ولأبي داود -بسند صحيح- عن عُقبة بن عامر، قال: ذُكِرَتِ الطّيَرَةُ عِنْدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «أحْسَنُهَا الْفَأْلُ وَلاَ تَرُدّ مُسْلِماً، فَإذا رَأَى أحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُلْ اللّهُمّ لاَ يَأْتِي بِالْحَسَنَاتِ إلاّ أنْتَ وَلاَ يَدْفَعُ السّيّئَاتِ إلاّ أنْتَ وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوّةَ إلاّ بِكَ».
وعن ابن مسعود مرفوعاً: «الطّيَرَة شِرْكٌ، الطّيَرَةُ شِرْكٌ، الطّيَرَةُ شِرْكٌ، وَمَا مِنّا إلاّ وَلَكِنّ الله يُذْهِبُهُ بِالتّوَكّلِ» رواه أبو داود والترمذي وصححه. وجعل آخره من قول ابن مسعودٍ.
ولأحمد من حديث ابن عمرو: «من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك». قالوا: فما كفارة ذلك؟ قال: «أن تقول: اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك». وله من حديث الفضل بن عباس: «إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك».
&&& الفوائد المنتقاة على الباب الثامن والعشرون
(فجر الخميس 11/ 5 /1416) (التعليق على الشرح – فتح المجيد -)
1 - التطير هو التشاؤم بالمرئيات والمسموعات.
2 – قوله (لاَ عَدْوَىَ) المخالطة تكون سبباً للعدوى والله جل وعلا هو المقدر لوقوعها فقوله (لا عدوى) أي بطبعها ونفسها وليس لقدرة المرض وسرعة تأثيره والمؤمن مأمور بترك الأسباب المفضية إلى الشر (فر من المجذوم فرارك من الأسد) (لا يورد ممرض على مصح) فالمراد إبطال ما على أهل الجاهلية تأثير العدوى بنفسها وطبعها.
3 – الطيرة لا حقيقة لها وإنما هي شيء يتوهمه العبد وفيها سوء ظن بالله عز وجل.
4 – حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم (الشؤم في ثلاث في المرأة والدابة والدار) قال الشيخ رحمه الله تعالى: هذا مستثنى من الحديث (لا طيرة) لأنها قد تكون مشؤومة فهي ليست من التطير الممنوع لأنها فإذا باعها وفارقها فلا بأس.
5 – قول العامة (خير يا طير) من الطيرة وهو دليل على الجهل
6 – قوله (وَلاَ نَوْءَ، وَلاَ غُولَ) المراد نفي أنه لا حقيقة لهذه المعتقدات الباطلة التي كانت عندهم
7 – الفأل شيء يسمعه الإنسان أو يراه فيفرح به ويسر ولا يرده عن حاجته كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء سهيل بن عمرو قال (سهل أمركم)
8 – الطيرة شرك أصغر لما فيه من التعلق بغير الله عز وجل وسوء الظن به وعدم الثقة به والتوكل عليه.
9 – قوله (وعن ابن مسعود مرفوعاً: «الطّيَرَة شِرْكٌ، الطّيَرَةُ شِرْكٌ، الطّيَرَةُ شِرْكٌ، وَمَا مِنّا إلاّ وَلَكِنّ الله يُذْهِبُهُ بِالتّوَكّلِ» رواه أبو داود والترمذي وصححه. وجعل آخره من قول ابن مسعودٍ.) وهذا هو الصواب أنه من قول ابن مسعود.
10 – قوله (ولأحمد من حديث ابن عمرو: «من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك». قالوا: فما كفارة ذلك؟ قال: «أن تقول: اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك».) الحديث ضعيف فيه ابن لهيعة وأصح منه ما جاء عن عقبة بن عامر السابق
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[04 - 05 - 05, 12:04 ص]ـ
الباب التاسع والعشرون - باب ما جاء في التنجيم
قال البخاري في صحيحه: قال قتادة: خَلقَ الله هذه النجوم لثلاثٍ: جعلها زينةً للسماء, ورجوماً للشياطين, وعلاماتٍ يُهتدَى بها, فمن تأولَ فيها غير ذلكَ أخطأ وأضاعَ نصيبهُ وتكلف ما لا علم لهُ به. انتهى
وكره قتادة تعلم منازل القمر. ولم يرخص ابن عيينة فيه. ذكره حرب عنهما. ورخص في تعلم المنازل أحمد وإسحاق.
وعن أبي موسى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن الخمر، وقاطع الرحم، ومصدق بالسحر» رواه أحمد وابن حبان في صحيحه.
&&& الفوائد المنتقاة على الباب التاسع والعشرون
(فجر الخميس 1/ 7 /1416) (التعليق على الشرح – فتح المجيد -)
1 – لما كان التنجيم شائعاً بين الناس وله من يتبعه ويبني عليه الأشياء ذكر هذا الباب في كتاب التوحيد للتنبيه على بطلان التنجيم.
2 – التنجيم مصدر نجّم ينجم تنجيماً يعنى حزر وحدس بما يعتقده في النجوم.
3 – التنجيم: هو الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية فيسمى تنجيماً يعني النظر في النجوم واجتماعها وافتراقها وطلوعها وغروبها وتقاربها وتباعدها وهو من دعوى علم الغيب الباطلة التي أبطلها الله جل وعلا بقوله (قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله) فالتنجيم من دعوى علم الغيب وهذا هو مقصود المؤلف من هذا الباب لبيان التحذير منه، أما النظر في منازل القمر لتعلم الأوقات والقبلة والطرقات فهذا لا بأس به كما قال أحمد واسحاق وإن كرهه قتادة وابن عيينة لكن الصواب جواز تعلم المنازل لمعرفة جهة القبلة في الأسفار والبلدان ولمعرفة أوقات الصلوات وأوقات الزراعة والفلاحة فهذا لا بأس به.
4 – قوله (وكره قتادة تعلم منازل القمر. ولم يرخص ابن عيينة فيه. ذكره حرب عنهما) هذا قول لهما وهو ضعيف ومرجوح عند أهل العلم فالصواب أنه لا بأس به كما تقدم.
5 – قوله (وعن أبي موسى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن الخمر، وقاطع الرحم، ومصدق بالسحر») المصدق بالسحر يكفر إذا اعتقد أن الساحر محق ويعلم الغيب وأنه يفعل كذا وكذا وإذا صدق أن السحر حق وأما إذا صدق أن له تأثيراً ولكنه حرام ومنكر فهذا لا حرج عليه فالسحر موجود وحق.
¥