ويعلل ذلك بأن الكتب المتقدمة حوت الكثير من الأحاديث الضعيفة والموضوعة بخلاف كتب المتأخرين التي نُقحت وصُفيت من تلك الشوائب.
الجواب: أرى أن هذا الرأي، مجانب للصواب، فكتب المتقدمين هي التي فيها العلم والبركة، وفيها التأصيل، ودقة الفهم، والاعتماد على الأصول، وإذا وجد فيها حديث ضعيف؛ فالغالب أنهم يبينون حكمه إما بالنص عليه أو ذكر سنده، والغالب أنهم يذكرونه للاستشهاد، والاعتضاد به، لا للاعتماد عليه، ومن الملاحظ على كتب المتأخرين كثرة الكلام في المسألة الواحدة حتى تقرأ الصفحات الكثيرة، ولا تخرج بطائل، وهذا خلاف كتب المتقدمين.
4 - قال إبن الجوزي رحمه الله في (تنبيه النائم الغمر على مواسم العمر):
" وبهذا العمر اليسير يشتري الخلود الدائم في الجنان والبقاء الذي لا ينقطع كبقاء الرحمن ... "
ما رأيكم - بارك الله فيكم - في هذه العبارة؟
أرى أن هذه العبارة لا يجوز إطلاقها، فالمخلوق يمتنع أن يشارك رب العالمين في صفاته، ومنها البقاء، فهو تعالى الأول والآخر.
5 - ما صحة حديث:" أبى الله أن يقبل توبة صاحب بدعة حتى يدع بدعته "
وكذلك: " من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام "؟
أما الحديث "أبى الله أن يقبل توبة صاحب بدعة .. " رواه ابن ماجه، وابن أبي عاصم في السنة، وحسنه السيوطي وغيره.
وأما حديث " من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام " فرواه الطبراني، وقال ابن الجوزي موضوع، وضعفه السيوطي.
6 - ماهي أفضل الكتب التي تكلمت عن البدع وأحكام المبتدعة؟
أفضل الكتب التي تبحث في البدع في نظري "الاعتصام" للشاطبي.
7 - ما قولكم فيمن يحضر مجالس أهل البدع التي يجري فيها الشرك بالله تعالى من دعاء الأموات والإستغاثة بغير الله ....
ويعتذر لنفسه بأنه لا يشاركهم في ذلك بل ماهو إلا مشاهد لا غير.
الذي يحضر مجالس البدع، بلا إنكار عليهم، ودعوة لهم إلى الحق = هو ظالم لنفسه يجب أن يتوب.
8 - لا شك أن من ثبت كفره بالبرهان القاطع فإن تكفيره واجب، فهل يقال مثل ذلك في المبتدع الذي ثبتت بدعته؟
الجواب: المبتدع يختلف حكمه باختلاف بدعته، فقد تكون البدعة مكفرة؛ كدعاء الميت، والاستنجاد به، وقد لا تكون مكفرة؛ كالسؤال بجاه فلان مثلا.
9 - ما تقولون -أحسن الله إليكم- في الحديث القدسي؛ هل لفظه من الله، أم لفظه من الله والمعنى من النبي علما بأن كثيرا من الأحاديث القدسية المبثوثة في كتب السنة تختلف روايتها من كتاب لآخر؟
10 - وما الرد على من يحتج على أن القرآن معناه من الله ولفظه من النبي أو من جبريل= باختلاف القراءات في الآية الواحدة؟
الحديث القدسي: لفظه ومعناه من الله تعالى، غير أنه لا يتعبد بتلاوته، وليس هو معجزا، ويثبت بخبر الآحاد، وغير ذلك من الفروق بينه وبين القرآن، ويجب أن يعلم الإنسان أن القرآن لفظه، ومعناه قول الله، وكلامه حقا، ولا يجوز أن يقال: لفظه من النبي أو جبرئيل.
أما إضافته إلى الرسول في آية الحاقة، والتكوير، فلأنه مبلغ له، والقرآن نزل على سبعة أحرف كلها كلام الله تعالى.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - 12 - 05, 11:33 م]ـ
11 - ما وجه الدلالة من قوله عز وجل: فأجره حتى يسمع كلام الله على أن القرآن منزل غير مخلوق؟ فقد ذكرها اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد نقلا عن الحافظ الطبري رحمه الله تعالى.
ووجه الدلالة من قوله تعالى: {حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ} [(6) سورة التوبة] واضحة، فإن الله أضاف الكلام إليه، والْمُسْمِع لكلامه هو الرسول، أو من يبلغ عنه.
12 - كيف ندرس العقيدة لعوام المسلمين الذين يكثر بينهم الجهل والأخطاء والبدع، فما هو المنهج التي تقترحه فضيلتكم لتعليم هؤلاء الناس العقيدة مع اعتبار أنه يصعب عليهم فهم الكتب المعروفة في العقيدة؟
الجواب: عقيدة الإسلام موافقة للفطرة التي فطر الله عليها بني آدم، فتعليم الناس اليوم لا يختلف عن تعليم الرسول لهم في وقته، غير أنه يجب أن يفهموا معنى الألفاظ، والكلمات في اللغة العربية، إذ أكثر الناس اليوم يجهلون اللغة العربية، وهو السبب في عدم فهم الشرع.
¥