تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الاشاعرة خالفوا الصواب واخطأوا إذن هم على ضلال لأن الله تعالى يقول: «فماذا بعد الحق الا الضلال»، سورة يونس (32). فبما ان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأئمة الاسلام من التابعين ومن بعدهم على الحق ولا شك فمن خالفهم فهو على ضلال وهذا مسلم به فلا يغرنك من قال لك غير هذا ولا تغتر بكثرة من ضل في هذا الباب ولو كانوا علماء ممن ذكرت اسماءهم فهؤلاء ليس منهم أحد من علماء القرن الثالث فضلا ان يكونوا من الصحابة أو التابعين واعلم ان ابا الحسن الاشعري رحمه الله تعالى توفي في الربع الأول من القرن الرابع في سنة 324 هـ وقبله لم يكن في الأمة أشعري واحد،

جمهور الاشاعرة لم يثبتوا من صفات الله سوى سبع صفات القدرة والعلم والارادة والحياة والسمع والبصر والكلام وحرفوا سائر صفات الرب عز وجل واثباتهم لما اثبتوه لدلالة عقولهم عليها لا لأنها في الكتاب والسنة. حتى صفة الكلام لله تعالى فإنهم يوافقون المعتزلة فمنهم من يقول «مخلوق»

...

الأشاعرة و القرءان

مذهب الأشعري ومن وافقه أنه-القرءان- معنى واحد قائم بذات الرب تعالى لأنه ليس بحرف ولا صوت ولا ينقسم ولا له أبعاض ولا له أجزاء وهو عين الأمر وعين النهي وعين الخبر وعين الإستخبار الكل واحد وهو عين التوراة و عين الإنجيل و القرآن و الزبور و كونه أمرا و نهيا و خبرا و استخبارا صفات لذلك المعنى الواحد لا أنواع له فإنه لا ينقسم بنوع و لا جزء و كونه قرآنا و توراة و إنجيلا تقسيم للعبارات عنه لا لذاته بل إذا عبر عن ذلك المعنى بالعربية كان قرآنا و إذا عبر عنه بالعبرانية كان توراة و إن عبر عنه بالسريانية كان إنجيلا و المعنى واحد و هذه الألفاظ عبارة عنه و لا يسميها حكاية و هي خلق من المخلوقات و عنده لم يتكلم الله بهذا الكلام العربي و لا سمع من الله و عنده ذلك المعنى سمع من الله حقيقة و يجوز أن يرى و يشم و يذاق و يلمس و يدرك بالحواس الخمس إذ المصحح عنده لإدراك الحواس هو الوجود فكل وجود يصح تعلق الإدراكات كلها به كما قرره في مسألة رؤية من ليس في جهة الرائي و أنه يرى حقيقة و ليس مقابلا للرائي هذا قولهم في الرؤية و ذلك قولهم في الكلام و البلية العظمى نسبة ذلك إلى الرسول صلى الله عليه وسلم و أنه جاء بهذا ودعا إليه الأمة و أنهم أهل الحق و من عداه أهل الباطل و جمهور العقلاء يقولون إن تصور هذا المذهب كاف في الجزم ببطلانه وهو لا يتصور إلا كما تتصور المستحيلات الممتنعات و هذا المذهب مبني على مسألة إنكار قيام الأفعال و الأمور الإختيارية بالرب تعالى و يسمونها مسألة حلول الحوادث و حقيقتها إنكار أفعاله و ربوبيته و إرادته و مشيئته

بعض الردود

إذا قال قائل قد عرفنا بطلان مذهب أهل التأويل في باب الصفات، ومن المعلوم أن الأشاعرة من أهل التأويل فكيف يكون مذهبهم باطلاً وقد قيل: إنهم يمثلون اليوم خمسة وتسعين بالمائة من المسلمين؟!

وكيف يكون باطلاً وقدوتهم في ذلك أبو الحسن الأشعري؟

وكيف يكون باطلاً وفيهم فلان وفلان من العلماء المعروفين بالنصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين

وعامتهم؟

قلنا: الجواب عن السؤال الأول: أننا لا نسلم أن تكون نسبة الأشاعرة بهذا القدر بالنسبة لسائر فرق المسلمين، فإن هذه دعوى تحتاج إلى إثبات عن طريق الإحصاء الدقيق.

ثم لو سلمنا أنهم بهذا القدر أو أكثر فإنه لا يقتضي عصمتهم من الخطأ؛ لأن العصمة في إجماع المسلمين لا في الأكثر.

ثم نقول: إن إجماع المسلمين قديماً ثابت على خلاف ما كان عليه أهل التأويل، فإن السلف الصالح من صدر هذه الأمة "وهم الصحابة" الذين هم خير القرون والتابعون لهم بإحسان وأئمة الهدى من بعدهم كانوا مجمعين على إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله من الأسماء والصفات، وإجراء النصوص على ظاهرها اللائق بالله تعالى من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل.

وهم خير القرون بنص الرسول صلى الله عليه وسلم، وإجماعهم حجة ملزمة؛ [لأنه مقتضى الكتاب والسنة، وقد سبق نقل الإجماع عنهم في القاعدة الرابعة من قواعد نصوص الصفات.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير