل الرفق والتأني، ولكن بدون ضعف؛ لأن مقام الدعوة خطير.

وقد أوصى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ علياً ـ رضي الله عنه ـ حين بعثه:- " انفذ على رسلك ": أي عليك بالهوينة. ثم قال في وصيته: " ثم ادعهم إلى الإسلام ".

قال ابن باز ـ رحمه الله ـ: " دل على أن المشرك يُدعى إلى التوحيد؛ فإن أجاب دُعي إلى الصلاة، فإن أجاب دُعي إلى الزكاة ".

كذلك دل على التدرج في أمر الدعوة.

على الداعية أن لا ييأس في دعوته:

قال ابن باز رحمه الله: " و يستحب التكرار إذا دعت الحاجة خاصة اليهود الذين يعرفون الحق ولكنهم يحبون الدنيا و يحسدون المؤمنين ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير