تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تلميذ الجعد بن درهم ونشرها بين المسلمين فنُسبت هذه البدعة إليه فسُميت ببدعة الجهمية، وكل من قال بذلك فهو جهمي، ثم أخذ هذه البدعة الضال بشر بن غياث المِريسي الجهمي وحاول نشرها بين المسلمين، فرد عليه عُلماء السلف الجهابذة الأجلاء أهل السنة والجماعة، وصاحوا بهم من كل مكان وبدَّعوهم وكفروهم وضللوهم على هذه البدعة التي انتشرت بين بعض عوام المسلمين، بل وصلَ

أثرها السيء إلى بعض المنتسبين للعلم من أتباع الأئمة الأربعة حتى أدى ذلك بهم إلى تأويل صفات الله تعالى بزعم أن ظاهرها يقتضي التشبيه، وهذا القول أول من عُرف به هم الجهمية وأتباعهم من المعتزلة وأهل الكلام،قال شيخ الإسلام ابن تيمية:» وهذا القول أول من عُرف به هم الجهمية والمعتزلة وانتقل منهم إلى الكُلاَّبية والأشعرية والسالمية ومن وافقهم من أتباع الأئمة الأربعة: كأبي الحسن التميمي، وابنه أبي الفضل، وابن ابنه رزق الله، والقاضي أبي يعلى، وابن عقيل، وأبي الحسن بن الزاغوني، وأبي الفرج

ابن الجوزي، وغير هؤلاء من أصحاب أحمد وإن كان الواحد من هؤلاء قد يتناقض في كلامه، وكأبي المعالي الجويني وأمثاله من أصحاب الشافعي،وكأبي الوليد الباجي وطائفة من أصحاب مالك، وكأبي الحسن الكرخي وطائفة من أصحاب أبي حنيفة «. [مجموع الفتاوى (5/ 576)]

ولهذا كان من الواجب أن نبين بعض حال هؤلاء الذين سماهم الدكتور ووصفهم أنهم من أهل السنة والجماعة، فنبدأ بالأشعري فنقول وبالله التوفيق:

الأشعري (أبو الحسن) رحمه الله تعالى المتوفى سنة 324 هـ

فقد كان في مبدأ أمره يقول بقول المعتزلة الذين منهم شيخه وزوج أمه أبو علي الجبائي رأس المعتزلة وهذا الذي أثر فيه وجعله يتمسك بمذهب المعتزلة

أربعين سنة، ثم بعد ذلك تحول عنه إلى مذهب الكُلابية أتباع أبي محمد عبدالله بن سعيد بن كُلاب، وتاب من القول بمذهب المعتزلة وجعل يرد عليهم

ويفضح مذاهبهم وأقوالهم، فألف في هذه الفترة كتبه:» اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع «و» كشف الأسرار وهتك الأستار «وغيرها من الكتب «[انظر الفهرست لابن النديم ص 257 وكذلك تبيين كذب المفتري لابن عساكر ص 39 – 42]

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:» وكان أبو الحسن الأشعري لما رجع عن الاعتزال سلك طريق أبي محمد بن كُلاَّب «[مجموع الفتاوى (5/ 556)]» وذكر الإمام الذهبي أن الأشعري لحقَ بالكلابية وسلك طريقهم «[سير أعلام النبلاء (11/ 228)] وقال العلامة ابن القيم بعد أن ذكر ابن كُلاب:» ونصر طريقته أبو العباس القلانسي وأبو الحسن الأشعري وخالفه في بعض الأشياء ولكنه على طريقته في إثبات الصفات والفوقية وعلو الله على عرشه «[اجتماع الجيوش الإسلامية ص 257] ولذلك أثر فيه هذا في ترك مذهب المعتزلة والقول بما يوافق السلف في غالب مذهبهم، وإن كان له أقوال وافق فيها الجهمية وذلك بسبب عدم إحاطته بمذهب السلف في كل ما يقولون به إحاطةً كاملةً،

ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية:» وأما ابن كُلاَّب والقلانسي والأشعري … هؤلاء معروفون بالصفاتية، مشهورون بمذهب الإثبات، لكن في أقوالهم شيء من أصول الجهمية … «[مجموع الفتاوى (12/ 206)]

وقال أيضاً:» وأبو الحسن الأشعري نصر قول» جهم «في» الإيمان «مع أنه نصر المشهور عن» أهل السنة «أنه:» يستثني في الإيمان «… وهو دائماً ينصر – في المسائل التي فيها النزاع بين أهل الحديث وغيرهم – قول أهل الحديث، لكنهُ لم يكن خبيراً بمآخذهم، فينصره على مايراه هو من الأصول التي تلقَّاها عن غيرهم، فيقع في ذلك من التناقض ما ينكره هؤلاء وهؤلاء، كما فعل في مسألة الإيمان نصرَ فيها قول جهم مع نصره للاستثناء ولهذا خالفهُ كثير من أصحابه في الاستثناء واتَّبعه أكثر أصحابه على نصر قول جهم في ذلك، ومن لم يقف إلا على كُتُب الكلام ولم يعرف ماقاله السلف وأئمة السنة في هذا الباب، فيظن أن ما ذكروه هو قول أهل السنة وهو قول لم يقله أحد من أئمة السنة، بل قد كفر أحمد بن حنبل ووكيع وغيرهما من قال بقول جهم في الإيمان الذي نصره الأشعري وهو عندهم شَرٌّ من قول المرجئة … «[مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام (7/ 120 – 121)]

(تكملة الوقفة الثانية عشرة)

الإمام أبو حامد الاسفراييني

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير