تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

2 - وقال رحمه الله 5/ 77 في معرض تفسيره لقول الله تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به .. ) (5): (يعني بذلك جلَّ ثناؤه: وذلُّوا لله بالطاعة واخضعُوا له بها وأفرِدُوه بالربوبية وأخلصوا له الخضوع والذِّلة بالانتهاء إلى أمره والانزجار عن نهيه ولا تجعلوا له في الربوبية والعبادة شريكاً تعظِّمونه تعظيمَكم إياه). وفي هذه العبارة أيضاً تفريق بين الربوبية والعبادة أي الألوهية.

3 - وقال رحمه الله 16/ 39 في تفسير قوله تعالى: (فليعمل عملاً صالحاً ولا يشركْ بعبادة ربِّه أحداً) (6) يقول: فليخلصْ له العبادةَ وليفردْ له الربوبية) والعبارة واضحة.

4 - وقال رحمه الله 23/ 182 عند تفسير قوله تعالى: (وما من إله إلا الله الواحد القهار) (7): (يقول: وما من معبودٍ تصلحُ له العبادة وتنبغي له الربوبية إلا الله الذي يدين له كلُّ شيء ويعبده كلُّ خلقٍ ... ).

5 - وقال الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله 4/ 309 في تفسير قوله تعالى: (أم خُلقوا من غير شيء أم هم الخالقون) (9): (هذا المقام في إثبات الربوبية وتوحيد الألوهية (أم خثلقوا من غير شيءٍ أم هم الخالقون) أي أوجدوا من غير موجدٍ أم هم أوجدوا أنفسهم؟! ... ).

وقبل أن أنتقل إلى النقطة الثالثة أرى أنه من المناسب أن أنقل كلاماً نفيساً لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في تقرير النقطة الثانية في كتابه القيم (التدمرية 3 - 4): (فالكلام فى باب التوحيد والصفات هو من باب الخبر الدائر بين النفى والإثبات، والكلام فى الشرع والقدر هو من باب الطلب والإرادة الدائر بين الإرادة والمحبة وبين الكراهة والبغض نفياً وإثباتاً، والإنسان يجد فى نفسه الفرق بين النفى والإثبات والتصديق والتكذيب وبين الحب والبغض والحض والمنع حتى إن الفرق بين هذا النوع وبين النوع الآخر معروف عند العامة والخاصة ومعروف عند أصناف المتكلمين فى العلم، كما ذكر ذلك الفقهاء فى كتاب الأيمان وكما ذكره المقسِّمون للكلام من أهل النظر والنحو والبيان، فذكروا أن الكلام نوعان: خبر وإنشاء. والخبر دائر بين النفى والاثبات والإنشاء أمر أو نهى أو إباحة .. ).

ثالثاً: إن توحيد الألوهية يتضمَّن توحيد الربوبية: وهذه قاعدةٌ معروفة عند علماء السنة، وقد قررها غير واحد من أهل العلم في كتبهم، ونأتي هنا بعبارتين لعالميْن من علماء السنة:

1 - قال الإمام الحافظ المفسر ابن كثير رحمه الله 3/ 553 في تفسير قوله تعالى: (ولئن سألتهم من خلق السمواتِ والأرضَ وسخَّر الشمس والقمر ليقولُنَّ الله ... ) (8) الآية: (وكثيراً ما يقرِّر تعالى مقامَ الإلهية بالإعتراف بتوحيد الربوبية وقد كان المشركون يعترفون بذلك كما كانوا يقولون في تلبيتهم: لبيك لا شريكَ لك إلا شريكاً هو لكَ، تملكُه وما ملك).

2 - وقال الإمام ابن أبي العز (10) في شرحه على الطحاوية في حين كلامه على توحيد الألوهية: (فعُلم أن التوحيد المطلوب هو توحيد الألوهية الذي يتضمن توحيد الربوبية).

وبعض العلماء يجعلون التقسيم ثنائياً: الأول: توحيد المعرفة والإثبات، الثاني: توحيد الطلب والقصد. فالأول اشتمل على توحيد الربوبية والأسماء والصفات والثاني هو توحيد الألوهية. وهذا هو صنيع شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما هو واضح من عبارته في (التدمرية)، وبذلك عرفنا أنه لا تناقض بين الأسلوبين وإنما الاختلاف الحاصل هو اختلاف تنوعٍ فتأمَّل.

تحريراً في 4/ 7/1426هـ


1 - القول المفيد على كتاب التوحيد ص (5).
2 - سورة النحل (36).
3 - شرح ابن أبي العز (78).
4 - سورة آل عمران (83).
5 - سورة النساء (36).
6 - سورة الكهف (110).
7 - سورة ص (65).
8 - سورة العنكبوت (61).
9 - سورة الطور (35).
10 - شرح ابن أبي العز على الطحاوية بتخريج الشيخ الألباني (83).

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير