تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

واعلم يرعاك الله أن:الخوف من الله تعالى يكون محموداً , ويكون غير محمود , فالمحمود ما كان يحول بينك وبين معصية الله تعالى بحيث يحملك على فعل وجباته وترك محرماته , وإما غير المحمود فهو ما يحملك على اليأس من روح الله والقنوط من رحمته لأنه (لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) يوسف87.

س12 - ما تعريف الرجاء؟

اعلم رحمك الله تعالى أن: الرجاء هو طمع الإنسان في أمر قريب المنال، وقد يكون في بعيد المنال تنزيلاً له منزلة القريب , والرجاء المتضمن للذل والخضوع لا يكون إلا لله عز وجل وصرفه لغير الله تعالى شرك إما أصغر، وإما أكبر بحسب ما يقوم بقلب الراجي قال سبحانه تعالى (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) الكهف110.

س13 - متى يكون الرجاء محموداً ومتى يكون مذموماُ؟

اعلم يرعاك الله أن: الرجاء المحمود لا يكون إلا لمن عمل بطاعة الله ورجى ثوابها، أو تاب من معصيته ورجى قبول توبته (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) البقرة218 , فأما الرجاء بلا عمل فهو غرور وتمن مذموم.

س14 - ما تعريف التوكل؟

اعلم وفقك الله لمعرفة الحق أن: التوكل على الشيء الإعتماد عليه , والتوكل على الله تعالى الاعتماد على الله تعالى في جلب المنافع ودفع المضار وهو من تمام الإيمان (وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) التوبة51 , فالتوكل من العبادات القلبية، حقيقته أنه يجمع شيئين: الأول: تفويض الأمر إلى الله جل وعلا. الثاني: عدم رؤية السبب بعد عمله. والتفويض وعدم رؤية السبب شيئان قلبيان، فالعبد المؤمن إذا فعل السبب، وهو جزء بما تحصل به حقيقة التوكل، فإنه لا يلتفت لهذا السبب، لأنه يعلم أن هذا السبب لا يُحَصِّل المقصود، ولا يحصل المراد به وحده، وإنما قد يحصل المراد به وقد لا يحصل؛ لأن حصول المرادات يكون بأشياء: منها السبب. ومنها صلاحية المحل. ومنها خلو الأمر من المضاد. فثَم ثلاثة أشياء تحصل بها المرادات: أول سبب: نعلم ِبمَا خلق الله جل وعلا خلقه عليه أن هذا السبب يُنتج المسبَّب؛ النتيجة. الثاني: صلاحية المحل لقيام الأمر به؛ الأمر المراد. الثالث: خلو الأمر أو المحل من المضاد له. مثاله الدواء، فالنبي صلى الله عليه وسلم أمر بالدواء فقال (تَدَاوَوْا عِبَادَ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ مَعَهُ شِفَاءً) صححه الألباني , فالمسلم الموحد يتناول الدواء باعتباره سببا للشفاء، لكنه ليس سببا أو ليس علة وحيدة، بل لا يحصل الشفاء بهذا وحده، وإنما لابد من أشياء أخرى، منها أن يكون المحل الذي هو داخل الإنسان-باطن متناول الدواء- يكون صالحا لقبول ذلك الدواء، وهذا معنى قولي: أن يكون المحل صالحا. أيضا من العلل التي يكمل بها المراد أن يكون السبب هذا الذي عمل خاليا من المعارض له، قد يكون يتناول شيء وفي البدن ما يفسد ذلك الشيء، فلا يصل إلى المقصود. ومنها وهو الأعظم أن يأذن الله جل وعلا بأن يكون السبب مؤثرا منتجا للمسبّب، وهذا يعطيك أن فعل السبب ليس كافيا في حصول المراد قال تعالى (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) الطلاق3. ولهذا قال علماؤنا ,علماء التوحيد من أئمة السلف فمن بعدهم: الالتفات إلى الأسباب قدح في التوكل, ومحو الأسباب أن تكون أسبابا قدح في العقل , و قال بعض العلماء: من طعن في الحركة , يعني , في السعي والكسب والأخذ بالأسباب؛ فقد طعن في السنة، ومن طعن في التوكل؛ فقد طعن في الإيمان.

س15 - ما هي أنواع التوكل؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير