تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الأصل في وجوب أن يتصدر أهل السنة فهم الذين يُعلمون العلوم كلها وعلى الناس أن يأخذو علمهم ممن يُوثق به وهذا معنى قول العلماء (لا تُجالسوا أهل البدع) ماهو معنى لا تُجالس أهل البدع طبعاً أنت لا تُجالس صاحب بدعة فلن تتلقى منه علم وهذا واضح المعنى إلا عند الحاجات أو الضرورات الخاصة التي يعني كما يعني قد يحدث أحياناً لا يوجد في هذا الفن عالم من علماء السنة يمكن أن يقوم به كما ينبغي فحينئذ يمكن أن يؤخذ منه هذا العلم بقيودٍ وشروط.

وخلاصة هذه القضية الأولى التي أحببت أن أُشير إليها هي أن طالب العلم مهما تفرعت به تخصصاته أو اهتماماته أو نُبوغه في أي فنٍ من فنون العلوم فينبغي أن يعلم أن ارتباطه بالعقيدة يجب أن يكون ارتباطاً تاماً لأن المسألة أكبر من أي شيءٍ آخر وأعني بها مسألة أن يكون طالب العلم قائمٌ علمه على عقيدة مؤصلةٍ صحيحة.

ننتقل إلى مسألة ثانية وهي مسألة قراءة الكتب في باب العقيدة وهذه المسألة بالنسبة لطالب العلم تُعتبر أساسية وخاصةً في الأزمنة المتأخرة لما كثرت الكتب قديماً كان الكتاب لا يَصل إليهم إلا مخطوطاً ولا ينتشر إلا قليلاً بمعنى أن القرية مثلاً يأتي لها الكتاب الواحد أو النسخة الواحدة من الكتاب فتجدها عند فلان من الناس ولا يكاد الأخرون يحصلون عليها إلا بشق الأنفس وأحياناً يصلون إليها عن طريق القراءة على الشيخ يعني بمعنى أن هذه النسخة من المخطوطة تجد الطلاب يأتون ويقرأون يعني لاتوجد نُسخ لايوجد إلا ما يسمعونه من خلال هذا الدرس الآن تغيرت الصورة وتغيرت الأحوال وكثرت الكتب وتنوعت وصار الحصول عليها عند الكثيرين سهلاً ولو بنسبٍ مُتفاوته فيأتي السؤال طالب العلم وكتب العقيدة كيف يتعامل معها؟

هناك ملحوظتان مهمتان:

إحداهما: أن كثرت الكتب وخاصةً في الفن الواحد قد تُربك طالب العلم فتجعله يتنقل من كتاب إلى كتاب دُون انظباط وبلا تأصيل.

الملحوظة الثانية: هي أن هذه الكتب ينقل بعضها عن بعض وربما يُغني بعضها عن بعض فقد تُشغل وقت طالب العلم بمعنى أنه يُحب أن يقرأ فتجده يقرأ في هذا الكتاب ويُمضي فيه زمناً وينتقل إلى كتابٍ آخر ويُمضي فيه زمناً والكتاب الثاني هو الأول أو شبيه به أو الزيادات عليه إنما هي زيادات قليلة فربما مضى على الإنسان وقت وأوقات كثيرةٌ جداً وهو يُراوح مكانه في طلب العلم.

إذا انتبهنا إلى هاتين الملحوظتين نأتي إلى بعض القواعد المتعلقة بتعامل طالب مع الكتاب:

أول هذه القواعد: هي أن يختار الإنسان الكتب المؤصلة ويُحددها سواء كانت كتباً عامة أو في فنٍ من فنون العلم يعني مثلاً إذا هو بيأخذ كتاب في العقيدة فيأخذ كتاباً كافياً يختار وإذا كان سيأخذ في فن من فنون العقيدة سواء هذا الفن يتعلق بركن من أركان الإيمان أو قضية من قضايا العقيدة أو فرقة من الفرق فأيضاً لابد أن يختار كتاباً مُحدداً ويكون اختياره عن طريق الإستشارة أو عن طريق انتشار الأمر بين أهل العلم وهذا والحمدلله جيد ونافع لطلاب العلم يعني مثلاً حينما يشتهر عند طلاب العلم مثلاً أنه والله الواسطية وشروحها أصل هذا أنا أعتبره من الأمور النافعة جداً بدل أن طالب العلم يتردد هنا وهناك تجده يختار مثل هذا الكتاب ويؤصل فيه تعلمه وقراءته ودراسته مثلاً لما نقول شرح الطحاوية لإبن أبي العز الحنفي هذا الشرح أطبق عليه طلاب العلم ونفع الله به الأمة فصار مرجعاً يعني مرجعاً مُتفقاً عليه وهذا نافع بالنسبة لإختيار طالب العلم حين يختار بالنسبة للكتب التي يحتاج فيها إلى أن يختار منها ما يكون أصلاً في بابه.

الأمر الثاني: فيما يتعلق بتعامل طالب العلم مع الكتاب وهو أمرٌ مهم جداً أن يتعامل مع الكتاب بكليته أي ليحذر من الإنقطاع ليحذر من السأم ينبغي للإنسان أن يحذر من هذه الأشياء وأنا أقول أن هذه من العيوب الكبرى التي وللأسف الشديد قد خيمت على كثير من طلاب العلم وهو الإنقطاع يعني الإنسان إذا اختار كتاباً فعليه أن يتعامل معه بكليته فيقرأ الكتاب أو يدرس الكتاب أو المتن أو غيره من أوله إلى آخره وليحذر من الإنقطاع هذا الإنقطاع يُولد عند الإنسان تشويشاً وعدم ثبات ومما يُؤسف له أن يتنقل الإنسان من كتاب على كتاب إلى كتاب وتكون في النهاية النتيجة فاشلة يا أيها الإخوة تأصيل طلب العلم يحتاج منك إلى إرادة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير