تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(2) الحقيقة التي يصير إليها الشيء كما في قوله تعالى: "هذا تأويل رؤياي من قبل" أي تحقيقها. وقوله: "يوم يأتي تأويله". أي تحقيقه ووقوعه.

أما التأويل فله مفهوم آخر: راجع الحاشية.

وإن تعجب فاعجب لهذه اللفظة النابية التي يستعملها الأشاعرة م النصوص وهي أنها "توهم" التشبيه ولهذا وجب تأويلها فهل في كتاب الله إيهام أم أن العقول الكاسدة تتوهم والعقيدة ليست مجال توهم.

فالعيب ليس في ظاهر النصوص -عياذا بالله- ولكنه في الإفهام- بل الأوهام السقيمة. أما دعوى أن الإمام أحمد استثنى ثلاثة أحاديث وقال لا بد من تأويلها فهي قرية عليه افتراها الغزالي في (الإحياء وفيصل التفرقة) ونفاها شيخ الإسلام سندا ومتنا.

وحسب الأشاعرة في باب التأويل ما فتحوه على الإسلام من شرور بسببه فإنهم لما أولوا ما أولوا تبعتهم الباطنية واحتجت عليهم في تأويل الحلال والحرام والصلاة والصوم والحج والحشر والحساب، وما من حجة يحتج بها الأشاعرة عليهم في الأحكام والآخرة إلا احتج الباطنية عليهم بمثلها أو أقوى منها من واقع تأويلهم للصفات. وإلا فلماذا يكون تأويل الأشاعرة لعلو الله -الذي تقطع به العقول والفطر والشرائع -تنزيها وتوحيداً وتأويل الباطنية للبعث والحشر كفرا وردة؟ (38).

أليس كل منهما ردا لظواهر مع أن نصوص العلو أكثر واشهر من نصوص الحشر الجسماني؟. ولماذا يكفر الأشاعرة الباطنية ثم يشركونهم في أصل من أعظم أصولهم؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

38 - عن التأويل جملة انظر كتاب ابن فورك كاملا، والإنصاف: 56، 165، وغيرها والإرشاد: فصل كامل له، أساس التقديس: فصل كامل أيضاً. وعن الثلاثة الأحاديث انظر: أحياء علوم الدين طبعة الشعب: 1/ 179 والرد في مجموع الفتاوي 5/ 398 وانظر كذلك 6/ 397، 580 تنبيه حول التأويل: التأويل الذي يذكره الفقهاء في باب البغاة وقد يرد في بعض كتب العقيدة لاسيما في موضوع التكفير والاستحلال هو غير التأويل المذكور هنا إن كانت أكثرالكتب تسمية تأويلا وهو في الحقيقة تأويلا لأن الفعل الماضي منه "تأول".

فالتأويل هو: وضع الدليل في غير موضعه باجتهاد أو شبه تنشأ من عدم فهم دلالة النص، وقد يكون المتأول مجتهداً مخطئا فيعذر وقد يكون متعسفاً متوهماً فلا يعذر وعلى كل حال يجب الكشف عن حاله وتصحيح فهمه قبل الحكم عليه ولهذا كان من مذهب السلف عدم تكفير المتأويل حتى تقام عليه الحجة مثلما حصل مع بعض الصحابة الذين شربوا الخمر في عهد عمر متأولين قوله تعالى "ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طمعوا" الآية. ومثل هذا من أول بعض الصفات عن حسن نية متأولا قوله تعالى "ليس كمثله شيء" فهو مؤول متأولا ولا يكفر، ولهذا لم يطلق السلف تكفير المخالفين في الصفات أو غيرها لأن بعضهم أو كثير منهم متأولون، أما الباطنية فلا شك في كفرهم لن تأويلهم ليس له أي شبه بل أرادوا هدم الإسلام عمدا بدليل أنهم لم يكتفوا بتأويل الأمور الاعتقادية بل أولوا الأحكام العملية كالصلاة والصوم والحج. الخ.

الفهرس


السمعيات

الثاني عشر: السمعيات:

يقسم الأشاعرة أصول العقيدة بحسب مصدر التلقي إلى ثلاثة أقسام:

(1) قسم مصدره العقل وحده وهو معظم البواب ومنه باب الصفات ولهذا يسمون الصفات السبع "عقلية" وهذا القسم هو "ما يحكم العقل بوجوبه" دون توقف على الوحي عندهم.

(2) قسم مصدره العقل والنقل معا كالرؤية 0على خلاف بينهم فيها- وهذا القسم هو "ما يحكم العقل بجوازه استقلالا أو بمعاضدة الوحي.

(3) قسم مصدره النقل وحده وهو السمعيات أو المغيبات من أمور الآخرة كعذاب القبر والصراط والميزان وهو عندهم: مالا يحكم العقل باستحالته لكن لو لم يرد به الوحي لم يستطع العقل إدراكه منفردا. ويدخلون فيه التحسين والتقبيح والتحليل والتحريم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير