ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[27 - 04 - 05, 11:02 م]ـ
الباب السادس والعشرون - باب ما جاء في الكهان ونحوهم
روى مسلم في صحيحة عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم، قال: قَالَ: «مَنْ أَتَى عَرّافاً فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ فَصَدّقَهُ بِمَا يَقُولُ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةُ أَرْبَعِينَ يومًا».
وعن أبي هريرة (رضي الله عنه)، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ أَتَىَ كَاهِناً, فَصَدّقَهُ بِمَا يَقُولُ, فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمّدٍصلى الله عليه وسلم». رواه أبو داوود. وللأربعة، والحاكم، وقال: صحيح على شرطهما. عن أبي هريرة: «مَنْ أَتَى عَرّافاً أو كَاهِناً, فَصَدّقَهُ بِمَا يَقُولُ, فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمّدٍ صلى الله عليه وسلم».
ولأبي يعلى بسند جيد عن ابن مسعود مثله موقوفاً
وعن عمران بن حصين مرفوعاً: ليس منا من تَطير أو تُطير له، أو تكهن أو تُكهن له، أو سحر أو سُحر له، ومَنْ أَتَى كَاهِناً, فَصَدّقَهُ بِمَا يَقُولُ, فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمّدٍ.صلى الله عليه وسلم رواه البزار بإسناد جيد ورواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن من حديث ابن عباس دون قوله: (ومَنْ أَتَى ... ) إلى آخره.
قال البغوي: العراف: الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك.
وقيل: هو الكاهن. والكاهن: هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل.
وقيل: الذي يخبر عما في الضمير.
وقال أبو العباس ابن تيمية: العراف: اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم، ممن يتكلم في معرفة الأمور بهذه الطرق.
وقال ابن عباس في قوم يكتبون (أبا جاد) وينظرون في النجوم: ما أرى من فعل ذلك له عند الله من خلاق.
&&& الفوائد المنتقاة على الباب السادس والعشرون
(فجر الخميس 4/ 8 /1415) (التعليق على الشرح – فتح المجيد -)
1 – قوله (ونحوهم) يعني من العرافين والرمالين والسحرة ونحوهم ممن يشابهم في دعوى علم الغيب.
2 – الكاهن: هو من له صاحب من الجن يخبره بالمغيبات، وحكمهم أنهم يجب تعزيرهم ومنعهم من هذه الأعمال والقضاء عليهم وهم لا يصدقون ولا يسألون لأنهم يدعون علم الغيب أو يتخرصون ويدعون أشياء لا صحة لها.
3 – قوله (روى مسلم في صحيحة عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم، قال: قَالَ: «مَنْ أَتَى عَرّافاً فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ فَصَدّقَهُ بِمَا يَقُولُ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةُ أَرْبَعِينَ يومًا».) المؤلف ذكر هنا قوله (فصدقه) وليس في رواية مسلم (فصدقه) فلعل المؤلف قد وهم أو نقلها من نسخة فيها هذه الزيادة والذي رأيناه وتتبعناه في مسلم أنه ليس فيه هذه الزيادة وإنماالذي في مسلم (مَنْ أَتَى عَرّافاً فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةُ أَرْبَعِينَ يومًا) وهذا يدل على أن السؤال المجرد نفسه لا يجوز لأنه وسيلة للتصديق ولأن في سؤالهم إظهار لشأنهم وتعظيماً لقدرهم وفي هجرهم وترك سؤالهم تناسياً لهم وإذلالاً لهم
4 - قوله (ولأبي يعلى بسند جيد عن ابن مسعود مثله موقوفاً) وهذا الموقوف له حكم المرفوع لأنه لا يقال من جهة الرأي فهو مرفوع من جهة المعنى إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
5 – قوله (, فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمّدٍ صلى الله عليه وسلم) إن ادعى الكاهن علم الغيب فقد كفر كفراً أكبر ومن صدقه في إدعاء علم الغيب فهو كافر كفراً أكبر لأنه مكذب لقوله تعالى (قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله)
وأما إذا لم يدعِ الكاهن علم الغيب وإنما يتكهن بالتخطيط وغيره فهو كفر دون كفر ولكن يستحق التعزير لئلا يعود إلى فعله.
6 – قوله (قال البغوي: العراف: الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك)
¥