تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[12 - 04 - 06, 02:44 م]ـ

وربما التبس عليك بابن حيان القرطبي صاحب الإحاطة والمقتبس فذاك أندلسي حقا ...

الصواب: المبين في تاريخ الأندلس والمقتبس ... وإنما الإحاطة للسان الدين ابن الخطيب وهو متأخر ... فمعذرة.

ولو كان الفاضل العاصمي بيننا لبادر بالتصحيح مشكورا فأينه فقد افتقدناه ... رعاه الله.

ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[12 - 04 - 06, 06:13 م]ـ

مقتطفات من مادة جاهزة للنشر بموقع الكاشف عن أبي حيان:

اتهامه بالزندقة:

(ربما كان أول من اتهمه بالزندقة: الكاتب اللغوي الأديب ابن فارس المتوفى سنة 390هـ في كتابه الفريدة والخريدة، فقد نُقِل عنه قوله: " كان أبو حيان قليل الدين والورع عن القذف؛ والمجاهرة بالبهتان، تعرض لأمور جسام من القدح في الشريعة والقول بالتعطيل. ولقد وقف سيدنا الصاحب ابن عباد كافي الكفاة على بعض ما كان يدخله ويخفيه من سوء الاعتقاد، فطلبه ليقتله، فهرب والتجأ إلى أعدائه، ونفق عليهم بزخرفه وإفكه، ثم عثروا على جميع دخلته، وسوء عقيدته، وما يبطنه من الإلحاد، ويرومه في الإسلام من الفساد، وما يلصقه بأعلام الصحابة من القبائح، ويضيفه إلى السلف الصالح من الفضائح، فطلبه الوزير المهلبي، فاستتر منه، ومات في الاستتار، وأراح الله منه، ولم يؤثر عنه إلا مثلبة أو مخزية".

ثم جاء ابن الجوزي (المتوفى سنة 597هـ) فقال: "زنادقة الإسلام ثلاثة: ابن الرواندي، والتوحيدي، وأبو العلا المعري، وشرهم على الإسلام أبو حيان، لأنهما صرحا وهو مجمج ولم يصرح".

ثم ردد الذهبي (المتوفى سنة 748هـ) هذه التهمة، ونقل ما ذكره ابن فارس وابن الجوزي، وزاد عليه أن أبا حيان كان عدواً لله خبيثاً سيء الاعتقاد.

وجرت دائرة المعارف على أنه ُنفي لزندقته، قال مرجليوث: "نفاه المهلبي المتوفى سنة 352هـ (963م) من بغداد –وكان يعيش فيها من الكتابة- لزندقته في آرائه التي أوردها في مصنفات له فقدت".

ووافق هؤلاء الأستاذ محمد كرد علي، فقال: " إن الصاحب اتهم التوحيدي بالزندقة، ففر منه، وطلبه الوزير المهلبي ليقتله، فهرب إلى ديار بكر".

ولكنّ علماء آخرين شهدوا له بسلامة العقيدة وصحة الدين. فهو في رأي ياقوت صوفي السمت والهيئة، متعبد، والناس على ثقة من دينه. وابن النجار يصفه بأنه كان فقيراً صابراً متديناً صحيح العقيدة.

والسبكي يدافع عنه بقوله: "لم يثبت عندي إلى الآن من حال أبي حيان ما يوجب الوقيعة فيه، ووقفت على كثير من كلامه، فلم أجد فيه إلا ما يدل على أنه كان قوي النفس، مزدرياً لأهل عصره، ولا يوجب هذا القدر أن يُنال منه هذا النيل. وسئل الوالد –رحمه الله- عنه فأجاب بقريب مما أقول.

وقد أرجع السبكي حملة الذهبي على أبي حيان إلى محاكاته لما قاله ابن فارس، وإلى ما قاله ابن الجوزي، وإلى أمر ثالث هو بغضه الشديد للمتصوفة.

ولقد كان أبو حيان صوفياً، بل إنه عند الفرس علمٌ من أعلام المتصوفة، قال عنه أبو العباس أحمد زَركوب: "إنه الإمام الموحد، العالم الواسع العلم، ليس له شبيه في المكاشفات الإلهية والدراية بالتوحيد".

ومن الميسور أن أُبطل هذه التهمة الجائرة بعدة ردود:

1 - المفهوم من كلام ابن فارس أن الصاحب ابن عباد طلبه ليقتله ففر منه، ثم تعقبه الوزير المهلبي، فاستتر منه حتى مات في الاستتار.

وهذا كلام تعوزه الصحة، لأن أبا حيان –كما تبين في صلته بابن عباد- تركه سنة 370هـ، والوزير المهلبي توفي سنة 352هـ، فكيف يتفق هذا؟ لقد اتصل أبو حيان بالصاحب، ثم تركه بعد ثمانية عشر عاماً من وفاة الوزير المهلبي الذي قيل إنه تعقبه ليقتله.

2 - لم يشر أبو حيان –على دقنه في وصف الأشخاص والأحوال ولا سيما حالته- إلى أن ابن عباد فكر في قتله، وأوعز بحبسه، ولو أن شيئاً من هذا حدث لذكره، على عادته في تفصيل الأحداث، والتشنيع على ابن عباد، ووصف ما لقي من حرمان وخيبة في صلته به.

3 - يحملني على الشك فيما زعم ابن فارس من نسبة الزندقة إلى أبي حيان، ومن نسبة التفكير في قتله إلى ابن عباد أن ابن فارس كان أستاذاً لابن عباد قبل أن يلي الوزارة، وكان صديقاً له لما تولاها، وكان أستاذاً لأبي الفتح ابن العميد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير