تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

2 - والرحمة الأخرى مما يضاف إليه تعالى: رحمة مخلوقة، وإضافتها إليه هي من إضافة المخلوق إلى خالقه، ومن شواهدها قوله تعالى: "فانظر إلى آثار رحمة الله" [الروم50]، وقوله تعالى: "وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون" [آل عمران107]، وقوله سبحانه للجنة كما في الحديث القدسي: " أنت رحمتي أرحم بك من أشاء".

والرحمة المذكورة في الحديث هي الرحمة المخلوقة، وهي التي جعلها الله عز وجل في مائة جزء. والرحمة

المخلوقة في الدنيا والآخرة هي أثر الرحمة التي هي صفته سبحانه وتعالى ومقتضاها.

66 – قال الحافظ (10/ 462) على حديث رقم 6040

" والمراد بالقبول في حديث الباب قبول القلوب له بالمحبة والميل والرضا عنه .. ، والمراد بمحبة الله إرادة الخير .... ".

قال الشيخ البراك: قوله"والمراد بمحبة الله إرادة الخير .. ": هذا صرف للفظ عن ظاهره بغير حجة صحيحة، وهذا هو التأويل المذموم الذي يسلكه نفاة الصفات، أو بعضهم كالأشاعرة؛ فإن مذهبهم نفي حقيقة المحبة عن الله تعالى زاعمين أن إثباتها يستلزم التشبيه. لكن الأشاعرة لما كانوا يثبتون الإرادة لله تعالى صار كثير منهم يَرُدُّ بعض الصفات إليها ويؤولها بها، مع أنه يلزمهم في الإرادة نظير ما فروا منه في المحبة، فلم يستفيدوا بهذا التأويل إلا التناقض والجمع بين التعطيل والتحريف.

والواجب إثبات كل ما أثبته الله تعالى لنفسه وأن الله سبحانه موصوف به حقيقة على الوجه الذي لا يماثل فيه أحدًا من خلقه. وهذا مذهب أهل السنة والجماعة؛ فيمرون النصوص مؤمنين بها، بلا تكييف ولا تمثيل لمعانيها.

67 – قال الحافظ (10/ 488) على حديث رقم 6070

"ويدنو المؤمن من ربه أي يقرب منه قرب كرامة، وعلو منزلة".

قال الشيخ البراك: يريد بقوله: "قرب كرامة وعلو منزلة" أن دنو المؤمن من ربه المذكور في الحديث دنو معنوي، لا أنه دنو بقرب المكان، بحيث يكون في مكان هو فيه أقرب إلى ربه. والأصل في القرب والدنو قرب المكان، وهذا هو المعنى المتبادر من لفظ الحديث وسياقه.

وقد دلت نصوص الكتاب والسنة على أن الله سبحانه بذاته في العلو فوق كل شيء، وأنه سبحانه يقرب من بعض خلقه إذا شاء، كيف شاء، ويدني ويقرب من عباده من شاء، وأن من الملائكة ملائكة مقربين، فهم عنده.

وأهل السنة والجماعة يؤمنون بهذا كله لا يتأولون شيئا منه على خلاف ظاهره. وأما نفاة العلو القائلون بالحلول من الجهمية ومن وافقهم - ومنهم الأشاعرة - فعندهم أنه تعالى لا يقرب من شيء، ولا يقرب منه شيء، وأن نسبة جميع المخلوقات إليه نسبة واحدة. لذلك يلجأون إلى تأويل النصوص المخالفة لأصولهم، ومن ذلك دنو المؤمن من ربه أو إدناؤه له؛ فيؤولونه بقرب المكانة والمنزلة. وهذا هو الذي ذكره الحافظ، ومشى عليه في هذا الحديث ونحوه.

ـ[كريم أبو أمامة]ــــــــ[18 - 02 - 06, 04:01 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

الشيخ الفاضل عبد الرحمن السديس:

جزاكم الله خيرا على هذا المجهود المبارك، وجعل الله عز وجل ما تقومون به خالصا لوجهه الكريم، ونفعكم به في الدارين.

وصلى الله على حبيبنا محمد وعلى آله وصحبه.

ـ[ابو رائد المصري]ــــــــ[21 - 02 - 06, 12:09 ص]ـ

السلام عليكم

اذا قام أحد الأخوة بتجميعها في ملف واحد لطباعته وتوزيعه يرجى منه التفضل بإمدادنا به

جزيتم خيرا

ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[21 - 02 - 06, 12:32 ص]ـ

جزاك الله خيرا على الاقتراح، لكن جمع كل جزء في نظري غير مفيد؛ إذا بعض الأجزاء ليس به إلا تعليق واحد أو اثنين .. ، وستجعل بإذن الله في ملف وورد بعد الانتهاء وستنشر في عدد من المواقع والمكتبات الإلكترونية.


جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل عبد الرحمن ... ، رفع الله قدرك.

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[22 - 02 - 06, 07:10 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، جزاكم الله خيرا، ووفقكم لطاعته.

عند الانتهاء من نقل جميع التعليقات ستجمع وتنشر إن شاء كما تقدم بيانه.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير